علم الخوارق : يعتبر أخطر تطور عملي لأبحاث الباراسيكولوجي وأحدثه هو محاولة استخدام هذه الملكات غير المألوفة في النشاط الحربي والسياسي للدول وقد بدأت هذه الأبحاث بطيئة مترددة بين الشك واليقين وبين اليأس والأمل, والنجاح والفشل إلى أن قطع العلماء والباحثون بأن بمقدورها أن تلعب دورا فعالا في السلم والحرب في خدمة النشاط الحربي والسياسي معا.
وأقبلت الدول الكبرى على الإنفاق بسخاء على الأبحاث المرتبطة بظواهر الجلاء البصري, وتأثير العقل على المادة الصلبة وأمثالها، وكانت النتائج الايجابية وفيرة إلى حد يشد الانتباه والى حد أصبح من السائد في هذا المجال القول بأن حروب العقل (أي الملكات الروحية) سوف ترث في المستقبل الحروب النووية أو الصاروخية أو الحروب بالأجهزة الالكترونية بوجه عام، وقد أنفقت البحرية الأمريكية الحربية بسخاء على بعض تجارب التخاطر وتشرف الآن على بعض ظواهر تأثير العقل في المادة.
أفضل دراسة تفصيلية عن التجارب التي أجريت في حقل “الظواهر الخارقة” هي الدراسة التي أعدها العالمان راسيل تارج وكيث هارادى التي نشرت في كتاب عنوانه “سباق العقل” وهو السباق الذي يتوقع العالمان أن يرث سباق التسلح الحالي.
وقضى الدكتور تارج – عالم الفيزياء المتخصص في أشعة الليزر وعلم البصريات, والموجات الكهرطيسيه القصيرة المدى – عشر أعوام قام خلالها بأبحاث مستفيضة في حقل ” الظواهر الخارقة ” لحساب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وأجهزة المخابرات الأمريكية المختلفة وقد كلفت تلك التجارب عشرات الملايين من الدولارات.
وذكرت مسئولة كبيرة في البيت الأبيض تدعى باربرة هوينفر وهي متخصصة في حقل الظواهر الخارقة أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أجرت عدة تجارب استخدمت فيها أشخاصا يتمتعون بقدرات عقلية خارقة أما دور هؤلاء الموهوبين فكان محاولة اكتشاف مخابئ صواريخ إم . إكس النووية مستخدمين قدراتهم الذهنية الخارقة وقد حزن خبراء البنتاجون حين تمكن هؤلاء من اكتشاف مواقع الصواريخ.
وتعد هذه التجربة حلقة من سلسلة تجارب تقوم بها وكاله المخابرات المركزية (سي .آي . إيه) والجيش والبحرية وسلاح الجو وسلاح المارينر (مشاة البحرية) ووكالة الفضاء (ناسا) والبنتاجون ودائرة التحقيق الفدرالي ( أف . بي. آي ) وشعبة مكافحة المخدرات منذ أكثر من 30 عام، حيث تنفق وزارة الدفاع الأمريكية سنويا 6 ملايين دولار على التجارب المتعلقة بالظواهر الخارقة منذ عدة أعوام .
وتسعى وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن تقوم بحوثهم بشكل سري حتى أن البنتاجون يرفض استخدام ظواهر خارقة حتى لا يلفت النظر إلى أهميتها ويفضل استخدام تعبير غامض مضلل وهو أنظمة نقل المعلومات البيولوجية (نسبة إلى البيولوجيا :أي علم الحياة) غير المألوفة كما أن إسرائيل ضليعة في هذا الحقل وتقوم بتجارب منذ أوائل الستينات وتستخدم مجموعة من ذوي القدرات الخارقة الذين يهاجروا إليها من الاتحاد السوفييتي في تلك الفترة, وفي فترات لاحقة كما أن إسرائيل تستخدم الموهوبين لمعرفة ما يجري في الجيوش العربية, وفي أجهزة الأمن والحكم العربية.
ومن التجارب التي أجرتها الولايات المتحدة اختبارات التخاطر داخل الغواصة النووية نوتيلوس في سرية تامة وبأمر من إدارة البحرية الأمريكية وذلك لتوثيق صلة هذه الاختبارات بالدفاع الوطني لكن أذاعت الجريدة الدولية للباراسيكولوجي بعض أنباء محدودة عنها .