ابتكار تعتمد على جزيئات الذهب النانوية لعلاج كسور العظام
تُشكلُ العظامُ والعضلات والنُّسُج التي تربط فيما بينها (الأربطة والأوتار والنُّسج الضامَّة الأخرى التي تُسمَّى النُّسج الرخوة) الجهاز العضلي الهيكلي، وهِيَ تعطي الجسم شكله وتجعله مستقرًا وقادرًا على الحركة. ولكن إذا تأثرت تلك العظام, فهنا ستتأثر حركة الإنسان. مؤخراً تمكن خبراء من جامعة “ساوثهامبتون” البريطانية من التوصل إلى تقنية تعتمد على جزيئات الذهب النانوية تدخل عظام الإنسان وتجعلها تتوهج، ما يساعد العلماء في العثور على خلايا جذعية ذات قيمة عالية وتعالج العظام.
ويعد التعاون متعدد التخصصات بين الفيزيائيين والكيميائيين ومهندسي الأنسجة، بقيادة أستاذ علوم العضلات والعظام “ريتشارد أوريفو” والبروفيسور “أنطونيوس كاناراس”، من مجموعة الكم والضوء والمادة، مسؤولا عن التقنية الثورية المحتملة، بحسب ما أورد تقرير بثته شبكة “روسيا اليوم”.
وعمل العلماء معا لإعادة استخدام المواد النانوية للبحث عن الخلايا الجذعية الموجودة في الهيكل العظمي البشري وإثرائها، والتي يمكن أن تحدث ثورة في علاجات إصابات العظام وربما إصلاح أو استبدال العظام المفقودة.
وغُلّفت جزيئات الذهب النانوية المخصصة، وهي جزيئات كروية مكونة من آلاف ذرات الذهب، بخيوط من الحمض النووي لجعل الخلايا الجذعية الهيكلية في توهج نخاع العظم، من خلال إطلاق صبغة الفلورسنت.
وبمجرد التوهج، يمكن للباحثين بعد ذلك استهدافها وعزلها لعلاج التخصيب، وهو ما بين 50 و500 مرة أكثر فعالية من العلاجات المتاحة حاليا.
ويتم بعد ذلك فصل الخلايا الجذعية باستخدام طريقة فرز الخلايا المنشطة الفلورية “FACS” وهي طريقة معقدة للغاية ومضنية، بحسب “روسيا اليوم”.
وهذه الخلايا العظمية لم تُرمّز بعد لوظيفة محددة، وبالتالي يمكن إعادة استخدامها لإنماء وإصلاح أنسجة العظام والغضاريف بهدف إصلاح العظام المكسورة.
ويقوم أوريفو بتطوير علاجات تعتمد على الخلايا الجذعية العظمية لأكثر من 15 عاما، بينما كان كاناراس وفريقه روادا في استخدام مواد النانو الجديدة لكل من الصناعات الطبية الحيوية والطاقة لسنوات عديدة.
ولم يكن من الممكن أن يأتي هذا التطور في وقت أفضل، حيث تشهد العديد من الدول حول العالم شيخوخة السكان، حيث يقدر أن واحدة من كل ثلاث نساء وواحد من كل خمسة رجال، معرضون لخطر كسور هشاشة العظام على مستوى العالم. وتشير التقارير إلى أن كسور العظام وحدها قد تكلف الاقتصاد الأوروبي 17 مليار يورو والاقتصاد الأمريكي 20 مليار دولار كل عام.
وقال أوريفو: “إن تحديد العلامات الفريدة هو الكأس المقدسة في بيولوجيا الخلايا الجذعية العظمية، وبينما ما يزال أمامنا طريقا لنقطعه؛ تقدم هذه الدراسات خطوة تغيير في قدرتنا على استهداف وتحديد الخلايا الجذعية العظمية البشرية والإمكانات العلاجية المثيرة فيها”.
ويعمل الفريق حالياً على تحسين تقنياتهم وتقييم التطبيقات المستقبلية المحتملة لنهجهم، قبل الانتقال إلى التجارب السريرية بهدف إنتاج دليل على دراسات المفاهيم.