مؤلف ومخرج وناشط سياسي أمريكي مايكل مور حائز على جائزة الأوسكار عرف بصراحته وجرأته ورؤيته الناقدة للعديد من القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية كالعولمة، وحرب العراق، وسيطرة الشركات العملاقة، وجماعات العنف المسلحة.
نشأة مايكل مور:
ولد المخرج الأمريكي مايكل مور في فلينت بولاية ميتشيجان الأمريكية ونشأ في مدينة ديفيسون وبحكم سكنه في فلينت فقد كان قريبا من مصانع جنرال موتورز حيث كانت تعمل أمه سكرتيرة هناك كما كان كل من والده و جده يعملان هناك أيضا كعمال سيارات، وكان عمه من أحد المؤسسين للاتحاد العمالي المشهور “عمال السيارات المتحدون” و شارك في إضراب فلينت العمالي المشهور.
اعمال مايكل مور:
من أهم اعمال مايكل مور التي أبدعها مور “أنا و روجر” وهو أول أفلامه والذي يستعرض فيه التأثير الاقتصادي السلبي الذي خلًفه قرار روجر سميث، المدير التنفيذي ورئيس شركة جنرال موتورز بإغلاق عدة مصانع للسيارات في مدينة فلينت بولاية ميتشيجان مما نجم عنه تسريح أكثر من 40 ألف عامل وإحداث خراب اقتصادي كبير في المدينة.
و”بيكون الكندية” الذي يعتبر الفيلم الخيالي الوحيد الذي أخرجه مايكل والذي لا يحتوي على أية مواد وثائقية، وتدور أحداثه حول رئيس متخيل للولايات المتحدة (لعب دوره ألن ألدا) يفتعل حرب وهمية مع كندا من أجل أن يعزز شعبيته المتدهورة، والفيلم يستعرض الكثير من الأفكار النمطية للأمريكيين والكنديين على حد السواء ، ويعد آخر الأفلام التي ظهر فيها الممثل الكندي المولد جون كاندي كما ظهرت بالفيلم العديد من الشخصيات التي جسدها ممثلون كنديون أيضا، ويشير الفيلم إلى العديد من الأعداء المحتملين الذين سوف تتبناهم الحملة الأمريكية الكبرى القادمة والذين نوقشوا في حديث الرئيس مع وزرائه.
وفيلم ” الأكبر” الذي يوثق فيه مور للجولة التي قام بها في الولايات المتحدة للترويج لكتابه “Downsize This” أو “أغلق هذا” ويقدم رؤيته الناقدة الممزوجة بالسخرية من سيطرة الشركات العملاقة والتسريح الجماعي للموظفين رغم معدلات الأرباح القياسية التي تحققها هذه الشركات ويتمكن مايكل في هذا الفيلم من الوصول لمكتب فيل نايت رئيس شركة نايك للأحذية ويدخل معه في نقاش جريء حول اعتماد الشركة على العمالة الإندونيسية بشكل أساسي لتصنيع الأحذية رغم استعداد آلاف المواطنين في أمريكا لفعل أي شيء من أجل الحصول على فرصة عمل لدى الشركة .
كما اخرج فيلم “بولينج لكولومباين” ويلقي فيه مور الضوء في هذا الفيلم على مذبحة مدرسة كولمباين الثانوية التي وقعت في عام 1999م عندما قام كل من اريك هاريس وديلان كليبولد بفتح النار عشوائيا على أحد الفصول مما تسبب في قتل 12 طالب و مدرس ثم قام الاثنان بالانتحار بعد ذلك في واقعة توصف بأنها من أكثر حوادث المدارس دموية في تاريخ الولايات المتحدة بعد كارثة مدرسة باث بميتشيجان عام 1927م، وينطلق مايكل من هذه الحادثة كنقطة للبحث في مسببات جرائم من ذلك النوع ويتعمق في التنقيب عن ظاهرة انتشار الأسلحة في الولايات المتحدة ويكشف الستار عن الأبعاد غير المنظورة لهذه الظاهرة.
واستوحى مور اسم الفيلم من تفاصيل هذا اليوم حيث ذهب كل من اريك هاريس وديلان كليبولد، المسئولان عن هذا الحادثة للعب “البولينج” في الساعة السادسة من صباح هذا اليوم قبل أن يشرعا في ارتكاب هذه الحادثة في الساعة 11.18 صباحا وفاز الفيلم بجائزة سيزر الفرنسية لأفضل فيلم أجنبي، كما فاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي عام 2002م، ويعتبر فيلم “فهرنهايت ١١/٩” من أشهر الأفلام الوثائقية على الإطلاق وهو ينتقد سياسة الرئيس الأمريكي جورج بوش في التعامل مع أحداث الحادي عشر من سبتمبر.