يُحاكِمُ أَشْعارَكَ الأَغبياءُ
يُحاكِمُ أفكارَكَ الأشْقِياء
يُحاكِمُ جَوْعَى العُقُول
هُطُولَ السَّحابِ
وزَهْوَ الفُصول
يُحاكِمُ تِشْرينُ في جَدْبِهِ
عصافيرَ تَشدو
تُغَرِّدُ تُنْشِدُ
تَعْزِفُ لَحْنَ الحُقول
فأينَ العُقولُ؟
وأين الضُّحَى في زَمانِ الأُفُول؟
لأنّكَ تَعْشَقُ ما لا يُطاقُ
وتَرْكَبُ هُوجَ الرِّياح
العَواتي
اللَّواتي
أَبَتْ تَنْحَني لِلهُراءِ أو تَزُول
فما لِلمَناراتِ؟
ما لِلذُّرا؟
وما لِلنُّجُومِ
إذا ما هَجاها السَّرَابْ؟
وعَرَّافَةُ الحَيِّ إنْ بَشَّرَتْ
بِشُمُوخِ الذُّبابْ
وإنْ جَرَّدَتْ نَفْسَها
مِن جَميعِ الثِّيابْ
وأَلْقَتْ بُصاقًا على صَدْرِها
وتَحْسَبُها شَوَّهَتْ
لَوَّثَتْ
في السَّماءِ القِبابْ
فحاشا وحاشا لها أنْ تَدوم
لأنَّ الضُّحَى
ولأنَّ الضِّياء
يُبَدِّدُ كلَّ ظلامِ الغُيوم
ويَهْتِكُ ما تَنْسِجُ العَنْكَبُوت
ويُشْعِلُ أَضْواءَهُ في البُيوت
وقد يُشْرِقُ الحُبُّ كالعافيةْ
وكالرّوحِ في لحظة صافيةْ
يُحاكِمُ أَشعارَكَ الأَعْجَمون
بِفَلْسَفةِ الرُّومِ الأَرطبون
لأنَّكَ لا تَعْشَقُ المُوبِقات
لأنَّكَ تَعْشَقُ فَجْرَ الجَمال
وتَأْبى لِجَبْهَتِكَ الانْحِناء
على دَنساتِ الرِّمالْ
لأنّكَ حادي النَّدَى
والمَدى والهُدى
والنِّسا والرِّجال
وتَرْسُمُ في لَوْحةِ المَجْدِ لِلمَجْدِ
أرقى مِثالْ
وها أنتَ.. مَنْ أنتَ يا شاعرًا
كَمِرْوَدِ جَفْنٍ
وتَغريدِ لَحْنٍ
وصَيحةِ رَعْدٍ
تَهُزُّ الجِبال
تُصَلِّي وتَشْمَخُ مثلَ الجِبال
على كلِّ حال
وللشِّعرِ أبعادُهُ المُتْقَنَةْ
بِرَغْمِ جِراحاتِه البَيِّنَةْ
وآياتِهِ المُحْكَماتِ الّتي
أراها بسيف الغبا مُثْخَنَةْ