التكنولوجيا اليابانية كانت دائما في الصدارة، منتجات الشركات العملاقة مثل سوني وشارب وغيرها كانت الأكثر جودة وشهرة وأكتساحا في الأسواق العالمية.
واحد ممن كان لهم أكبر الفضل في تصدر اليابان لسوق التكنولوجيا لسنوات هو ماسارو أيبوكا. ولد إيبوكا يوم 11 أبريل عام 1908 في مدينة نيكو، بمحافظة توتشيجي. درس في كلية العلوم والهندسة في جامعة واسيدا وبعد تخرجه انضم لشركة كان نشاطها الرئيسي تسجيل ومعالجة أفلام الصور المتحركة.
بعد أنتهاء الحرب العالمية التانية عام 1945 أفتتح إيبوكا ورشة صغيرة لتصليح أجهزة الراديو في مبنى من المباني التي تعرضت للقصف في الحرب. بعد ذلك بعام، وبالتحديد في مايو عام 1946 ، أسس إيبوكا مع صديقه أكيو موريتا شركة طوكيو لهندسة الاتصالات. ونجحت الشركة في تصنيع أول جهاز راديو ياباني محلي بالكامل ويعتمد على تقنية الصمامات المفرغة والتي تستخدم لتضخيم الإشارات والترددات ومعالجتها.
في أواخر الأربعينات تم تغيير اسم الشركة وأختاروا اسما جديدا هو “سوني”. من خلال الجمع بين الابتكارات التقنية لإيبوكا والذكاء التسويقي المتوهج لـ موريتا، استطاعت شركة سوني في وقت قليل أن تسيطرعلى صناعة الإلكترونيات في اليابان.
استطاع إيبوكا في عام 1955 أن يبتكر راديو ترانزيستور أصغر في الحجم من الترانزيستور الذي أنتجته قبله شركتين في الولايات المتحدة، وبسبب صغر الحجم هذا، نجح نجاح تجاري عالمي واستمر يحقق مبيعات كبيرة حتى أوائل الستينات.
وفي مايو عام 1956اطلقت سوني جهاز راديو ترانزيستور أسمته TR-6، تصميم الجهاز كان مبتكرا للغاية ونحيف وجودة صوته عالية جدا. ومن أجل حملة الترويج للجهاز، طلبت سوني من شركة إعلانات تصمم شخصية كارتونية جديدة للشركة اسمها “آتشان”. والتي تحولت فيما بعد ل “سوني بوي” ولا زالت هذه الشخصية تتمتع بجاذبية كبيرة على الشاشة حتى اليوم.
واستمرت سوني بعد ذلك في تقديم ابتكارات كثيرة في مجال الصوتيات والمرئيات. كانت منتجاتها تتميز بأنها عالية الجودة والدقة والإتقان. سوني لم تهتم قط بتخفض تكاليف الانتاج أوأسعار بيع المنتجات، لكن أهتمامها الأكبر كان برفع جودة المنتج.
أشتهر إيبوكا بأنه المهندس الذي قاد شركة سوني لابتكار منتجات جديدة وفريدة من نوعها تكسر القاعدة التي طالما اتبعتها الشركات اليابانية وهي الاعتماد على نسخ التكنولوجيا والأفكار من الغرب. ولذا نستطيع أن نقول أن لم ينجح فقط في تأسيس شركة من أهم الشركات اليابانية “سوني”، ولكنه غير وجه الصناعة اليابانية بالكامل.
تميزت سوني بتطوير تقنيات خاصة بها وحدها ومختلفة عن التقنيات السائدة بين المنافسين. ففي السبعينيات مثلا، طورت سوني تقنية شرائط الفيديو فئة بيتاماكس في الوقت الذي كانت التقنية السائدة هي VHS التي طورتها شركة JVC اليابانية مخترعة اجهزة الفيديو. ولأن شرائط بيتاماكس حجمها صغير، استطاعت سوني أن تحقق بها نجاحا تجاريا كبيرا وخاصة في مجال كاميرات التصوير بالفيديو. وكان هذا دليل على ان المستهلكين دائما على استعداد أن يقبلوا التكنولوجيا الجديدة اذا كانت مبتكرة وعالية الجودة وذات قيمة مضافة حتى لو تطلب ذلك أن يغيروا أجهزتهم القديمة.
قدمت سوني أيضا أول تلفزيون ترانزستور في العالم عام 1960 وفي عام 1967 ، أدار إيبوكا بنفسه فريق مشروع البحث والتطوير المسؤول عن تطوير نظام التليفزيون الملون ترينيترون.
كان ماسارو أيبوكا مهتما بشكل خاص بمجال تعليم الأطفال، حتى كانت الشركة تحقق ربحا قليلا، خصص جزء من الربح لصندوق سوني للتعليم لتعزيز تعليم العلوم بين طلاب المدارس الابتدائية والإعدادية.
توفى ايبوكا في عام 1997 بسبب فشل في وظائف القلب بعد أن عاش حياة ناجحة ومثمرة حقق فيها كل أحلامه.
المصدر: scientificamerican