قام الباحث العراقي عبدالرحمن حسن الصباغ بابتكار طريقة لزراعة مساحات شاسعة من الأراضي التي يصعب زراعتها بالأساليب التقليدية، وتعتمد الطريقة الجديدة على إلقاء عبوات تحوي بذور أو غرسات صغيرة وتربة وماء ومواد مخصبة من الجو، وستساعد تلك العبوات في حماية النبتة في مراحلها الأولى، ويؤكد الباحث أن الفكرة ممكنة وواقعية، ويمكنه تنفيذها وتزويدها بإضافات تقنية مهمة، لضمان نجاحها مائة بالمائة.
يقول الصباغ: “الفكرة بكل بساطة تطرح تصنيع عبوات مغزلية الشكل مختلفة الأحجام حسب الاحتياجات تملأ بالتربة المخصبة والماء وتحوي في داخلها بذور أو نباتات صغيرة، والعبوة الواحدة مجزأة لثلاثة أجزاء الأول يأخذ شكل رأس مدبب مصنوع من مادة صلبة تساعد العبوة على اختراق التربة والجزء الوسيط مصنوع من مواد صلبة نسبيا قابلة للتفتت بعد حين وهو الجزء الذي سيملأ بالتربة وما ستحويه من مخصبات وأخيرا الجزء العلوي وهو عبارة عن غطاء للحاوية مقبب مسامي ونصف شفاف يحمل فوقه جنيحات تساعد على جعل مسار العبوة عموديا وتعمل كمكثفات للرطوبة فيما بعد, وهذا الغطاء يتوجب أن يبقى خارج سطح الأرض لحماية النبتة في بداية نموها الخارجي ثم تزيحه النبتة عندما تكون قابلة لتحمل الظروف الطبيعية”.
أما عن طريقة التنفيذ فيقول الباحث العراقي: “تقوم الطائرات أو الحوامات بإلقاء هذه العبوات على المناطق التي يراد تشجيرها أو زراعتها وخصوصا تلك الشاسعة والتي يصعب الوصول إليها أو زراعتها بالوسائل المعهودة كالصحراوية وسفوح الجبال الجرداء والمستنقعات، وذلك بعد إجراء دراسات مسبقة تثبت إمكانية القيام بهذه المهمة على تلك المناطق كما سيتم تهيئتها جيدا قبل استلام الغرسات بتخصيبها عن طريق الرش من الجو بالمواد اللازمة مثلا وانتظار موسم الأمطار ومن ثم القيام بعملية نشر العبوات”.
ويضيف: “بعد ذلك يتم الاعتناء بالنبتات والشجيرات الصغيرة لفترة من الزمن حتى تتمكن من بث جذورها في باطن الأرض وينتصب عودها عاليا، وقد تبدو العملية غير واقعية ولكنها في الحقيقة الأكثر واقعية والأكثر فاعلية ونجاعة لمثل هذه المناطق الصعبة والشاسعة, وستحقق نتائج سريعة وبجهد وتكلفة أقل من الطرق العادية ما دامت التقنيات تسمح بذلك, ولا ننسى أن هذا بالضبط ما قامت وتقوم به الطيور والريح منذ مئات الملايين من السنين وللغد وكل الأخصائيين يقرون ذلك”.
وعن أهمية الفكرة يقول الصباغ: “نعرف جميعا أهمية الغطاء النباتي في وقف زحف الصحراء والحد من تلوث الجو وتخفيف وطأة التطرف الحراري وزيادة الرطوبة النسبية في المناطق الجافة، كما نعرف دور الأشجار في تشجيع وحماية النباتات الأصغر على التطور والانتشار تحتها وتكثيف التربة، وهذا كله سينعكس وبسرعة بطريقة إيجابية على تطور البيئة الحيوانية البرية في هذه الأصقاع فيعيد لها حياتها التي فقدتها من قبل، ولمن يشكك في واقعية الفكرة أقول لهم إن الوسائل لا تعدم لو توفرت الإرادة الإنسانية الصادقة”.
بالإمكان رؤية الفكرة مصورة على الروابط التالية