هو شاعر ولغوي مصري معاصر، يعتبر من الأصوات الشعرية الصادقة والمميزة في حركة الشعر العربي المعاصر، نظم كثيرا من ألوان الشعر بدءا بالقصيدة العمودية ووصولا إلي المسرح الشعري، تميزت أشعاره بالعذوبة ورقة التعبير، ودفء العاطفة، وسيطرة الحس الوطني.
ولد الشاعر الكبير فاروق جويدة في يوم 10 فبراير من عام 1945م في محافظة كفر الشيخ شمال مصر، وعاش طفولته في محافظة البحيرة، وفي عام 1968م تخرج في قسم الصحافة بكلية الآداب وبدأ حياته العملية محررا بالقسم الاقتصادي بجريدة الأهرام، ثم سكرتيرا لتحرير الجريدة، ورئيسا للقسم الثقافي بها.
قدم جويدة للمكتبة العربية 20 كتابا من بينها 13 مجموعة شعرية حملت تجربة شعرية لها خصوصيتها، وقدم للمسرح الشعري ثلاث مسرحيات حققت نجاحا كبيرا في عدد من المهرجانات المسرحية وهي: “الوزير العاشق”، و “دماء على ستار الكعبة”، و “الخديوي” .
وترجمت بعض قصائد الشاعر ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية منها الانجليزية والفرنسية والصينية واليوغوسلافية، وتناولت أعماله الإبداعية عدد من الرسائل الجامعية في الجامعات المصرية والعربية، وتتميز أشعار جويدة بأنها تفيض حبا ووطنية ورؤى تستشرف المستقبل وتعتز بالماضي المجيد وظل قلمه مدافعا عن الوطن وأبناءه سواء في مقالاته بجريدة الأهرام أو بأشعاره التي توجه نقدا لاذعا للسلبيات التي يعاني منها المجتمع.
ففي عام 2007م كتب فاروق جويدة قصيدة رائعة عن هجرة الشباب المصري للخارج بعد أن فجعته مشاهد غرق العشرات منهم في رحلات الموت إلي شواطئ أوروبا، بحثاً عن لقمة العيش وأبدع جويدة في هذه القصيدة واصفا الرمق الأخير من عمر شاب في عرض البحر وهو يردد وصيته الأخيرة: هذي بلادُ .. لم تعد كبلادي.
وقد شاهد الشاعر جثث الشباب المصري علي شواطئ تركيا، وكان قبلها بشهر واحد يقف علي شواطئ اليونان بعد حصوله علي جائزة وتكريم دولي هناك ويقول جويدة في هذه القصيدة:
كم عشتُ أسألُ: أين وجـهُ بـلادي
أين النخيلُ وأيـن دفءُ الــوادي
لاشيء يبدو في السَّمـاءِ أمـامنـا
غيرُ الظـلام ِوصــورةِ الجــلاد
هو لا يغيبُ عن العيـون ِكأنــه
قدرٌٌ .. كيوم ِ البعــثِ والميــلادِ
كما كتب جويدة قصيدة أخرى عنوانها “عم فرج” كتبها إهداءا ً لضحايا العبارة التي غرقت عند عودتها من المملكة العربية السعودية إلى مصر وقال في مطلعها:
عمي فرج..
رجل بسيط الحال
لم يعرف من الأيام شـيئاً
غير صمت المتـعبـين
كنـا إذا اشـتدت ريـاح الشك بين يديه نـلتمس
اليقين..
ومثلما اهتم الشاعر الكبير فاروق جويدة في شعره بالواقع المصري الراهن والأزمات والهموم التي يعاني منها المواطن البسيط اهتم أيضا بالحالة العربية الراهنة وكتب قصائد كثيرة عن قضيتي فلسطين والعراق وما يتعرض له شعبا البلدين من انتهاكات على أيدي قوات الاحتلال وتميزت أشعاره وكتاباته الصحفية بالجرأة في توجيه النقد اللاذع.
ومن أهم المؤلفات التي أبدعها الشاعر الكبير: “بلاد السحر والخيال”،
و”أموال مصر.. كيف ضاعت”، ومن أشهر مسرحياته: “دماء على ستار الكعبة”، و”الخديوي”، و”الوزير العاشق”.
أما مجموعاته الشعرية فأشهرها: “حبيبتي لا ترحلي”، و”يبقى الحب”، و”للأشواق عودة”، و”في عينيك عنواني”، و”دائما أنت بقلبي”، و”شيء سيبقى بيننا”، و”لأني أحبك”، و”زمان القهر علمني”، و”كانت لنا أوطان”، و”آخر ليالي الحلم”، و”لن أبيع العمر”،و” لو أننا لم نفترق”، و”أغضب”، و”نزف المشاعر”.
وبالإضافة إلي تلك الإبداعات شارك جويدة في مهرجانات شعرية غربية ودولية ومثل مصر في أكثر من مناسبة ثقافية دولية في آسيا وأوروبا، وألقى مجموعة من المحاضرات عن تجربته الشعرية في 6 جامعات.
كما شارك في عدد من المؤتمرات الثقافية التي أقامتها منظمة التربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، ومثل مصر في اليوم العالمي للشعر الذي أقيم في باريس، عام 1999م.
وقد حصل الشاعر المصري الكبير على جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2001م، كما حصل على جائزة كفافيس الدولية في الشعر في سبتمبر عام 2007م في احتفالية أقيمت في مدينة “قوله” باليونان.