من رحم محنته كانت منحته, فقد بصره وهو في المرحلة الثانوية إثر حادث سير, فحول حياته إلى قصة نجاح ومنحه الله تبارك وتعالى البصيرة, خطواته ثابتة نحو المستقبل, تحدى إعاقته البصرية فصعد إلى القمة وتربع وتكلل مشواره بحصوله على درجة الدكتوراه فى علم النفس من جامعة عين شمس بمصر, وأصبح من السعوديين الأوائل الذي يحصلون على درجة الدكتوراه فى تخصص يقوم على خدمة ذوي الإعاقة البصرية, قصته فيها الكثير من العبر, هو الدكتور “خالد بن على النعيم” الذي تم تكريمه من قبل الملحقية الثقافية بالقاهرة بمناسبة حصوله على الدكتوراه، لقاء جهوده الملحوظة في التغلب على جميع التحديات وحصوله على أعلى الدرجات العلمية .
جودة الحياة.. والصمود الأكاديمي
أوضح الباحث السعودي “خالد المنجم” خلال لقاء مع قناة الإخبارية السعودية: “أقوم بعمل في الدكتوراة بعنوان “جودة الحياة وعلاقتها بالمهارات الحياتية والصمود الأكاديمي لدى المكفوفين فى المرحلة الثانوية فى مدينة الرياض”, وهذه الرسالة تحمل لى الكثير والكثير كونها تخدم هذه الفئة الغالية على قلوب الجميع، ولم يسبق تطبيق هذا العنوان على أحد من هذه الفئة”.
وأضاف المنجم: “عكفت على تأليف الكتب العلمية حتى طبع كتاب اضطراب النطق لدى الأطفال المعاقين بصريا”.
استطاع “المنجم” قهر المستحيل ورسم بتفوقه بؤرة النور التي أضاءت حياته المظلمة وبداخل أروقة جامعة عين شمس كانت المكافأة بمناقشته رسالة الدكتوراة في علم النفس.
يقول المناقش, الدكتور حمدي ياسين أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس: “الرسالة فى مجملها تتناول متغيرات نفسية ذات طابع إيجابي على عينة من أصحاب الإعاقة البصرية بالمملكة العربية السعودية, تحديداً فى مدينة الرياض. استطاع الباحث أن يسخص الظاهرة بكل نجاح”.
أصبح خالد المنجم أول كفيف سعودي يحصل على الدكتوراه فى مجال اضطرابات النطق لدى المكفوفين من الأطفال, بعدما اقترب منهم لنحو 20 عاماً هى مدة وظيفته كمعلم بمعهد النور للمكفوفين فى الرياض.