منذ اختطافه في العراق تقلص العالم من حول ألبرت، ذلك الشاب الألماني غير التقليدي. لم يبق من العالم سوى ما يراه من خلال الفتحات بين الألواح الخشبية التي بُني منها الكوخ بطريقة بدائية، ولكنه مع ذلك لم يكن قادرًا على الهرب من ذلك المحبس الذي وضعه فيه خاطفوه. لم يتصور في حياته أبدًا ذلك الشعور: الخوف من أن يموت في تلك الحظيرة وهو مكتوف اليدين، ومُحاطٌ بالذباب ومعزول عن مترجمه أسامة الذي كان بمثابة الجسر الذي يربطه بتلك الثقافة الغريبة.
لقد أصبح أسامة، ابن ذلك البلد والذي ينحدر من أسرة ليبرالية، صديقًا له منذ فترة طويلة. وهما في سجنهما وفي قبضة خاطفيهما، الذين كانوا يفصلونهما عن بعضهما البعض تارة ويجمعونهما في محبس واحد تارة أخرى وينقلونهما من مكان لمكان في بعض الأحيان، بدآ في الحديث معًا عن حالة الكراهية بين الثقافات التي تبدأ بطريقة التفكير، وعن حياتهما. واتضح لألبرت كيف أن أسامة، الذي عاش فترة الحرب في بلاده ويحبسونه الآن لأنهم يعتبرونه خائنًا، لا يجد كثيرًا من النفع في حكاياته، ولكن الكلام هو آخر ما تبقى لهما في ذلك المكان الذي ربما سيصبح المكان الأخير في حياتهما، المكان الذي ستستمر فيه حياة أشخاص آخرين وكأن شيئًا لم يكن.
يحكي شركو فتاح قصة اختطاف ألبرت وأسامة في صورة رواية أدبية شائقة تحبس الأنفاس، ويقدم صورة نفسية حساسة للشخصيتين. كلا الرجلين يصل في ذلك الموقف اليائس إلى أقصى حدود نفسه، ويضيع في غياهب خوفه وفقدانه الثقة في الآخر بصورة متزايدة. وعندما نجحا في الهرب لم يبق بينهما شيء كما كان قبلها. (نبذة دار النشر)
“لقد أثبت شركو فتاح مجددًا امتلاكه حسًا يكاد يكون مخيفًا لمواضيع العصر المُلحة ـ كلمة السر هنا داعش في العراق.”
(NDR Kultur، ١٣ أغسطس ٢٠١٤)
“من يرغب في فهم كيف استطاع المتطرفون الهمج من تنظيم داعش السيطرة حاليًا على أجزاء من العراق وسوريا، فعليه أن يقرأ كتاب شركو فتاح.”
(كلاوديا كراماتشيك | rbb Inforadio، ٢٤ أغسطس ٢٠١٤)
الكاتب
ولد شركو فتاح عام ١٩٦٤ لأب كردي عراقي وأم ألمانية. نشأ في جمهورية ألمانيا الديمقراطية، ثم انتقل عام ١٩٧٥ مع عائلته عبر فيينا إلى برلين الغربية، حيث درس الفلسفة وتاريخ الفن. كما حصلت أعماله الأدبية على عديد من الجوائز.
ترجمة. صلاح هلال