“فى أوقات الأزمات والشدائد يظهر المعدن الأصيل للمصريين وقدرتهم على تجاوز الصعاب”.. هذا ما قاله اللواء أشرف عطية محافظ أسوان، لشابين ابتكرا جهاز تعقيم ذاتى ضد الفيروسات وخاصة “كورونا” المستجد، فى محاولة من الشابين طه ومحمود لمساعدة الحكومة فى مكافحة المرض واستغلال ضيق الوقت خلال الفترة الحالية، و”اليوم السابع” التقى الشابين لمعرفة طبيعة الجهاز وطريقة عمله والهدف من تصميمه.
Table of Contents
مساعدة الجمهور
قال المهندسين طه ومحمود تقى قاسم، مسئول صيانة الأجهزة الطبية بإدارة أسوان الصحية، ومدير أحد المعامل الطبية الخاصة بمحافظة أسوان: “دائماً ما نبحث عن خدمة المريض بعيداً عن الروتينية ونحاول مساعدة الجمهور سواء من المترددين على المعمل أو خارجه، وفى محاولة من العاملين بالمعمل لمواجهة فيروس كورونا المستجد باستخدام أساليب وقاية حقيقية، من هنا جاءت لدينا فكرة تصميم جهاز عبارة عن حوض تعقيم متنقل، بديل استخدام الأحواض العادية التى تعتمد على اللمس للصنبور وقد ينقل العدوى من ذلك بعد تكرار لمس الصنبور لأكثر من شخص“.
أحواض تعقيم
وأشار الشاب “تقى”، إلى أن هناك أحواض تعقيم تعمل بحساسية وضع اليد تحت الصنبور، وهذه الأحواض منتشرة فى غرف العمليات وغيرها، ولكنها مكلفة جداً وتستغرق فترة طويلة لتصميمها نظراً لبعد المسافة بين أسوان والقاهرة فى جلب مواد وأدوات تصميمها، ونظراً لظروف الوقت وانتشار فيروس كورونا، فكان لابد من التفكير فى جهاز بسيط الاستخدام ويطبق طرق مكافحة العدوى بقدر المستطاع، ويعتمد فى استخدامه على ضغطة مفتاح بواسطة القدم دون اللمس بالأيدى، وتم الانتهاء منه فى خلال يوم واحد فقط، ولاقى استحسان على المستوى العام سواء أطباء أو فنيين.
الاستخدام في الأماكن العامة
وأضاف صاحب فكرة الجهاز، أن هدفهم من فكرة تصميم حوض التعقيم المتنقل، ليس التربح ولكن اقترحت إدارة المعمل التبرع بـ4 أجهزة لمحافظة أسوان، لاستخدامها فى الأماكن العامة التى يتردد عليها الجمهور مثل: “البنوك أو المستشفيات أو أماكن صرف المعاشات أو غيرها..” كنوع من المشاركة المجتمعية، لافتاً إلى أنه وزميله “محمود” توجها للدكتور إيهاب حنفى، وكيل وزارة الصحة، لدعم الفكرة ونشرها، وبدوره تواصل مع الدكتورة غادة يحيى نائبة محافظ أسوان، والتى نسقت لهم لقاءً مع اللواء أشرف عطية محافظ أسوان، والذى لبى الدعوة وأعجب بالفكرة وأشاد بها.
إعادة توظيف
وأوضح المهندسين طه ومحمود، بأن الجهاز ليس اختراعاً ولكنه إعادة توظيف فكرة فى وقت نحتاج إليه، وتعد مكوناته بسيطة ملائمة لضيق الوقت وفى نفس الوقت آمنة ولم يستغرق تصميمه سوى يوم واحد فقط، موضحاً بأن الجهاز يتكون من طلمبة رفع صغيرة وخزان للمطهرات سواء كحول أو صابون مطهر أو غيرها من أنواع السوائل المطهرة، بسعة تتراوح من 5 لتر إلى 20 لتر حسب رغبة الاستخدام، وصندوق وخزان للصرف وحوض غسيل وحنفية وزر قدم ومجموعة خراطيم، وكان من الممكن استخدام “ستالس” فى الحوض ولكن نظراً لبعد المسافة فى جلب أحواض ستالس من القاهرة لأسوان فكان التفكير فى استخدام مادة “أكريلك” القريبة من “ستالس”، ولا يلتصق فيها الميكروب وسهلة التنظيف من أى ملوثات.