المخترع السوري عصام حمدي عقلية عربية فذة أجبرت الجميع على احترامها وتقدير منجزاتها، تحمل في جعبتها أكثر من 10 اختراعات مسجلة و16 “محضر إبداع” إضافة إلى أكثر من مئتي مشروع اختراع غير مسجل، واختراعاته رغم بساطتها إلا أنها ذات أهمية كبرى للمجتمع، ومن ثم كان لزاما علينا أن نلقى الضوء على أهم منجزاته ومبتكراته.
حصل حمدي على براءة اختراع بعنوان “الحاسب الطاولة”، وهو حاسب يوفر خصوصية للمستخدم ويمكن أن يلبي حاجة اللون والديكور والمتانة والحماية بأشكالها, فكان أن خرجت فكرة دمج حاوية الحاسب بطاولة الحاسب مع مراعاة سهولة نقل الحاسب للصيانة أو تبديل قطع وأجزاء بداخله، وإمكانية تطويره في أي وقت بأشكال للتطوير غير موجودة حالياً بالأسواق.
أما مميزات الحاسب الجديد فهي أنه يؤمن أولا سهولة الاستخدام من حيث وجود السّواقات والناسِخات، ونقاط التوصيل التسلسلي S B Uعلى مستوى يد المستخدم أي تحت ترس الطاولة مباشرة من الأمام، بينما تبقى حاوية الحاسب الرئيسية مخفية تحت ترس الطاولة من الخلف, وهذه التقنية أعطت المستخدم إضافة للسهولة ابتعادا عن وجود الحاوية تحت الطاولة أو فوقها أي الأماكن التي يمكن أن تتسبب بصعوبة نسبية في الاستخدام أو سهولة صدمها وضعف حمايتها, ومن ناحية ذوق المستخدم أصبح ديكور الحاسب قابلا للتحكم به وتشكيله حسب الذوق الفردي لكل مستخدم كشكل للطاولة أو لونها أو إضافاتها وحتى جودتها.
هذا من الناحية الشكلية والجمالية, أما الأجزاء الداخلية, فإن هذه التعديلات تعطي ميزات جديدة لم نتعودها في الأجهزة التقليدية وإذا وجد مماثل لها فتكلفته عالية, الميزة الأولى التي يتميز بها هذا التصميم والتي ينفرد بها عن كل أنواع حاويات الحاسب المستوردة هو تصميمه القابل لقبول كل أنواع لوحات الأم القياسية وغير القياسية مع الاحتمالات المستقبلية غير المعروفة, فتصميمه الداخلي والذي يعتمد على سكك منزلقة لتثبيت اللوحة الأم يعطي حرية كبيرة في قبول كل الأنواع المعروفة والمحتملة مستقبلاً.
والميزة الثانية التي تم إضافتها للبراءة هي إمكانية تشغيل الحاسب من قبل مستخدمه فقط مع استحالة ذلك لغيره, بالاعتماد على دارة تحكم مضافة للتصميم وذلك خلاف الطرق المتبعة حاليا والتي تعتمد -بشكل رئيسي- على البرمجيات القابلة للاختراق مهما كانت معقدة, وكذلك تؤمن إضافة أخرى وهي حماية خصوصية المستخدم من التسلل عن طريق الشبكة أو الانترنت فتمنع أي مخترق للجهاز من العثور على أي بيانات ذات خصوصية ولا يوجد لها أي دلالة أو أثر.
أما إذا وجد مستخدمان فهناك دارة تحكم أخرى تسمح لكل مستخدم أن يدخل على بياناته فقط دون إمكانية الدخول نهائيا على بيانات المستخدم الثاني بل واستحالتها، وهذه الإضافة تتيح في حالة الاستخدام المنزلي تخفيض التكلفة على الأسرة ليكون حاسبا واحدا كافيا لرب الأسرة والأولاد فلا تتداخل الألعاب مع العمل الخاص وبيانات رب الأسرة أو بين مستخدم وأخوته، مما يساعد على انتشار المعلوماتية في الأسر المتوسطة.
