بنك المعلوماتالمجلة

فولف شنايدر الجندي – رثاء

فولف شنايدر الجندي – رثاء

 

 

 

 

لأن عصر الجنود الذي نعرفه قد زال، فاليوم لا يستطيع الجندي تحقيق النصر، فمرتكبو العمليات الانتحارية وحتى قوات الكفاح الشعبي المسلح يتفوقون عليه وكذلك الطائرات من دون طيار والصواريخ النووية وأجهزة الحاسوب والآلات العسكرية البشرية مثل القوات الخاصة للبحرية الأمريكية. الحرب بمفهومها “الكلاسيكي” “المتجانس” لم يعد لها وجود.

يبحث فولف شنايدر هذا التطور وينتهز الفرصة لسرد قصة شاملة تدور حول جندي وحرفته وأسلحته وخططه الاستراتيجية ودوافعه الثقافية والرجعية ومكانته الاجتماعية. ويطرح الكتاب عدة أسئلة مثل: من كان هؤلاء البشر الذين مارسوا القتال أو لم يفعلوا؟ وكيف فعلوا ذلك ولماذا؟ ما الذي اكتسبوه في الثكنات وفي المعارك؟ هؤلاء الذين دمروا بلادًا وحضارات وأبادوا شعوبًا. ما الذي دفعهم إلى حمل السلاح؟ ولو كانوا قد أُجبروا على حمل السلاح فما الذي أجبرهم على استخدامه؟

ينشر فولف شنايدر في هذا الكتاب تاريخ عالمي شامل عن الأشخاص الذين كان عليهم أن يقتلوا آخرين، هؤلاء المتحمسين (حيث كانت هناك فئة منهم كذلك) وآخرين مجبرين على ارتداء الزي العسكري، هؤلاء الظالمين أو المظلومين. الضحايا المتألمين أو من قد نطلق عليهم أيضًا اسم “أبطال”.

إذا صحت مقولة أن الحرب هي أساس كل الأشياء فإن الجندي هو أحد أقدم أبطال قصتنا. يقدم الصحافي فولف شنايدر تأملا شاملا لتاريخ عالمي عن هذه الشخصية. ولأن حرفة الجندي قديمة للغاية يرى شنايدر كتابه بمثابة مرثية. فلن يكون هناك احتياج في القريب العاجل إلى الجنود التقليدين مع وجود التقنيات الآلية الجديدة لفن الحرب ومع الطائرات بلا طيار والاستعانة بالمرتزقة فائقي القدرات والقوات الخاصة من جانب وحرب قوات الكفاح الشعبي المسلح لمواجهة الإرهاب العالمي من ناحية أخرى. ويقدم فولف شنايدر تاريخ المحارب من العصر العتيق حتى الوقت الحاضر ووصلا إلى حروب الفضاء في المستقبل القريب التي لن يلعب فيها الجندي بالمعنى الكلاسيكي دورًا كما يتنبأ المؤلف.

الكاتب
وُلد فولف شنايدر عام ١٩٢٥، عمل مراسلا تلفزيونيًا لمحطة Geo لأكثر من عشرين عامًا كما يعمل صحفيًا منذ ما يزيد عن الخمسين عامًا فهو مراسل صحفي لجريدة “زوددويتشه تسايتونج” في واشنطن ومدير دار نشر “شتيرن” ورئيس تحرير جريدة “فيلت” فضلا عن كونه مدربًا للصحفيين ومديرًا لحوارات تلفزيونية. ألف العديد من الكتب المتخصصة، وحاز على “جائزة الميديا لثقافة اللغة” Medienpreis für Sprachkultur.عام ١٩٩٤ التي يقدمها مجمع اللغة الألمانية.
ترجمة: علا عادل

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى