المجلةبنك المعلومات

قصة أول براءة اختراع في مصر باعت وزارة البحث العلمي النموذج خردة

قصة أول براءة اختراع في مصر

 

قصة أول براءة اختراع في مصر – «جاء رحيله مثل حياته دون صخب ودون ذكر‏،‏ ربما ليعرف شباب العلماء والمخترعون والمشتغلون بالبحث العلمي في مصر المصير الذي ينتظرهم ما داموا قد اختاروا هذا الطريق‏،‏ فكم من القراء يعرف اسم هذا المخترع؟ ومن يكون ذلك الرجل؟»، هكذا بدأ جلال أحمد الشايب، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة، حديثه عن والده في مقال نشرته جريدة الأهرام يوم 11 يناير عام 2006، في العدد رقم 43500.

ولد المهندس أحمد محمود الشايب عام 1921‏، ورحل عام ‏2005، وما بين الموت والرحيل سنوات عاش فيها العالم والمخترع المصري الملقب بـ«شيخ المخترعين المصريين»، ومؤسس جمعية المخترعين والمبتكرين المصرية عام 1984، ورئيسها لمدة 15 عامًا‏، ليثري الحياة العلمية المصرية، باختراعاته وابتكاراته، حتى أنه صاحب أول براءة اختراع مصرية صدرت في ‏19‏ يونيو سنة ‏1951‏ عن اختراع طلمبة ماصة كابسة ذات إطار مطاط يقوم مقام المكبس في طلمبات المياه العادية‏، ولا تحتاج لمجهود عضلي كبير لتشغيلها لكبر الرافعة المستعملة في ضغط وبسط الإطار المطاط ولانعدام عوامل المقاومة والاحتكاك‏.‏

كان لشيخ المخترعين الكثير من الاختراعات في العديد من المجالات المختلفة كالطاقة الشمسية والآلات الزراعية وحنفيات المياه‏,، سجل منها ‏24‏ اختراعًا في مصر وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية، ومن بينها مجمع لتسخين المياه بالطاقة الشمسية يمتاز بوجود خزان المياه وألواح امتصاص الحرارة في صندوق واحد مصنوع من الفيبرجلاس‏,، وذلك بدلًا من وجود خزان منفصل في مجمعات تسخين المياه المماثلة‏.‏

يؤكد الشايب، أن المشكلة الكبرى التي تواجه المخترعين في مصر تتمثل في تسويق اختراعاتهم وتنفيذها‏، فقد حاول أحمد الشايب وكثيرون من المخترعين تصنيع اختراعاتهم في مصر‏، ولكن أغلقت أمامهم كل أبواب المستثمرين‏، ومع ذلك كان أحمد الشايب يدعو دومًا إلي تغيير شعار «صنع في مصر» ليكون «اخترع وصنع في مصر‏».‏

ويكشف نجل الشايب في ختام حديثه عنه واقعة واحدة توضح في إيجاز محنة المخترعين في مصر‏، فبعد الاحتفال بمرور ثلاثين عامًا على صدور أول براءة اختراع مصرية‏، أهدى أحمد الشايب النموذج الوحيد لاختراعه ‏(الطلمبة‏)‏ لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا‏، وتم وضع النموذج داخل صندوق زجاجي في مدخل الأكاديمية بشارع قصر العيني‏، كنوع من الاحتفاء بأول اختراع مصري في العصر الحديث‏، وبعد مرور عدة سنوات‏، وبعد خلاف بين أحمد الشايب ورئيس مكتب براءات الاختراع في ذلك الوقت حول تعديل قانون براءات الاختراع‏، أزيلت الطلمبة والصندوق الزجاجي من مدخل الأكاديمية لتوضع في المخازن‏، وعرف أحمد الشايب بعد ذلك ‏حينما حاول استعادة نموذجه الوحيد للطلمبة‏، أنها قد كهنت وبيعت كـ«خردة‏».

قصة أول براءة اختراع في مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى