شاعر مصري من جيل الستينيات، يعتبر من أبرز شعراء العامية، ومن أهم الشعراء العرب المغنى لهم في الأعمال الدرامية، شاعر متوهج الموهبة أسهم في إثراء القاموس الشعري بكلمات وإيقاعات أصبحت اليوم تشكل وجدان أجيال، وهو شاعر استعاد للشعر التصاقه بالتجربة الحسية، لقب بشاعر الفقراء، فهو حامل همومهم، تميز بكتابة الكلمة البسيطة المعبرة عن رؤى المجتمع المصري، والتغلغل في أعماق الأعمال الدرامية التي يكتب كلماتها.
ولد الشاعر العامي الكبير سيد حجاب لأسرة متوسطة في قرية المطرية، أقصى الشمال الشرقي من محافظة الدقهلية على شواطئ بحيرة المنزلة في مطلع أربعينيات القرن الماضي حصل على شهادة الثانوية، ورحل إلى مدينة الإسكندرية للالتحاق بكلية الهندسة، وقد شغفته الإسكندرية حبا بعالمها الثرى والمتنوع، الذي يعج بمختلف ألوان النشاط الأدبي والفني لمختلف جنسيات العالم وقتها.
غادر سيد حجاب الإسكندرية واستقر في القاهرة ليلتقي بكبار الشعراء الذين سبقوه، كصلاح جاهين، وفؤاد قاعود، وفؤاد حداد، وزملاء جيله كعبد الرحمن الأبنودي ويحيى الطاهر وغيرهما، وارتبط ببعض تجمعات اليسار، واعتقل لعدة شهور فازداد عشقا للناس وللغلابة، ومع بداياته بالقاهرة قدم سيد حجاب مع عبد الرحمن الأبنودي برنامجاً إذاعياً بعنوان “بعد التحية والسلام” ثم ألف ديوان “صياد وجنية” الذي حمل أصداء التأثير الكبير لنشأته في المطرية على ضفاف بحيرة المنزلة حيث تعلم معنى الكفاح من حياة الصيادين الفقراء، كما تعلم منهم الشعر الذي شكل الحادي في حياة هؤلاء الناس، فالحياة هناك كما في كل قرى مصر تمارس بالغناء والشعر في كل لحظة من الميلاد وحتى الموت.
إلا أن أكثر ما أحزن حجاب بعد صدور ديوانه وعلى الرغم من الحفاوة التي قوبل بها في الوسط الثقافي –آنذاك- أن شعره لم يصل للجمهور، لهؤلاء الفقراء الذين كتب عنهم ولهم، وقد شعر بعبث أن يكتب في وطن تغمره الأمية، لذلك توجه مبكراً لكتابة الأغنية التي شعر أنها أقصر طريق يمكن أن يسلكه المبدع حتى تصل رسالته، وقد قدم في هذا الإطار مجموعة من التجارب الرائعة خلال مشواره الطويل مع الموسيقار الكبير عمار الشريعي وآخرين، أثرت تاريخ الأغنية المصرية، كما عكست إصراره على تقديم فهم مختلف لدور القصيدة، قصيدة تلاحق الحكمة، فتشعر حين تنصت أنك أمام حالة تفكير، تأمل، ووعي حاد يلامس الهم الإنساني ويصفيه فيطالعك وجه الحقيقة الدمس والغامض.
وبالرغم من انخراطه في كتابة الأغاني وتميزه في هذا المجال إلا أنه استمر في إصدار دواوينه الشعرية والتي كان من أبرزها “في العتمة”، “أصوات” و “نص الطريق” وإلي جانب تجاربه المتنوعة يقدم سيد حجاب واحداً من أكثر أعماله أهمية وجمالا حيث قدم عملين موسيقيين للأطفال شاركه فيهما الموسيقار عمار الشريعي، ودائماً ما يعلن سيد حجاب اعتزازه بتلك التجربة ويراها واحدة من أهم نجاحاته، خاصة وأن مشروع الكتابة للطفل لم يجذب المثقفين المصريين مع استثناءات قليلة جداً كانت أهمها كتابات الدكتور عبد الوهاب المسيري في هذا المجال.
كتب سيد حجاب العديد من الأغاني التي ارتبطت بها الأعمال الدرامية مثل “ليالي الحلمية”، “الأيام”، “الوسية”، “الشهد والدموع”، “المال والبنون”، “حدائق الشيطان”، “ناصر”، “غوايش”، “أحلام لاتنام”، “الأصدقاء”، وغيرها الكثير من المسلسلات، كما كتب أغاني فيلم الاراجوز، وعدد من الأغنيات التي تغنى بها مجموعة من المطربين أشهرهم المطرب علي الحجار كما في أغنيات “هنا القاهر” و”يا مصري”.
حصل سيد حجاب على العديد من الجوائز أهمها جائزة كفافيس الدولية لعام 2005 في الشعر عن مجمل أعماله، كما كرمه معرض تونس الدولي للكتاب في دورته السادسة والعشرين باعتباره أحد رموز الشعر الشعبي في العالم العربي.