“شيخ العروبُة”.. أحمد زكي بن إبراهيم أول من أدخل علامات الترقيم في اللغة العربية
العلامة المصري أحمد زكي بن إبراهيم بن عبد الله النجار والملقب بـ “شيخ العُروبة”.. هو أول من أدخل علامات الترقيم في اللغة العربية، مثل علامة الاستفهام؟ وعلامة التعجب..! والقوسين ( ).
ولد (شيخ العُروبة) بمدينة الاسكندرية عام 1867 وتلقى تعليمه بالقاهرة، وتخرج في مدرسة الحقوق عام 1887، درس فن الترجمة وكان يجيد اللغةالفرنسيّة إجادة كبيرة فضلاً عن الإنجليزية والإيطاليّة واللاتينيّة..
قام بإدخال علامات الترقيم على اللغة العربية ووضع أسسها وقواعدها، وعلامات الترقيم التي نقلها أحمد زكى باشا بلفظها ورسمها هي :
الفاصلة ،
الفاصلة المنقوطة ؛
النقطة .
علامة الاستفهام ؟
علامة الانفعال أو التعجب !
النقطتان :
نقط الحذف والاختصار …
الشرطة __
التضبيب “…”
القوسان ( )
ويرجع له الفضل في اختصار حروف الطباعة العربية من 905 شكلا إلى 132 شكلا و 46 علامة، وذلك بعد أن قام بنفسه بتجارب يومية في مطبعة بولاق في عملية استغرقت ثلاثة أشهر.. كما انه يعتبر أول من استخدم مصطلح “تحقيق” على أغلفة الكتب العربية ..
عمل شيخ العروبة مترجمًا بمجلس الوزراء المصري, كما عمل رئيسًا لجامعة القاهرة.. وقام أحمد زكي باشا بتكوين مكتبة علمية كبيرة بجهده ومن ماله الخاص ساعده في ذلك وظيفته المرموقة في الحكومة، ورحلاته المتعددة ، و بذله المال للحصول على الكتب والمخطوطات، وتعتبر المكتبة من أكبر المكتبات في المشرق الإسلامي .. توفي عليه رحمة الله, يوم الخامس من 5 يوليو سنة 1934 جراء نزلة برد حادة.
يمكن توزيع أعمال أحمد زكي العلميّة على ثلاثة ميادين:
إحياء التراث العربي وتحقيق ونشر مخطوطات التراث
العناية بالآثار العربية والبحث عن القبور والمواقع المندثرة والدعوة لتكريم أصحابها.
تحقيق أسماء الأعلام والبلدان والوقائع والأحداث في مجال اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا.
وضع أحمد زكي باشا أيضا رسائل صغيرة في جوانب مهمة، يصل عددها لثلاثين رسالة، عالجت موضوعات متفرقة مثل: «اختراع البارود والمدافع وما قاله العرب في ذلك»، و«الطيران في الإسلام»، و«سراديب الخلفاء الفاطميين». كما أجرى بحوثًا بينت أن العرب هم أول من كشفوا منابع النيل، وأول من أثبتوا كروية الأرض قبل الأوربيين بثلاثة قرون، ونفى أن يكون رأس الحسين مدفونا في مصر، وأن يكون جوهر الصقلي والجبرتي مدفونين في الجامع الأزهر.
الأنشطة العلمية
بسبب اهتماماته الواسعة ومنشوراته العديدة، أصبح زميلًا في المعهد العلمي المصري، والجمعية الجغرافية الملكية، والجمعية الملكية الآسيوية في لندن. عمل في المجالس الإدارية لكل من الأزهر والجامعة المصرية (التي اسمها الآن جامعة القاهرة)، كما شغل كرسي الحضارة الإسلامية لاحقًا. أخذ على عاتقه مبادرة وضع كلمات في اللغة العربية تعادل الألفاظ الدخيلة الأوروبية، مثل (سيارة)، كما نبه الصحافة إلى الأصول العربية للعديد من أسماء الأماكن الإسبانية والبرتغالية التي تم نسخها بشكل غير دقيق إلى العربية. شارك في العديد من مؤتمرات المؤتمر الدولي للمستشرقين وكان يحظى باحترام الأوروبيين بسبب معرفته.