تعتبر دار الكتب والوثائق المصرية بمثابة ذاكرة الوطن وسجلها المفتوح الذي يحوي ذخائرها المعرفية، ودار الكتب هي أول مكتبة وطنية عرفها العالم العربي وتضم بين جنباتها مجموعات نادرة من المخطوطات العربية والشرقية، ومن أوراق البردي العربية، والنقود الإسلامية ولوحات الخط العربي وخرائط نادرة، ودوريات كثيرة، ويبلغ عدد المخطوطات التي تضمها دار الكتب الآن نحو ستين ألف مخطوط، بعد أن أضيف إليها مكتبات غنية أثرت رصيد الدار . ما لا نعرفه أنها قررت الانطلاق نحو المستقبل بمشاريع كبرى لخدمة القراء والباحثين باستخدام أحدث تكنولوجيا العصر المعلوماتية.
Table of Contents
كم مخطوطه في دار الكتب والوثائق المصرية
وتبلغ مخطوطات دار الكتب المصرية ما يربو على 57 ألف مخطوط تعد من أنفس المجموعات على مستوى العالم قاطبة بتنوع موضوعاتها وخطوطها المنسوبة ومخطوطاتها المؤرخة. كما تضم مجموعة نفيسة من أوراق البردي العربية من بينها مجموعة عُثر عليها في كوم أشقاو بالصعيد تبلغ مجموعها ثلاث آلاف بردية تتعلق بعقود زواج وبيع وإيجار واستبدال وكشوف وسجلات وحسابات خاصة بالضرائب أو تقسيم مواريق أو دفع صداق وغيرها من موضوعات. وأقدم البرديات يعود لسنة 87هـ (705م) ولم ينشر منها إلا 444 بردية. كما تحتوي الدار على مجموعة طيبة من الوثائق الرسمية التي تتمثل في حجج الوقف ووثائق الوزارات المختلفة وسجلات المحاكم وغيرها مما يعنى به الباحثون في شتى المباحث الأثارية والتاريخية. كما تمتلك الدار مجموعة طيبة من النقود العربية يعود أقدمها إلى سنة 77هـ (696م).
نشأت دار الكتب بمبادرة من علي باشا مبارك، ناظر المعارف في عصر الخديوي إسماعيل، بقرار سنة 1286 هـ / 1870 م بتأسيس الكتبخانة الخديوية المصرية في الطابق الأرضي بسراي الأمير مصطفى فاضل، شقيق الخديوي إسماعيل، بدرب الجماميز. وذلك من أجل “تجميع المخطوطات النفيسة مما حبسه السلاطين والأمراء والعلماء والمؤلفون على المساجد والأضرحة ومعاهد العلم”.
ومع ازدياد نمو المكتبة وضيق المكان بمقتنياته، وضع حجر أساس مبنى جديد للكتبخانة الخديوية ودار الآثار العربية (المتحف الإسلامي الآن) في ميدان باب الخلق. وقد خصص طابقه الأرضي لدار الآثار العربية والطابق الأول وما فوقه للكتبخانة الخديوية. وانتقلت إليه الدار سنة 1903م وفتح المبنى للمترددين عليه في أول سنة 1904م.
ونتيجة لتنامي رصيد الدار ضاق المبنى مرة أخرى برصيده، ولذلك وضع في شهر يوليو سنة 1961م مبنى جديد لدار الكتب على كورنيش النيل في منطقة رملة بولاق. بدأ الانتقال إليه سنة 1973م، وتم افتتاح المبنى رسمياً سنة 1977م.
وفي إطار مشروع التطوير الحالي لدار الكتب، تم تحديث قاعات الإطلاع والمخطوطات والوثائق عن طريق استخدام الوسائل التقنية الحديثة في بناء قواعد بيانات آلية يتعرف من خلالها المترددون على الدار على رصيدها الزاخر من المخطوطات والوثائق.
وبعد عمليات ترميم استمرت ست سنوات افتتح مبنى دار الكتب والوثائق المصرية بباب الخلق في فبراير 2007.
وضمت مشروعات التطوير ما يلي :-
ميكنة الوثائق
تسجيل التراث الوثائقي باستخدام أحدث الوسائل العلمية يعد من الأهداف القومية.
تم إعادة مشروع قومي لاستخدام نظم المعلومات في تسجيل وتوثيق التراث الوثائقي بما يخدم الباحثين والجمهور.
– تم توقيع اتفاق بين دار الكتب والوثائق القومية وبين المركز القومي لتوثيق التراث الحضاري الطبيعي بوزارة الاتصالات والمعلومات.
– بدأ عمل الدراسات اللازمة للمشروع في سبتمبر 2002.
الإنذار والإطفاء الآلي
نظرا لما تضمنه دار الكتب من مقتنيات تحوي كنوز مصر من ( مخطوطات – برديات – أوائل مطبوعات – خرائط – وثائق 000 الخ ) فقد تم تنفيذ مشروع تأمين ضخم باستخدام أحدث التقنيات الموجودة في هذا المجال والتي تدار آليا بواسطة الحاسب الآلي.
قاعة الندوات الجديدة
– تم تشغيل القاعة في احتفالية اليوبيل الذهبي لثورة يوليو وهي بمساحة 180 متر مربع ، وتتسع لعدد 150 فرد.
– بالإضافة إلي مركز للتحكم السمعي والبصري باستخدام الدوائر التليفزيونية المغلقة.
– تستخدم في إقامة الندوات والأمسيات الثقافية التي تقيمها الدار ويدعي إليها المتخصصون والنقاد.
تطوير مخزني الكتب والدوريات الأجنبية
– حلا لمشكلة عدم وجود أماكن متاحة لتخزين الكتب والدوريات الجديدة تم تطوير مخزني الكتب والدوريات الأجنبية باستخدام نظام التراكيب المتحركة في مساحة 1600 متر مربع حيث تمت زيادة القدرة الاستيعابية للمخزن بواقع 200% عن الوضع القديم بالإضافة إلي الانتهاء من تأمين المخزنين بالكامل من الحريق.
تحويل المخطوطات إلي وسيط الكتروني
بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء ومركز الأهرام للتنظيم وتكنولوجيا المعلومات يجري مشروع تحويل المخطوطات إلي وسيط الكتروني وذلك من أجل الحفاظ علي التراث المتمثل في الكم الهائل من المخطوطات التي تمثل تراث الأمة وانجازاتها.