الأعصاب التالفة : طور باحثون في جامعتي نورث وسترن وواشنطن الأمريكيتين ما أسموه أول محفز عصبي صغير قابل للتحلل البيولوجي مصنوع السيليكون والمغنسيوم والبوليمر، قادر على علاج الأعصاب التالفة في الجسم، واصفين إياه بـ “أول جهاز إلكتروني حيوي” يتحلل داخل الجسم.
وتوصل العلماء إلى وصفة لبناء أجهزة معالجة إلكترونيا من المواد القابلة للذوبان فى الجسم وحتى الآن، حيث استخدموا بنجاح أول جهاز لعلاج الأعصاب التالفة فى الفئران، لكن فى يوم من الأيام، سيمكن لهذه الأجهزة الإلكترونية الصغيرة المساعدة فى تخليص الجسم من الأعصاب التالفة.
وأوضح العلماء أن جميع أنواع الإلكترونيات المعالجة للحالات الصحية والإصابات يتم فى كثير من الأحيان زرعها جراحيا، إلا أن هذه الإلكترونيات قد تتعرض للتعطل مما يتحتم على المريض الرجوع لإعادة زرعها مرة أخرى.
وتم تطوير الجهاز اللاسلكى الجديد على شكل قرص يحفز الأعصاب الطرفية بواسطة الصدمات الكهربائية الضعيفة، والأهم من ذلك أنها مصنوعة بالكامل من مواد قابلة للتحلل، وهذا يعنى أنه عندما يتم شفاء العصب تقوم سوائل الجسم بتكسير القرص بشكل طبيعى وإخراجه مثل أى نفايات أخرى من الجسم.. وعلى الرغم من كون القرص شبه موصل ومتحكم به عن بعد، فإن هذا الجهاز مصنوع بشكل أساسى من مواد قادرة على التحلل ذاتيا.
وقال الدكتور جون روبرتس الأستاذ بجامعة نورث وسترن، لصحيفة ديلى ميل البريطانية – “إن الجهاز تم تطويره من مادة “السيليكون”، موضحا أن هذه المادة تعد العمود الفقرى لصناعة الإلكترونيات.. لذلك استخدمنا قطعا صغيرة رقيقة للغاية منها لتذوب تلقائيا بشكل طبيعى عند ملامسته للسوائل البيولوجية فى الجسم”.
وأضاف “كما تم استخدام مادة الماغنيسوم فائقة الرقة، وهى مادة تعد أحد العناصر الغذائية المغذية للإنسان.. وفى الاختبارات التى أجريت على الفئران المصابة سارعت التقنية المستخدمة فى إعادة إنماء الأعصاب فى الساقين واستعادة قوة العضلات، فضلا عن التخلص من الأعصاب التالفة.. وبعد حوالى أسبوعين، يذوب الجهاز من تلقاء نفسه ويتم التخلص منه فى صورة نفايات تخرج خارج الجسم”.
ويعتقد العلماء أنه يمكن أن يساعد آلاف الأشخاص المتضررين من الوخز والضعف الناجم عن الإصابات الرياضية أو الحوادث أو حتى الكتابة.