“منظار” أحمد نبيل يحصد المركز الثاني في “نجوم العلوم”
في تكاتف غير مسبوق إن كان من الأفراد أو بعض الشركات، حصد مخترع الكويت د. أحمد نبيل في برنامج نجوم العلوم الشهير، الذي شارك في موسمه التاسع هذا العام باختراعه العلمي لتطوير منظار يستخدم في العمليات الطبية.
وتنافس 4 من كبار المبتكرين في العالم العربي على الفوز بجائزة الموسم التاسع من برنامج “نجوم العلوم”، الذي أطلقته مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع القطرية، في عرض نهائي يُصور في سلطنة عمان السبت 25 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وتأهل إلى الدور النهائي أحمد نبيل من الكويت، وفؤاد مقصود من لبنان، ومشعل الشهراني من السعودية، ومحمد الجفيري من قطر، لكل مرشح فكرته الخاصة التي تطوَّرت في مختبرات البرنامج بالدوحة بمساعدة علماء وباحثين، فأصبحت ابتكارًا مكّنهم من الوصول إلى النهاية والتباري على المركز الأول.
أحمد نبيل.. جهاز منظار ينظف نفسه داخل العمليات
اختير الشاب الكويتي أحمد نبيل من بين الطلاب المتفوقين في الثانوي للمشاركة في أولمبياد للبرمجة، وتمكن من تلقي دورة في البرمجة.
,طوّر الشاب الكويتي الذي لم يتجاوز سنه الـ18 حينها، تطبيقًا لبيع الهواتف النقالة، نجاح مشروعه جعل فرع شركة “نوكيا” بالكويت يتواصل معه لشراء التطبيق، قبل أن تفاجأوا بسنه، هذه التجربة ساعدت الشاب في التسويق لابتكاره.
أكمل نبيل دراسته بمصر، ومارس الطب كطبيب متدرب، تخصّص جراحة العيون، يقول الشاب الكويتي إن الطبيب يُجبر خلال الجراحة على إيقاف العملية لتنظيف الأدوات الجراحية يدويًا، مما يطيل وقت العملية، لاسيما إن كانت الجراحة تتطلب استخدام المناظير المختلفة، حيث كان الجراح يضطر إلى استخراج المنظار من جسم المريض خلال العملية لتنظيف عدسته يدويًا وإعادته مرة أخرى لاستكمال العملية.
أحمد نبيل فكَّر في ابتكار تنظيف عدسة المنظار بطريق آلية دون الحاجة لإخراجها من جسم المريض، بهدف توفير الوقت وتقليل توتر الجراحين، ورفع مستويات السلامة أثناء العملية، والتقليل من خطر العدوى. قبل الإعلان عن نتائج البرنامج تواصلت مؤسسات من بريطانيا مع أحمد نبيل، ومن المنتظر أن يشارك بنفس الاختراع في برنامج بأميركا.
حياة مزدوجة
هكذا هو أحمد! ينقذ حياة الناس في النهار، وينشط على وسائل التواصل الاجتماعي في الليل، يعيش الطبيب الكويتي حياة مزدوجة مثيرة للاهتمام. ويمكن القول بأن لديه شخصية مزدوجة، مثل سوبرمان.
ولكن على عكس سوبرمان، فإن أحمد لا يخفي هويته الأخرى. ويقول: “إن الجمع بين دراساتي والإقامة بدوام جزئي في فضاء المدونات الإلكترونية يسمح لي باكتساب المعرفة من أفضل ما في هذين العالمين”. وفيما يتواصل مع 50,000 شخص على وسائل التواصل الاجتماعي، نال أحمد درجة البكالوريوس في الطب والجراحة من العاصمة المصرية، القاهرة. ومن ثم انضم إلى برنامج الإقامة في كلية الجراحين الملكية بإيرلندا. ولا ننسى أن نذكر بأنه تعلّم البرمجة والتشفير لوحده.
كان أحمد الأول على صفه ضمن برنامج التقوية المرموق في مدرسته الثانوية، والذي يديره مركز جونز هوبكنز للشباب الموهوبين. وبعد الحصول على تدريبه الأكاديمي الرسمي في سن 29، كان أحمد قد حصل بالفعل على أربع براءات اختراع مختلفة، وهي أفكار يأمل بأن تذهل الكويت والعالم. يسمي نفسه المفكر، فيما يطلق عليه الكثير من متابعيه على منصات التواصل الاجتماعي لقب “العبقري”، إنه متأهب للعمل دائمًا. ولتجنيب عقله الإنهاك، يقوم بقيادة سيارته لمسافات طويلة بشكل منتظم على الطريق السريع. فالقيادة على وقع أغاني أفلامه المفضلة تبعث في نفسه الراحة. فحتى “سوبرمان” يحتاج إلى استراحة!
ويساور أخصائي الأشعة التداخلية المتميز الشعور الرائع نفسه في كل مرة تلمع في ذهنه فكرة جديدة. وتطبيقه “وين دربي” والذي يعرف أيضًا باسم “Where Am I Going“، هو خير مثال على ذلك، ولا تزال الذكريات الجميلة المرتبطة بتطوير هذا التطبيق حاضرة في ذهن أحمد. يعمل التطبيق على توسيع خاصيات الملاحة في تطبيق “خرائط غوغل” من خلال توفير معلومات عن الحركة المرورية للمستخدمين. ومع أكثر من 200 ألف مستخدم في الكويت وحدها، حقق التطبيق نجاحًا كبيرًا بين المواطنين. وبعد وقت قصير، قدم تطبيق خرائط غوغل الخاصية نفسها. ولأن ريادة الأعمال متأصلة في كل جزء منه، لم يغرق أحمد في أحزانه، ولكنه قلل خسائره قدر الإمكان وانتقل إلى مشروعه التالي.
وقال أحمد: “أنا ألعب لأكسب، وليس لدي أية نية في الخروج من الموسم التاسع من البرنامج في مرحلة مبكرة”.