عمر ياغمي : أعلنت مؤخرا الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم قائمة أعضائها المنتخبين لعام 2022 من بين أكثر العلماء والباحثين والأدباء والفنانين تميزا في العالم. وضمت القائمة العالم العربي, البروفيسور الأردني (عمر ياغي), أستاذ الكيمياء في جامعة بيركلي.
البروفيسور (عمر ياغي) هو أستاذ الكيمياء في جامعة كاليفورنيا، بيركلي. ولد في عمان بالأردن، وحصل على درجة البكالوريوس في الكيمياء من جامعة ولاية نيويورك، ألباني عام 1985، ثم على الدكتوراه من نفس الجامعة. بدأ حياته المهنية عام 1992 كأستاذ مساعد في جامعة ولاية أريزونا، وانتقل إلى جامعة ميشيغان في آن أربور كأستاذ للكيمياء في عام 1999، ثم عمل في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس في عام 2006 كأستاذ للكيمياء وأستاذ كرسي جان ستون في العلوم الفيزيائية.
ويشغل ياغي منذ عام 2012، كرسي جيمس ونيلتجي تريتر للكيمياء في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، وهو كذلك المدير المؤسس لمعهد بيركلي العالمي للعلوم، والمدير المشارك لمعهد كافلي إنرجي لعلوم النانو، وتحالف أبحاث كاليفورنيا من قبل شركة BASF عملاق الصناعات الكيميائية في العالم.
يشتهر عمر ياغي بريادته في الكيمياء الشبكية، التي تهتم بربط الجزيئات العضوية وغير العضوية بروابط قوية لتكوين الأطر البلورية مثل “الأطر المعدنية العضوية” Metal–organic framework أو اختصارا (MOFs) و”الأطر العضوية التساهمية” Covalent organic frameworks أو اختصارا (COFs). وتتميز هذه المركبات بامتلاك خصائص مسامية استثنائية مفيدة في العديد من التطبيقات مثل احتجاز الكربون وتحويله إلى وقود وتجميع المياه من هواء الصحراء.
في عام 1995، نجح الدكتور ياغي في تصنيع أول إطار مسامي شديد الترابط، والذي مكن لاحقا من انتاج فئة واسعة من المواد المسامية تسمى الأطر المعدنية العضوية. وفيها ترتبط أيونات المعادن بوصلات عضوية مشحونة ممثلة بالكربوكسيل. ثم اكتشف لاحقا مساميتها الفائقة، مما أدى إلى تطوير فرع جديد من الكيمياء هي الكيمياء الشبكية. وفي عام 2005 توصل إلى تصميم وبلورة أول الأطر العضوية التساهمية ثنائية الأبعاد ثم الأطر ثلاثية الأبعاد بعد ذلك بسنتين.
تساعد ابتكارات الدكتور ياغي في تحقيق هواء أنظف والحصول على طاقة ومياه نظيفة. وقد أثبت جهاز حصاد المياه من الهواء الذي طوره باستخدام الأطر المعدنية العضوية، إمكانات هائلة لتوفير المياه النظيفة في أي مكان وعلى مدار العام مما يمنح آفاقا جديدة في الحصول على هذه المادة الضرورية للحياة دون الاعتماد على المصادر التقليدية المعروفة للمياه.
كما يمكن استخدام هذه الهياكل ذات المسام النانوية لالتقاط مجموعة كبيرة من الغازات والجزيئات وتخزينها وفصلها والتحكم فيها. إضافة إلى أن لها العديد من التطبيقات المحتملة في مجالات مختلفة في المستقبل مثل التنقية، والحفز، والاستشعار.
تم تكريم البروفيسور ياغي بالعديد من الجوائز العالمية تقديرا لإنجازاته العلمية، بما في ذلك ميدالية جمعية أبحاث المواد وجائزة الجمعية الكيميائية الأمريكية في كيمياء المواد، وانتخب عضوا في الأكاديمية الوطنية للعلوم. وهو أول فائز بجائزة VinFuture المخصصة “للمبدعين ذوي الإنجازات المتميزة في المجالات الناشئة”.
ومن بين الجوائز وشهادات التقدير الأخرى التي حصل عليها، جائزة الملك فيصل الدولية في العلوم، وجائزة ألبرت أينشتاين العالمية للعلوم، وجائزة أمينوف للأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، وجائزة وولف في الكيمياء.
حول الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم
يذكر أن الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم التي تأسست عام 1780 تنتخب سنويا مجموعة كبيرة من المبدعين الاستثنائيين تقديرا لإنجازاتهم في الأوساط الأكاديمية والفنون والصناعة والسياسة العامة والبحث. وضمت قائمة المنتخبين هذا العام 361 عضوا من بينهم 37 عضوًا فخريًا دوليًا من 16 دولة.
وانضم الأعضاء الجدد إلى مجموعة متميزة من الأفراد المنتخبين للأكاديمية في السابق، على غرار بنجامين فرانكلين (انتخب عام 1781) وتشارلز داروين (1874) وألبرت أينشتاين (1924) ستيفن ويليام هوكينغ (1984).