لدعم ذوى الإعاقة : “نفسى أشوف مصر فى مكانة أفضل فى البحث العلمى.. وأهم من البحث هو التطبيق”.. هكذا بدأت الطالبة نانسى محمد الجوهرى الطالبة، بالصف الثالث الثانوى، بمدينة بنها بالقليوبية، وصاحبة ابتكار تطبيق تحويل الإشارات إلى أصوات والعكس، لمساعدة ذوى الإعاقة فى التواصل المجتمعى، وإزالة جميع العقبات التى تحد من التواصل فيما بينهم وبين الأشخاص الأسوياء.
“موقف شخصى”، دفع الطالبة “نانسى” من ابتكار هذا التطبيق وسرعة انجازه لمساعدة ذوى الإعاقة “الصمم والبكم”، فى التواصل التام مع المجتمع، بطريقة مباشرة دون الحاجة إلى طرق آخرى يصعب على الاشخاص ذوى الإعاقة من استخدامها فى بعض الأحيان، لوجود صعوبة الفهم أحيانا للإشارات التى يقوم بها هؤلاء الأشخاص مما يصعب لغة التواصل والحوار فيما بينهم وبين الأشخاص الأسوياء.
فى البداية قالت الطالبة نانسى الجوهرى، الطالبة بالصف الثالث بالمرحلة الثانوية، أنها حدث لها موقف شخصى أثناء ذهابها إلى أحد الدروس الخصوصية لتقابلها صديقتها من ذوى الإعاقة، التى تحاول أن تبلغها أن تم إلغاء موعد الدرس اليوم، لكنها لم تفهم الإشارات التى تصدرها صديقتها، ما يزيد عن نصف ساعة إلى أن وصلت المكان وعرفت من زميلاتها الأخريات أنه تم إلغاء موعد الدرس، موضحة “الموقف دا أثر فيا جدا وحسيت أن زميلتى زعلت أنها مقدرتش توصل ليا المعلومة، ومن يومها صممت إنى أحاول أقدم أبسط مساعدة ليها تساعدها على التواصل السهل مع أى شخص”.
وتابعت “نانسى” لموقعـ”اليوم السابع”، أن بداية الفكرة لديها نشأت كـ “روبوت”، يقوم الشخص المقابل بإصدار الكلام فيقوم هذا الجهاز بتحويلها إلى إشارات خاصة بذوى الإعاقة، لكن وجدت التكلفة العالية لهذا الجهاز إلى جانب صعوبة نقله من مكان لأخر برفقة ذوى الإعاقة سيجعل من عدم انتشاره أمرا محتوما، مما جعل فكرة إنشاء “تطبيق” على أجهزة التليفون المحمول أمرا سهلا، نظرا لانتشاره فى جميع الأوساط، وسيكون سهل الاستخدام.
وأوضحت، أنها وجدت بالفعل تطبيق على الانترنت مشابه لهذا المشروع لكنه يعمل من اتجاه واحد وهو تحويل الكلام للغة إشارة، فبدأت بتطويره للعمل على ترجمة لغة الإشارة إلى كلام، إلى جانب تحويل الفقرات المكتوبة بالكتب للغة الإشارة، مشيرة إلى أنها اطلعت على آخر تقرير بشأن نسبة الدعم لمحو الأمية لذوى الإعاقة “الصم والبكم” لا تتخطى 3%، وهذا ما يؤدى إلى ارتفاع نسبة الأمية بينهم سنويا.
وأشارت “نانسى”، إلى أن التطبيق ايضا يمكنه من ترجمه اللغات الأخرى غير اللغة العربية إلى لغة الإشارة من خلال إدخال “جوجل للترجمة” بالتطبيق، وهو ما يسهل عملية التحصيل الدراسى “للصم والبكم” باللغات الأجنبية، حيث يعتمد فى المقام الأول على الكاميرا الخاصة بالهتف المحمول لالتقاط صور للأشياء المراد تحويلها للغة إشارة وخلال ثوان يتم تحويلها للغة إشارة مفهومة لهم.
وأكدت: “كنت فى البداية أحب إصلاح أى شئ موجود امامى، وأقوم بفكه وتركيبه، إلى أن بدأ والدى ووالدتى بحثى على المشاركة بالدورات التدريبية للإلكترونيات، إلى جان دفعى للتقديم فى المسابقات المختلفة والخاصة بالتكنولوجيا لكسب خبرة أكثر، ودا مثلى ليا دعم كبير جدا لكل اللى وصلت له الآن، إلى جانب الدعم النفسى”.
وأوضحت، “فكرة التطبيق لم يتم الانتهاء منها على أرض الواقع نظرا لعدم وجود الامكانيات الخاصة منها لاب توب، وإنترنت، وحاليا أتواصل مع كليات الحاسبات والمعلومات والهندسة للتأكد من التطبيق بالتعاون مع المتخصصين، ونصحونى بسرعة تسجيل براءة الاختراع بأكاديمية البحث العلمى، إلى جانب أننى الآن أبحث عن ممول لتشغيل التطبيق، وأعقد لقاءات مع جمعيات لذوى الاعاقة للتعرف على مدى الاستفادة التى يقدمها التطبيق لهم، وأكدوا أن التطبيق سيسهل بدرجة كبيرة فى عملية الدمج”.
وطالبت نانسى، بتوفير الإمكانيات اللازمة لها للانتهاء من التطبيق وبدء العمل الرسمى له لتحقيق أكبر استفادة منه لذوى الإعاقة “الصم والبكم” وتسهيل التعاملات اليومية فيما بينهم وبين الأشخاص الأسوياء.