طالبتان مصريتان تطوران سخانات المياه بالطاقة الشمسية
أسست الأختان دينا وسارة موسى شركة «شمسنا» في القاهرة، وهي شركة ناشئة تُنتِج سخانات مياه شمسية بأسعار مناسبة لجميع الفئات، في خطوة مبتكرة تُعزز الاعتماد على الطاقة النظيفة وتُسهِم في إحياء الصناعة المحلية في مصر.
وقالت سارة موسى مؤسسة الشركة في حوار خاص لمرصد المستقبل «هدفنا الرئيس في شمسنا هو تحسين حياة المجتمعات البسيطة وتسهيل وصول سخانات المياه الشمسية والطاقة النظيفة إلى الأحياء الفقيرة في مصر.»
وتابعت «بدأت فكرة شمسنا أثناء تطوعي في عشوائيات القاهرة، عندما لاحظت مجاهدة العائلات القاطنة في هذه المناطق للحصول على المياه الساخنة، فبعضهم يعتمد على الكيروسين والبعض الأخر يعتمد على أنابيب الغاز لتسخين المياه لتلبية احتياجاتهم اليومية مثل الاستحمام وتنظيف المنازل، ثم تعمقت أكثر في بحثي ووجدت أن نحو نصف الأسر المصرية لا تملك من المال ما يمكنها من شراء سخانات المياه الحديثة وذلك وفقًا لمسح أُجري عام 2015 على دخل الأسر واستهلاكها في مصر.»
وأضافت سارة «لدينا في الشركة خطي إنتاج للسخانات الشمسية؛ أحدهما يستهدف المستهلكين أصحاب الدخول المرتفعة المهتمين بتوفير الطاقة، والآخر يستهدف الفئات منخفضة الدخل التي تسكن العشوائيات الفقيرة. وهدفنا الأول إعفاء المستهلكين من ارتفاع فواتير الكهرباء التي تضاعفت ثلاث مرات في السنوات الأخيرة، وذلك بتأمين الطاقة النظيفة لجميع الناس. كل خطوة من خطواتنا صديقة للبيئة وتتمحور حول المجتمع، ولهذا نجحنا في تركيب سخانات شمسنا ضمن 25 موقعًا في أنحاء مصر؛ من محافظة دمياط إلى سيناء ومن القاهرة إلى قنا، وعملنا على اختبار سخاناتنا الشمسية في البيئات الحضرية والريفية والساحلية والصحراوية، وتلقينا ملاحظات كثيرة لتحديث تقنياتنا المطبقة ونموذج أعمالنا.»
وأوضحت سارة طريقة عمل السخانات التي طورتها مع زميلتها فقالت «تتكون السخانات من وحدتين: وحدة تخزين للمياه، ولوحة تتكون من صندوق معزول فيه أنابيب لتسخين المياه باستخدام الطاقة الحرارية،. واعتمدنا في تطوير السخانات على النموذج التقليدي للسخانات الشمسية لتلائم المباني المحلية، ونعمل حاليًا على تصميم نموذج لإنتاج سخانات تجارية، بالإضافة إلى عملنا على تحسين سخانات المياه الحالية لجعلها ملائمة أكثر للبنى التحتية المحلية.»
وقالت سارة لمرصد المستقبل «منتج شمسنا بسيط جدًا، لكن المميز لدينا هو تمكين القطاعات الفقيرة من الوصول إلى سخانات مياه عالية الجودة تعمل بالطاقة النظيفة، فشمسنا هي المبادرة الوحيدة في مصر والوطن العربي التي استهدفت توصيل الطاقة النظيفة إلى المجتمعات الفقيرة، فهي غالبًا ما تُتَجاهل. سنجد مثلًا أن معظم سخانات المياه الشمسية المتاحة في السوق المصري مستوردة في الأصل وتناسب فقط الفئات أصحاب الدخول العالية.»
واجه الفريق تحديات عده أهمها العمل على تطوير مؤسسة شمسنا بجانب دراساتهما الجامعية، إذ احتاجتا إلى مزيد من الوقت لتصميم نماذج متعددة سخانات المياه واختبارها، بالإضافة إلى تطوير نماذج أعمال مختلفة.
حصد الفريق العديد من الجوائز، واحتُضِن من مختبر الابتكار في جامعة هارفارد بداية من يناير/ كانون الثاني 2020، وشارك ضمن فاعلية الابتكار السنوي لرئاسة جامعة هارفارد وهو أشبه بحفل توزيع جوائز الأوسكار على الفرق التي احتضنها مختبر الابتكار في الجامعة، واختيرتا في تحدي الابتكار ضمن المرشحين النهائيين لرئيس جامعة هارفارد لمسار الأثر الاجتماعي.
ويرى الفريق «أن المستقبل يتمثل في الطاقة المتجددة، وأن منطقتنا العربية تستطيع تحقيق الريادة في ذلك، فالعالم العربي يقع ضمن ما يسمى حزام الشمس العالمي الغني بالطاقة الشمسية، وتتمتع المنطقة بإمكانات عالية لا تتمثل في الاستفادة من الطاقة الشمسية فحسب، بل في جميع الجوانب التقنية أيضًا، إذ شهدت السنوات الأخيرة زيادة في استثمارات الطاقة المتجددة، ومن المهم أن تستثمر المنطقة في مجالات البحث والتطوير وأن تعتمد على التقنيات المتجددة كلما أمكن، لأن هذه الطاقة النظيفة قادرة على نقل المجتمع والاقتصاد والبيئة إلى الأفضل.»