قام البريطاني “جريجوري بال” بتعديل وراثي لحشرات متناهية الصغر يصل حجم الواحد منها إلى واحد على مليار من حجم النملة الصغيرة، وجعلها تنتج مادة يمكن استخدامها لإنتاج الطاقة كبديل متجدد للنفط، غير أن الكربون الناتج من احتراق هذه المادة يقل كثيرا عن الذي ينتج من مثيلاتها من أنوع الوقود الأخرى.
و”بال” يشغل منصب أحد كبار شركة “LS9” التي انتقلت من مجال البرمجيات إلى الاستثمار في البترول، قال في حديث له لصحيفة “التايمز” اللندنية: “فضلات هذه الحشرات يمكن أن توضع بخزان الوقود الخاص بالسيارة لتعمل به بدلا من الوقود التقليدي المعروف”.
ويؤكد “بال” أن الحشرات المستخدمة في التجارب هي كائنات دقيقة يصل حجم الواحد منها إلى واحد على مليار من حجم النملة الصغيرة. هي الحشرات التي كانت قبل التعرض لعملية التطوير الوراثي تنتمي إلى فئة البكتيريا غير الضارة المنتجة للخميرة، إلا أن الفريق البحثي التابع شركة “LS9” والذي يقوده “بال” قام بتعديلات وراثية على هذه الحشرات أو الكائنات الدقيقة من خلال إعادة تصميم مركب الـ DNA الخاص بها. وحول ذلك يتحدث “بال” قائلاً “منذ فترة تتراوح ما بين 5 إلى 7 سنوات بدأت هذه العملية التي تكلف العمل بها مئات الدولارات شهرياً في ما مضى، ثم تطورت لتسير على وتيرة أسرع لتستغرق بضعة أسابيع بتكلفة تتجاوز 20 ألف دولار”
وعن الوضع الحالي لتطوير هذا الاكتشاف العلمي، لا تهتم الشركة كثيراً باستخدام الذرة كمادة خام لتجنب المشكلات الشائعة في مجال استخدام المحاصيل الغذائية في توليد الطاقة مثل مشكلة نقص الغذاء التي نتجت منها أعمال شغب في مناطق متفرقة من العالم، وبدلاً من ذلك فكرت الشركة في تطوير بدائل تتفادى بها إنهاك الموارد الغذائية لصالح الطاقة من خلال اللجوء إلى المخلفات الزراعية التي لا تضر بتلك الموارد مع مراعاة أن تتوافر تلك البدائل و تتناسب مع المناخ و الاقتصاد المحليين. و كان من بين تلك البدائل، قش القمح الذي نجح استخدامه في ولاية كاليفورنيا و رقائق الخشب و لحاء بقايا الأشجار.
ومن المتوقع خلال فترة وجيزة أن تنتهي الشركة من تصميم جهاز إنتاج الكميات بسعة 1000 لتر مكعب و هو عبارة عن وعاء اسطواني مصنوع من مادة الاستانلس ستيل يوضع بجواره جهاز حاسوب في حجم خزانة الملابس يتصل بالوعاء عبر مجموعة كبيرة من الكابلات و الأنابيب التي لم يتم إتمام توصيلها بعد. و من المقرر طبقاً للدراسات و الأبحاث الجارية أن تصل القدرة الإنتاجية لهذا الجهاز إلى ما يوازي برميلا من النفط أسبوعياً في حالة تغذيته ب 40 قدما مربعا من المخلفات.
عموماً، إذا ما أردنا استبدال الاستهلاك الأسبوعي للولايات المتحدة من النفط بالوقود الجديد المنتج باستخدام الكائنات الدقيقة، فسوف نحتاج إلى جهاز تصنيع الوقود الجديد بسعة 205 أميال مربعة، أي ما يكفي لتغطية مساحة شيكاغو بالكامل. أما عن المشكلة الأساسية التي تواجه المشروع فتتمثل في أنه على الرغم من أن الشركة تستطيع إنتاج الوقود الجديد في الوقت الحالي في الأوعية المعملية، إلا أنه لا زالت حتى وقتنا الحالي لا تتوافر أي فكرة عن إمكانية إنتاج هذا الوقود على نطاق أوسع يلبي الاحتياجات المحلية و الدولية حتى الآن. وبخصوص ذلك يواصل “بال” حديثه قائلاً “تمثل الخطة التي نعمل طبقاً لها في إنشاء محطة تجريبية لإنتاج النوع الجديد من الوقود بحلول عام 2010 حيث يتزامن مع ذلك العمل على إنشاء محطة إنتاجية للأغراض التجارية و التي من المقرر أن تفتتح في 2011” و يضيف أنه في حالة استخدام قصب السكر البرازيلي كمادة خام فمن المقرر أن تصل تكلفة البرميل الواحد من الوقود الحيوي الجديد إلى 50 دولارا أميركيا.