قصة نجاحنمي موهبتك

عندما يصبح العمل الناجح مؤلماً !!

لقد اجتهدت وصارعت في وظيفتي لأصل إلى القمة، اخلصت في عملي لم أتأخر في يوم ما، مبادرة في كل شيء إلى أن وصلت إلى قمة السلم كمهندسة في مؤسسة كبيرة بين كثير من المهندسين، كنت اصمم مداخل المباني والعمارات والبيوت الفخمة ومظاهرها الخارجية بعد أن ينتهي المهندسون من رسمها للعملاء وتصميمها داخليا.

احببت عملي كثيرا احببت الإبداع فيه وروح المنافسة الشريفة بيني وبين زملاء العمل، احببت كوني جزءا من المنظر الخارجي للشوارع في البلد وعملي من اجل مئات من العملاء الذين يسكنون هذه البيوت أو الذين سيعملون في هذه العمارات وكان دخلي مجزيا وكبيرا.

ولكن كل هذا الجانب المشرق في حياتي يقابله جانب آخر ينغص عليّ الاستمتاع بنجاجي وهو اضطراري لتسليم عملي في مواعيد محددة، وليس لي أن اعترض على الموعد أو أؤجله وإلا خسرنا زبونا أو خسرنا ثقة العملاء، وتدنى اسمنا في السوق، فنحن مضطرون أن نعطي مواعيد محددة والوفاء بها، ولا يهم أن كان الوقت كافيا أو أن ساعات اليوم تسمح بإنجاز العمل، فالعميل أهم من العامل، ومع وجود ثلاثة أطفال في البيت اصبح العمل الناجح مؤلما بالنسبة لي فالتعارض بين عملي وعائلتي والتضحيات التي اقدمها على حساب عائلتي، جعلاني أشعر بأنني اخذل عائلتي إذ أصبحت بدون ضوابط.

ففي سبيل إرضاء رؤسائي وعملائي عليّ أن آخذ من وقت زوجي وعائلتي وبيتي عندها توقفت قليلا، تعجب الجميع هل من المعقول أن تأخذ فلانة أجازة؟

ولكنني فكرت وقررت وعرفت أن أبدأ عملي الخاص بخبرتي الجيدة ولكن سأبدأ صغيرة وأحاول أن أكبر حسب الظروف المهم أن أكون أنا رئيسة نفسي وصاحبة قراري والتي تحدد للعميل متى ينجز العمل، وكانت خطتي أن يكون مكان عملي خارج المنزل وأن لا استقبل إلا عددا محدودا من العملاء واتسعت قاعدة العملاء، واستأجرت مهندسين ومهندسات قليلي العدد كثيري الكفاءة والجدة، يفهمون المطلوب بسهولة وتيسير، وكان شعاري في عملي ومع العاملين معي أن نعطي للعمل وقتا مرنا، نستطيع أن نسلم فيه العمل مع زيادة قليلة حتى لا نضطر إلى ان نعمل كالآلات على حساب حياتنا وعائلاتنا، لا أقول إن هناك تسيبا في عملنا، فالعمل دائما يحتاج إلى من يضبطه ويحترم التزاماته حتى يستطيع أن يحترم نفسه ومصداقيته التي ستنعكس احتراما على عائلته واحتياجاتها فالناس يتفاعلون معك، والعملاء يؤيدونك حين تحترم عملك.

واعتقد أنني بنيت احتراما للعائلة في مكان العمل، فجميع العاملين معي يعرفون أنني أقدّر وقتهم مع عائلاتهم فلا اعطيهم إلا ما يناسب ظروفهم معهما، ونجحنا والحمد لله وعملنا مزدهر واعتقد أنني لم أخسر عميلا، ولم أتأخر في تسليم عمل لعميل ولم اضطر إلى كذب على عميل بسبب ذلك والحمد لله.

قلت لها: اعتقد أن من يقدم أمور عائلته علي أمور عمله يكون أكثر توافقا مع نفسه ومن ثم أكثر إنتاجية ـ ولا أدعو إلى عدم الإخلاص في العمل، ولكن أقول إنه كلما أدى الإنسان عمله بإتقان وأنجزه في وقته المحدد كلما رضي عن نفسه وانعكس هذا الرضى على عمله، فأساس عمل الإنسان سواء كان رجلا أو امرأة هو العمل للعائلة ومن خلالها ومن أجلها، وبنجاح الإنسان ورضاه عن نفسه في عمله لا يعني أن يتجاهل عائلته أو أن يكون على حسابها بل تعني أن يعطيها جل اهتمامه ورعايته لأنها سبب وجوده ولأنه ما عمل إلا من أجلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى