معمل لـ إعادة تصنيع البلاستيك عند تخوم مزارع شبعا… قصة صمود وإصرار
إعادة تدوير البلاستيك

إعادة تصنيع البلاستيك| تشكل مشكلة النفايات البلاستيكية تحديًا عالميًا، ومعها تبرز مشاريع إعادة تدوير البلاستيك كحل بيئي واقتصادي في آن واحد. وفي جنوب لبنان، حيث تتشابك التحديات السياسية والجغرافية، أطلق ياسين ضاهر مشروعًا رائدًا يتمثل في معمل لإعادة تدوير البلاستيك عند تخوم مزارع شبعا، ليكون نموذجًا عن الإصرار على البقاء والتشبث بالأرض، ولتتحول النفايات إلى فرصة إنتاجية وتنموية.
Table of Contents
ما هي إعادة تصنيع البلاستيك ولماذا هي مهمة؟
إعادة تصنيع البلاستيك هي عملية جمع وفرز ومعالجة النفايات البلاستيكية وتحويلها إلى منتجات جديدة قابلة للاستخدام. وتبرز أهميتها في:
-
تقليل التلوث البيئي.
-
خفض الاعتماد على المواد الخام البكر.
-
دعم الاقتصاد المحلي من خلال توفير منتجات بأسعار مناسبة.
-
خلق فرص عمل جديدة ومستدامة.
في حالة مزارع شبعا، فإن هذا المشروع يحمل بعدًا إضافيًا، إذ إنه يتجاوز الفائدة البيئية ليصبح فعلًا من أفعال المقاومة والتنمية في منطقة حدودية حساسة.
إعادة تصنيع البلاستيك | قصة المشروع وبداياته
بدأت الحكاية عندما قرر ياسين ضاهر شراء قطعة أرض صغيرة في مزرعة وادي خنسا، عند الأطراف الغربية لمزارع شبعا. استثمر أكثر من نصف مليون دولار لبناء معمل حديث، مزود بمعدات متطورة لإعادة تدوير البلاستيك وتحويله إلى منتجات صالحة للاستخدام الزراعي والصناعي.
اليوم، يتم تجميع النفايات البلاستيكية من القرى والمزارع، مثل:
-
أكياس النايلون.
-
الصناديق البلاستيكية.
-
نرابيش الري.
-
الأغطية الزراعية.
ثم يعاد تصنيعها داخل المعمل ليتم طرحها من جديد في السوق المحلي.
دور إعادة تدوير البلاستيك في دعم المزارعين
من أبرز فوائد المشروع أنه يخدم المزارعين في السهول المجاورة من خلال:
-
توفير مستلزمات زراعية معاد تدويرها بأسعار أقل.
-
تقليل النفايات المرمية في الأراضي الزراعية.
-
تحسين الدورة الاقتصادية داخل المجتمع المحلي.
وهكذا تصبح إعادة تدوير البلاستيك جزءًا من المنظومة الزراعية في المنطقة، بدلًا من أن تكون عبئًا بيئيًا.
الأثر الاجتماعي والاقتصادي للمشروع
مشروع ياسين ضاهر ليس مجرد معمل صناعي، بل مبادرة تحمل أبعادًا اجتماعية واضحة:
-
خلق فرص عمل محلية للشباب في القرى الجنوبية.
-
تعزيز التنمية الريفية وتشجيع العودة إلى الأرض بدل الهجرة للمدينة.
-
زيادة الوعي البيئي بين السكان من خلال تجربة عملية وملموسة.
-
توفير الثقة والأمل بأن المبادرات الفردية يمكن أن تحقق تغييرًا حقيقيًا.
تحديات وفرص أمام إعادة تدوير البلاستيك
رغم النجاح المبدئي، إلا أن المشروع يواجه عدة تحديات:
-
ضعف الدعم الحكومي للمشاريع الريفية.
-
الحاجة إلى تمويل إضافي لتوسيع خطوط الإنتاج.
-
محدودية الأسواق المحلية في البداية.
لكن بالمقابل، هناك فرص كبيرة، أبرزها:
-
إمكانية التوسع لتغطية مناطق أوسع.
-
جذب الممولين والمستثمرين لدعم التنمية الريفية.
-
تحويل الجنوب إلى مركز نموذجي لمشاريع إعادة تدوير البلاستيك وغيرها من الصناعات الصديقة للبيئة.
رسالة من الجنوب إلى العالم
يقول ضاهر بثقة: “ادعموا هذه المشاريع فلن تخسروا شيئًا. ثقة الناس هنا هي رأس المال الحقيقي.”
إن معمل إعادة تدوير البلاستيك في مزارع شبعا ليس مجرد استثمار بيئي، بل هو مشروع وطني ورسالة مقاومة، تؤكد أن الحياة يمكن أن تزدهر حتى بجوار خطوط التماس.
إعادة تصنيع البلاستيك كخيار استراتيجي للتنمية المستدامة
في عالم يزداد استهلاكًا للمواد البلاستيكية يومًا بعد يوم، تصبح إعادة تدوير البلاستيك ليست مجرد مبادرة بيئية محلية، بل ضرورة استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة. فهي تساهم في تقليل البصمة الكربونية، وتوفر موارد اقتصادية جديدة، وتدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة. إن اعتماد هذا التوجه في المناطق الريفية مثل مزارع شبعا يمنح نموذجًا عمليًا يمكن تكراره في أماكن أخرى، ليصبح أداة لتوازن بيئي واقتصادي واجتماعي في آن واحد.
مستقبل إعادة تدوير البلاستيك في لبنان
إذا ما حظي المشروع بالدعم الكافي، فإنه يمكن أن يكون الشرارة الأولى لإنشاء شبكة مصانع:
-
مصانع لإعادة تدوير البلاستيك.
-
مصانع لمعالجة المعادن والزجاج.
-
مشاريع تكاملية تعزز الاكتفاء الذاتي في الجنوب.
وبهذا يصبح لبنان قادرًا على الجمع بين التنمية الريفية والوعي البيئي، ضمن رؤية اقتصادية صلبة.
خاتمة
إن تجربة معمل ياسين ضاهر في مزارع شبعا تعكس كيف يمكن لمبادرة فردية أن تتحول إلى قصة نجاح في إعادة تدوير البلاستيك. هذا المشروع يجمع بين حماية البيئة ودعم الاقتصاد المحلي وتعزيز الانتماء للأرض.
إعادة تدوير البلاستيك ليست مجرد عملية صناعية، بل خيار استراتيجي لمستقبل أفضل، خصوصًا في المناطق الريفية التي تحتاج إلى التنمية والفرص. ومثل هذه المشاريع الصغيرة قادرة على أن تشكل بداية لتغيير كبير ينعكس على المجتمع ككل.