يعود الفنان “فائق” الذي ورث صنعة آلة العود عن أبيه محمد فاضل العواد إلى ذكريات والده المحببة إلى نفسه فيقول في شيء من الفخر والاعتزاز: أن عام 1932 يعد العام الأول من عمره الفني فقد بدأ العمل بمفرده وصنع آنذاك أول عود في محله الخاص الكائن في شارع الرشيد مجاور جامع الحيدر خانة ومنذ ذلك الحين كان دقيقاً في صنعته وتعامله مع الأخشاب فأصبح يجيد صنعة النقش على الخشب وساهم بنقش ضريح الإمام موسى الكاظم (رضي الله عنه) بالآيات القرآنية ويلاحظ بوضوح للزوار اسمه منقوشاً في أسفل الكلمات القرآنية باسم (محمد فاضل العربي) لقد أشعلت أحداث ومقررات مؤتمر الموسيقى العربية المنعقد في القاهرة عام 1932 فتيل ثورة موسيقية في العراق تفجرت عام 1936 كان على رأس نتاجها تأسيس معهد الفنون الجميلة وعميده المعلم الكبير الشريف محيي الدين حيدر الذي احدث انقلاباً في آلة العود بطريقة عزفه ودوزنته وتسمية أوتاره أما الحدث الآخر فهو تأسيس دار الإذاعة العراقية في العام نفسه.
ثم ظهرت في بداية الأربعينيات وما تلاها ولادة شرعية للعود العراقي امتاز بجودته الفائقة وبهذه التصق اسم الفنان محمد فاضل العواد بمدرسة الشريف فحيثما يذكر اسم الشريف محيي الدين حيدر واسم مدرسته وتلاميذه يذكر اسم محمد فاضل العواد ومما يذكر حقاً أن تلاميذ الشريف اتخذوا العود بين أيديهم انعطافاً جديداً متأثرين بقليل الشيء أو كثيرة بمدرسة أستاذهم تارة وبانتمائهم للموسيقى العراقية التراثية تارة أخرى.
إن صنع العود يقتصر على الخشب والمادة اللاصقة (الغراء) فقط وان العوامل الجوية تلعب لعبتها في هذه الحالة اذ تؤثر في ارتفاع الأوتار عن وجهة العود يضاف إلى ذلك ضغط الأوتار وسحبها.. وبعد محاورة وتجارب فنية استمرت عدة شهور استطاع الفنان محمد فاضل العواد إيجاد حل لهذه المشكلة يكمن في تغيير ربط الأوتار وانتقالها من موقعها (بالغزالة) الواقعة على وجهة العود إلى ربطها في نهاية الواجهة أي مؤخرة الصندوق الصوتي مروراً بالغزالة لتكون مرتكزاً للأوتار.. ومن هنا بدأ إبداع العود الجديد (السحب الخلفي) ويقصد به ربط الأوتار من خلف الوجه.. وسجله التاريخ رسمياً باسم المبدع محمد فاضل العواد فأخذت الأجيال هذه الصنعة من بعده.
وسيبقى الفنان محمد فاضل العواد خالد الذكر لما تركه من ثروة وطنية وقومية في صنعته لآلة العود وما دامت مدرسته وأولاده يحملون لواء صنعته بأمانة وإخلاص أينما حلوا في بقاع الأرض.