ما الذى غير أمة الإسلام بعد أن كانت خير أمة أخرجت للناس، هل تغير فيهم انكبابهم على الدنيا وانغماسهم فيها، أم هل نسوا ذكر الله فأنساهم ذكر أنفسهم؟
كيف صار الأمر هكذا بأمة محمد؟ بعد أن كانوا علماء وفقهاء ومكتشفين وفاتحين بهروا العالم كله بإنجازاتهم، تحولوا إلى مجرد أناس عاديين همهم الأكبر الانقضاض على الدنيا واغتراف لذاتها فلم نعد نسمع عن اكتشاف أو انجاز أو حتى اختراع لعربى مسلم، وإن حصل فلا بد أن يكون هذا المكتشف أو المخترع حاصلا على جنسية أمريكية أو كندية.
حتى لو وجد هناك من اخترع شيئا يفيد به أمة من الأمم الإسلامية لوقف فى وجهه المتآمرين كى يضعوا فى طريقه كل العراقيل الممكنة كى يفشلوا مشروعه أو اختراعه .
عندما انظر حولى الآن أرى الوجوه وقد اكتست بمسحة من اليأس والكآبة . أين ذهب حماسنا وتفاؤلنا ؟ بل أين ذهب إيماننا أن الغد أفضل ؟ أصبحت أغانينا مائعة كحال معظم شبابنا .
أصبح أمل شبابنا أن يهاجر ويترك هذه الأرض التى لم تعد تنجب إلا فشلا ويأسا وكآبة .وأصبحنا نقرأ فى صحفنا عن الشباب أمل المستقبل وهم يلقون بأنفسهم فى البحر لا ابتغاء
الشهادة فى سبيل الله والوطن بل ابتغاء الهجرة والابتعادعن
أى وطن عربى مسلم .
كيف وصل بنا الحال إلى مانحن عليه الآن؟
الجواب واضح كل الوضوح . لقد ابتعدنا عن الله فابتعد الله عنا نسينا ذكر الله فأنسانا ذكر أنفسنا، وليس ذكر الله بالصلاة والصيام والذهاب إلى مواسم الحج والعمرة مرات ومرات كما يعتقد معظمنا، بل إن ذكر الله يتضمن كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين المعاملة .أى أن نحسن التعامل كمسلمين فلا يشتم مسلم أخاه ولايحقره ولايسرق ماله.
ذكر الله يعنى أن نعمل ونتقن عملنا لا أن نرى شبابنا تركوا أعمالهم للجلوس على المقاهى دون هدف.
إن الأمل فى صغار الأمة الإسلامية، هم من يمكن أن يكون فيهم الأمل والرجاء، الأمل فى تغيير شعاراتنا من الكلام إلى الأفعال حتى لا ينطبق قول الله عز وجل فينا ( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لاتفعلوا) . ونعود سيرتنا الأولى فى إنجاب العلماء والعظماء كما فعل أجدادنا وعلماؤنا أمثال الرازى والخوارزمى وابن الهيثم الذين لا تزال ابتكاراتهم واكتشافاتهم تدرس حتى الآن فى جامعات أوروبا والعالم حتى الآن .
فلنعد إلى الله وذكر الله حتى نلحق بركب الحضارة.
سورية مقيمة فى مصر .
بقلم/ مجد خلف
عن اليوم السابع