المجلةبنك المعلومات

فاروق فهمي والمقاربات المنهجية في التدريس والتعلم

فاروق فهمي ..

والمدخل المنظومي في التدريس والتعلم

تعد “طريقة التدريس والتعلم” أحد أهم مشكلاتنا التعليمية، فالطريقة “التقليدية السائدة في بلادنا تعتمد على تقديم الخبرات والمعارف بصورة خطية منعزلة عن بعضها البعض، مما يسهم في بناء بنية معرفية غير مترابطة تعتمد على التذكر،  وهو أدنى المستويات المعرفية حسب تقسيم بلوم”، ومن أجل علاج هذه المشكلة ابتكر كل من الأستاذ الدكتور أمين فاروق فهمي أستاذ الكيمياء العضوية المتفرغ بكلية علوم عين شمس، والأستاذ الدكتور جوزيف لاجوسكي أستاذ الكيمياء غير العضوية بجامعة تكساس المدخل المنظومي في التدريس والتعلم عام 1998.

الأستاذ الدكتور فاروق فهمي هو رئيس قسم الكيمياء ومدير مركز تطوير تدريس العلوم الأسبق والأستاذ الزائر بعدد من الجامعات خارج مصر، ولد في القاهرة عام 1942، وتخرج من كلية العلوم جامعة عين شمس عام 1962، وحصل على الماجستير والدكتوراه من نفس الجامعة أعوام 1965 و1968 على التوالي، نشر ما يربو على 100 بحث في مجال الكيمياء غير متجانسة الحلقة، والكيمياء الطيفية الكتلية، كما نشر ما يقرب من 50 بحث حول المدخل المنظومي وتطبيقاته، وهو عضو بعدد من الجمعيات العلمية هيئات تحرير عدد من الدوريات العلمية العالمية المتخصصة، حصل على العديد من الجوائز العلمية الدولية والمحلية، وأدرج اسمه في العدد البلاتيني من موسوعة Who is Who? عام 2008.

أما المدخل المنظومي فهو ينطلق من عولمة أساسيات العلوم والظواهر الكونية ويعنى بتنظيم الخبرات التعليمية التي تترابط مع بعضها البعض في علاقات شبكية تبادلية تعمل معا ككل نحو تحقيق أهداف معينة وتتضح فيها كافة العلاقات بين أي مفهوم أو موضوع وغيره من المفاهيم والموضوعات مما يؤدي إلى تكوين بنى معرفية مترابطة سليمة، وينبني المدخل على أن الهدف الرئيس في أي عملية تعليم وتعلم هو اكتساب مهارات التفكير المنظومي عند تناول أي مشكلة وحلها منظوميا من جميع جوانبها، وفي إطار هذا المدخل يصبح الطالب قادرا على بناء واستنباط علاقات جديدة فيما تعلمه وما سوف يتعلمه مما يؤدي إلى اكتساب مهارات التفكير المنظومي ومن ثم يقاس التعلم بمقدرة الطالب على التعرف على بين مكونات أي منظومة وعلى توليد المعرفة وليس تقليدها أو استظهارها.

وقد تم تطبيق المدخل المنظومي في تعليم العلوم الأساسية البيولوجية والكيميائية والفيزيائية والرياضية والعلوم التطبيقية البيئيية والزراعية والهندسية والصيدلية وغيرها، والعلوم الإنسانية التربوية والقانونية والتجارية واللغوية، وفي محو أمية الكبار وفي الأنشطة الصفية واللاصفية وفي تقديم المعلومات العامة وفي إدارة كل من التغيير والأزمات والجودة. وكان التطبيق شاملا لمراحل التعليم الأساسي والثانوي والجامعي وغيرها، ويعتمد نجاح التطبيق – كما يشير الموقع الخاص بالمدخل على شبكة الإنترنت –  على تدريب المعلمين على التدريس بالمدخل المنظومي، وبناء وحداته، وقد تم تدريب حوالي 60 ألف معلم في مختلف مراحل ونوعيات التعليم في مصر والعالم العربي، كما تم بناء العديد من الوحدات والكتب بمراحل وأنواع التعليم المختلفة وموسوعة المعلومات العامة المعروفة باسم موسوعة المنظومات الذكية كما تم منح أكثر من 20 درجة ماجستير ودكتوراه في تطبيقات المدخل المنظومي من الجامعات المصرية والعربية.

كنت قد تعرفت على الدكتور فاروق فهمي والمدخل المنظومي قبل الثورة أولا من خلال استعانة جمعية مصر المحروسة بلدي به لتطبيق المدخل في مدارسها والمدارس الأخرى التي تشرف على تطوير التعليم والمعلمين بها، واستمعت إليه وهو يحكي عن تطبيق التجربة في مدارس الإسكندرية وقنا، وفي كلية علوم عين شمس، وغيرها، وعن مشروع تعميم المدخل المنظومي في جميع مدارس مصر أيام وزارة الدكتور يسري الجمل، وكيف وأد بعض وكلاء الوزارة المشروع، وعن قيام الدكتور أحمد زكي بدر أيام رئاسته لجامعة عين شمس بغلق مركز تطوير تعليم العلوم الذي كان يشرف على دراسة وتطبيق المدخل المنظومي، كان ذلك قبل الثورة، حين جلس الدكتور فاروق فهمي الذي ناهز السبعين من عمره وهو يحكي بحسرة، وقد أثار حكيه وتجربته تساؤلات لدي في مقارنة طريقة المدخل المنظومي بطريقة مونتسوري مثلا، وكيف نأد مواردنا وكيف يعتني بها الآخرون، ولكن ظل الأمل لدي في تعليم تقوم به الأمة من أجل أهدافها التي تحقق مصالحها في تعليم وتربية أبنائها.. فهل يفعل أبناء الأمة ذلك؟

للمزيد من المعلومات، طالع موقع المدخل المنظومي باللغتين العربية والإنجليزية:

ولمزيد من التعريف بالدكتور فاروق فهمي:

صفحة الدكتور مجدي سعيد على الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى