بينما تسعي العديد من حكومات دول العالم لإيجاد أساليب وسياسات جديدة تعينهم علي مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري الخطيرة، كان لابد لسبل التكنولوجيا الحديثة أن تدلو بدلوها في استراتيجيات تخليص العالم من هذا التهديد البيئي الكامن الذي ينذر بحدوث العديد الكوارث في حالة تعذر إيجاد حلول عملية وفعالة. وبالفعل، أزاح مجموعة من المهندسين المعماريين عن أنهم تمكنوا من تصميم ناطحات سحاب مبتكرة يمكنها التصدي للظاهرة الخطيرة ، حيث يمكن استخدامها في زراعة الأشجار فوق أسطحها أي تكون علي ارتفاع يصل لمئات الأمتار في الطبقات العليا من الهواء !
وأشارت تقارير صحافية بريطانية إلي أن كل ناطحة من هذه الناطحات التقنية الحديثة ويطلق عليها ناطحات ثاني أكسيد الكربون يمكنها استقبال ما يصل إلى 400 شجرة في محاولة لامتصاص الملوثات الخطرة وتحويل ثاني أكسيد الكربون إلي أكسجين. وأكد القائمون علي هذه الناطحات وهم مجموعة من الباحثين من شركة “Nectar Product Development” وهي شركة متخصصة في التصاميم الهندسية بكاليفورنيا، أنها يجب أن تبني بالقرب من المصانع أو باقي المصادر الرئيسية للتلوث من أجل تطهير وتنظيف الهواء. كما سيتم زرع تلك الأشجار دائمة الخضرة علي سلسلة من الطوابق داخل مبني مسلح يصل ارتفاعه إلي 400 قدم ، حيث يكون بمقدورهم تنقية الهواء علي ارتفاع المئات من الأمتار فوق الأرض.
أما بخصوص طرق تغذيت تلك الأشجار،فقد أوضح المهندسون أنه سيتم تغذيتهم وتزويدهم بالمياه والمواد الغذائية بواسطة نظام ضخ يعمل بواسطة الطواحين. وقال متحدث باسم الشركة :” سوف تكون ناطحة ثاني أكسيد الكربون عبارة عن بناية عملاقة يمكنها استقبال ما بين 200 إلي 400 شجرة من النوع كبير الحجم. وسوف تعمل تلك الأشجار بشكل كبير علي امتصاص الملوثات الخطرة وتحويل ثاني أكسيد الكربون المرتبط بظاهرة الاحتباس الحراري إلي أكسجين يمكن استنشاقه “.
وتابع المتحدث قائلا ً :” أما مولد الطاقة الخارجي الوحيد الذي يجب أن يكون موجود فسيكون لتوفير الطاقة الكهربية لأحد المصاعد التي سيتم استخدامها عن طريق فريق الصيانة الذي سيتولي مسؤولية المشروع – حيث تقوم تلك الناطحات بامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون ومن ثم تحويله إلي غاز الأكسجين المحفز علي الحياة في طبقات الجو العليا. هذا فضلا علي أن تلك البنايات من شأنها أن توفر فوائد فورية للناس والحيوانات في المنطقة المحيطة، وتوفير كمية كبيرة من الظل. كما أنها ستكون بتبريد الهواء أثناء أشهر الصيف الحارة بواسطة المزايا المخفضة لدرجات الحرارة لمئات الأشجار “.
وأضاف :” اعتبرنا تلك الناطحات كطريقة يمكننا الاعتماد عليها لتثبيت الأشجار في مناطق يصعب أو يستحيل فيها زراعة مثل هذه الأشجار بالقرب من أحد المصانع، أو أحد الطرق الرئيسية، أو حتي في أي من المناطق الحضرية المأهولة بالسكان. والفكرة هنا هو أن تتخيل بناية حجمها صغير نسبيا ً من حيث مساحة الأرضية التي تغطيها “. هذا وقد لاقت تلك الفكرة التقنية إطراءا واسعا من جانب عدد كبير من الباحثين والمتخصصين في الشؤون البيئية، ومن بينهم الاختصاصي الشهير “جويب ميجير” الذي وصف هذا الإنجاز بـ “التصميم البارز” وقال :” فكرة ناطحات ثاني أكسيد الكربون واحدة من الأمثلة التي نحتاج للنظر إليها والاهتمام بها خلال هذه الأثناء. وسيكون هذا المشروع بمثابة الاستثمار الأمثل في رأس المال الطبيعي للصناعات القائمة حاليا ً ” .
أشرف أبو جلالة
نقلا عن موقع إيلاف