يحلم الطالب بلال شاهين من غزة بالوصول للعالمية وتمثيل فلسطين في كل المحافل الدولية، كأول طالب فلسطيني يتقن صناعة الألعاب والبرمجيات، التي تحاكي الصراع الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي.
وشاهين ذو السبعة عشر ربيعا، الذي لم تقتصر موهبته على صناعة الألعاب بل تعدتها إلى صناعة البرامج التربوية وصناعة التطبيقات المتنوعة في مختلف المجالات يعتمد في موهبته على حاسوبه الشخصي مكتفيا ببعض الورش التدريبية والدورات المتخصصة المتوفرة على الشبكة العنكبوتية، ليبحر في ثورة التكنولوجيا وعالم الإبداع.
طور بلال 20 لعبة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وكانت إحداها لعبة «فلابي أتاك كراش» والمتوفرة علىمتجر جوجل، ويتطلب المتجر دفع رسوم تعادل 30 دولار لإدخال اللعبة إلى المتجر، فأصر توفيق عفانة؛ مدرسبلال على دفع تلك الرسوم إيمانًا بطالبه وتشجيعًا له، وشجعه على المشاركة في المسابقة التقنية في غزةفي العام 2016، وشارك بالمسابقة وعرض جميع ألعابه وحصل على المركز الأول.
على الرغم من الظروف الصعبة التي اضطرت عائلته للتكيف معها، لم يمنعها ذلك من أن تكون الداعمةالأولى لبلال، إذ قالت والدته سميحة شاهين «أرى بلال كصانع ألعاب حاسوبٍ في المستقبل، ودائمًا مايخبرني ابني عن حلمه بامتلاكه شركة لتصنيع ألعاب الحاسوب.» ويحثه والديه على السفر للخارج لاستكمالدراسته وتطوير مهاراته، ويأمل الوالدين أن يمتلك بلال الفرصة يومًا للعمل في واحدةٍ من أكبر شركات ألعابالحاسوب.
المشاريع القادمة
وأشار بلال شاهين إلى انه وخلال الأيام القادمة، سيقوم بعمل برنامج واقع معزز للكيمياء، يساعد في معرفة واكتشاف الأشكال الكيميائية للجزئيات.
وأضاف، “أتحدى نفسي وقدراتي في محاولتي بالأيام القادمة، لتطوير لعبة مماثلة لنظام اللعبة العالمية ” dark souls”، إضافة إلى تطبيق في الرياضيات في تخصص “الهندسة الفراغية”.
وقال والده عرفة شاهين «لدينا الكثير من العوائق في غزة، ولكني أعتقد أن بلال سيتمكن من تحقيق حلمهمهما كانت الظروف» وفي الوقت الذي لا يستطيع فيه جميع الشباب الحصول على فرص أكاديمية فيالخارج أو فرص عملٍ نظرًا للحصار المستمر والبطالة، يأمل بلال أن يحصّل منحة دراسية في معهدماساتشوستس للتقنية في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن إن لم يستطع مغادرة القطاع، فإنه قد يلجألخطة بديلة ويدرس الطب في غزة، وذلك دون الانقطاع عن متابعة برمجة الحاسوب على سبيل الهواية.
وتعد دراسة الطب أمرًا تقليديًا لأصحاب الدرجات العالية في غزة لأنه يمثل مجالًا واعدًا في القطاع، ويتيحفرص عمل مجزيةٍ أكثر من فرص عمل مبرمجي الحاسوب، وأضاف بلال «لم يتطور مجال دراسة البرمجة فيالقطاع بعد، فجل ما يدرسونه هو أساسيات البرمجة.»
لا كهرباء لا استسلام
ذكر بلال أن العائق الأساسي الذي واجهه منذ أن بدأ في دراسة برمجة الحاسوب كان انقطاع الكهرباء، إذعانت غزة من أزمة الكهرباء لعدة أعوام، وعلاوة على ذلك فإن الوضع ازداد تدهورًا خلال هذا العام، إذ يعيشمليوني مواطن حاليًا في الظلام لقرابة العشرين ساعة يوميًا، ولطالما شعر بلال بالإحباط لفقدانه بياناتعمله بسبب الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي، واستمر على هذه الحال إلى أن اشترى له والداه حاسوبًامحمولًا ومولدًا لتيسير وصول ابنه إلى الإنترنت دون انقطاع مفاجئ، ومن غير الممكن الاتكال على المولددائمًا نظرًا للتكلفة الباهظة للوقود.
يزور بلال مركزًا تقنيًا في غزة يدعى «غزة سكاي جييكز جي إس جي» لتطوير مهاراته وتحسينها، ويعدالمركز التقني الأول في غزة، وتديره مؤسسة «ميرسي كوربس» الأمريكية غير الربحية، ويوفر المركز تعليمًامجانيًا للبرمجة، وبيئةٌ حيوية لرواد الأعمال والمبرمجين والمصممين والأهم من ذلك هو امتلاكه لمولدٍ يوفرساعات عمل أطول دون انقطاع الكهرباء، وجودة أفضل للإنترنت.
أطلقت الشركة الناشئة «باسكليت» في العام 2016 برعاية من مركز «جي إس جي» وهي الآن واحدةٍ منأبرز الشركات الناشئة في مجال ألعاب الهاتف في غزة، ويعيش مؤسس «باسكليت» محمد المدهون فيالحي ذاته الذي يقطنه بلال. وأبدى محمد اهتمامه بمهارات بلال في البرمجة، ودعاه للتدرب في شركته،ففوجئ الجميع بما يمتلكه بلال من مهارات في البرمجة، وقال محمد بأنه يحاول دائمًا تحدي بلال لتطويرمهاراته.