ووجود حاوية الحاسب تحت ترس الطاولة وبوضع أفقي تم تصميمه بحيث لا يؤثر على تهوية الحاسب أو على أدائه, فالتصميم تم فيه مراعاة هذه الناحية فقد أضاف المخترع جهاز تهوية إضافي يركب مكان “السّواقة” يؤمن ضخ كمية جيدة من الهواء لداخل الحاسب والأماكن المطلوب تبريدها أكثر من غيرها, وكذلك وجود غطاء الحماية الخلفي والذي يؤمن تهوية خلفية للحاسب خاصة في أماكن وجود “كروت الإظهار” عالية الأداء والتي تطلق كمية كبيرة من الحرارة, وهذا الغطاء متعدد المهام والتهوية إحدى مهامه إضافة للناحية الجمالية لخلفية الحاسب وتأمين الحماية الميكانيكية لأجزاء الحاسب.
قام حمدي باختراع جهاز لتنقية العوادم من السناج والغازات السامة وحصل من خلاله على براءة اختراع رقم (4940)، حيث يتألف الجهاز من صفيحة أو صفائح ثابتة ذات شحن بجهد عالي بينها صفيحة دوارة تشكل مهبطا بين الصفيحتين، أو حقل كهربائي عالي يقوم بترسيب الشوائب والهباب المحمول مع غازات العوادم على الصفيحة الدوارة لتقوم بإفراغ حمولتها من الشوائب في علبة خاصة عن طريق سكين كاشطة دون أن تعيق انسياب الغازات نهائيا.
توصل المخترع أيضا إلى جهاز يحمي السيارة من الاحتراق عند الاصطدام أو الانقلاب سهل التركيب ويمكن تركيبة على كل الموديلات خاصة القديمة غير المزودة بأمان, وحصل به على ميدالية فضية في “معرض الباسل للإبداع والاختراع” 2001م.
فحوادث المركبات تمثل من 12% إلى 20% من مجموع حوادث الحريق في العالم، ومعظم حوادث حرائق المركبات تحدث لأسباب أخرى خلاف حوادث التصادم، وهي تعتبر أكثر حوادث الحريق التى يترتب عنها وفيات تحدث نتيجة التصادم حيث يفقد ركاب السيارة القدرة على النجاة. هذا وتتوافر بالمركبات جميع عناصر الحريق من مواد قابلة للاحتراق ومصادر حرارية للإشعال والأكسجين. فالمركبات تحوى كمية من الوقود السائل ومواد للتنجيد والعزل الحراري والكهربائي ومكونات من البلاستيك. كما أن أغلب المركبات التى تستخدم في نقل البضائع تنقل عناصر سهلة الاشتعال.
ونستطيع أن نلخص المصادر الحرارية بالمركبات فيما يلي:
– حدوث قصر بالدوائر الكهربائية وغيرها من الأعطال التى تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الموصلات.
– الشرر الناتج من نظام الإشعال بالمحركات.
– الحرارة الناجمة عن نظام العادم.
– الارتفاع في درجة حرارة الإطارات والفرامل وكراسي التحميل.
– الشرر الاحتكاكي الناجم عن التصادم أو نتيجة احتكاك معدن مكونات المركبة.
– الإهمال عند التدخين داخل المركبة.
وتحدث الخسائر في الأرواح تحدث نتيجة للتعرض المباشر لحرارة ولهب الحريق أو لاستنشاق نواتج الحريق السامة. وفى بعض الحالات تكون الإصابات نتيجة عدم قدرة الأشخاص على النجاة بسبب صعوبة فتح الأبواب بفعل التصادم أو جرارة الحرارة والنيران.
الجدير بالذكر أن المخترع حصل على ثلاث ميداليات فضية وميدالية برونزية من “معرض الباسل” وأربع ميداليات من “معرض اختراعات الشرق الأوسط” في الكويت وهو مشارك في نهائيات “صنع في الوطن العربي” 2007، وله مشاركات عديدة في الندوات وورشات العمل والمؤتمرات الخاصة بحماية الملكية والاختراع, كما حاز جائزة الشيخ “هاشم بن زايد آل مبارك” الخاصة بالمخترعين, إضافة لعدد كبير من اللقاءات الصحافية والتلفزيونية.
أصبح حمدي منذ عام 2002 أمينا للسر في فرع دمشق لجمعية “المخترعين السوريين”, وصار عضوا في مجلس إدارة الجمعية في عام 2004م ومسؤولا ماليا ومديرا للشؤون الفنية ثم نائبا لرئيس مجلس الإدارة ومديرا للتطوير والتحديث التقني والمعلوماتي إلى الآن.
إسلام نبيل