12 اختراع.. هو عدد ما قدمه المخترع السوري سعد الله شماع (56 عاما).. كلِِ منهم مليء بتفصيلات معقدة سواء كد وتعب.. أو سهر ودراسة.. ولكن محصلتها في النهاية هي الفائدة لجميع أفراد المجتمع.
من اختراعات شماع خريج كلية الاقتصاد جامعة حلب كرسيا يتيح للسيدات الولادة بسرعة وبدون ألم، وجهاز حابس للحرارة، وآخر لإزالة التلوث بالدخان من أجواء المدن.. قد يحتاج كل ابتكار منهم صفحات لشرحه.. ولكننا سنستعيض بذلك بإشارتنا لهذه الاختراعات في نهاية الموضوع مع نبذة عن اختراعه نظارات لرفع قدرة متسابقي الدراجات على الرؤية بنسبة لا تقل عن 10%، وتستخدم على وجه الخصوص في السباقات الطويلة.
يقول شماع: “نظرا للمنافسة الشديدة للحصول على الأرقام القياسية في هذا النوع من السباقات، يعتني المتسابقون والمصممون بأمر بالغ الأهمية هنا ألا وهو مقاومة الهواء الذي يحتك بجسم المتسابق أثناء قيادة الدراجة في السباق، وقد تم تصميم جسم الدراجة مع جسم المتسابق بشكل انسيابي يقلل كثيرا من البروزات والانحناءات التي تضرب الهواء خلال الانطلاق ، ومن لوازم هذا التصميم أن يلبس المتسابق خوذة ذات رأس مدبب لكي تشق الهواء، كما أن على المتسابق أن يبقي رأسه منحنيا وجهه مواجها للأرض ما أمكن أثناء السباق وقمة رأسه للأمام لكي تعمل الخوذة عملها في شق الهواء، ولكن على المتسابق أن يرفع رأسه بين الحين والآخر لكي يستطيع رؤية الطريق ومعاينة ما حوله من المتسابقين واتخاذ القرارات المناسبة حول السرعة والمنافسة”.
ويضيف: “إن حركة رفع المتسابق لرأسه كل عدة ثواني لرؤية الطريق هنا عملية مرهقة عضليا له كما وأن هذه الحركة تضرب التصميم الانسيابي للجسم المنطلق في الهواء وتعمل على زيادة الاحتكاك بالهواء والحد من السرعة التي أضاع المتسابق قسما من طاقته في اكتسابها ، وبما أن هذه الحركة (حركة رفع الرأس) تتم آلاف المرات خلال فترة السباق الطويلة يمكننا أن نستنتج كم يضيع المتسابق من الطاقة وعزم السرعة من جراء هذه الحركة فضلا عن أنها عملية مرهقه فقط لكي يستطيع المتسابق رؤية الطريق أمامه”.
الوظيفة الأساسية لنظارات المتسابقين الجديدة هنا في هذا الابتكار هي التوقف عن حركة رفع الرأس وإبقاء وجه المتسابق مواجها لأرض الطريق الذي يسير عليه كما تتطلب الوضعية الطبيعة المريحة لجسم الإنسان والوضعية المطلوبة لمقاومة الاحتكاك بالهواء، إن وضعية الرأس للأسفل (التي وضحها المخترع آنفا) تدعم قدرة المتسابق التنافسية، وأيضا وكما يتطلبه تصميم الحد من الاحتكاك مع الهواء مع استطاعه المتسابق رؤية الطريق أمامه بشكل آمن مما يرفع قدرته التنافسية لا أقل من 10%.
ويوضح ذلك شماع بقوله: “كما نلاحظ في سباقات الدراجات للمسافات الطويلة يلبس كل المتسابقين في سباقات الدراجات نظارات إما نظارات شمسية أو نظارات للوقاية من الهواء والغبار وغيرة أو حتى نظارات طبية، إن الفكرة الأساسية في ابتكارنا الجديد هي في إضافة مرآة عاكسة تثبت على عدسة النظارة التي يلبسها المتسابق، مهمة هذه العدسة عكس شعاع النظر (خط الرؤية) للنظر للأمام في الحالة حينما يكون رأس المتسابق منحنيا للأسفل لمقاومة الاحتكاك بالهواء”.
ويضيف المخترع: “إن الرؤية بهذه الطريقة بالنظارات الجديدة والرأس مائلا للأسفل سوف تكون مقلوبة أي أن المتسابق سوف يرى المنظر أمامه مقلوبا ولكن بالتدريب على الاستعمال لبعض الوقت فإنه سوف يعتاد على الأمر وسوف يكون طبيعيا بالنسبة له كما تمكنه النظارة الرؤية بشكل طبيعي في حال رفع رأسه للأعلى من خلال العدسة ( باللون الأزرق ) أي أن النظارة الجديدة تمكن المتسابق الرؤية أمامه في كلتا حالتي وضعية الرأس الوضعية العمودية والمائلة للأسفل، ومن المهم أن تكون المرآة العاكسة محدبة للخارج لكي يستطيع المتسابق رؤية ما حوله أيضا”.
ابتكارات المخترع السوري سعد الله شماع تمثلت في اختراعه جهازا جديدا أطلق عليه اسم “حابس الحرارة 50، وهو جهاز ذو فكرة بسيطة لكنها فعالة جدا في حفظ حرارة داخل المنازل والشقق السكنية والمكاتب التي توقد فيها المدافي والحراقات، حيث يستطيع هذا الجهاز توفير استهلاك المحروقات بنسبة 50% سنويا تقريبا –حسب المخترع- ويحفظ المنزل من تسرب الحرارة إلى الخارج شتاءا ويحفظه من تسرب الحرارة لداخلة صيفا.
أما كرسي الولادة الذي ابتكره شماع فيقول عنه: “عانت ولا تزال أمهاتنا وزوجاتنا وأخواتنا تعانين من الألم في عملية الولادة التي تجري في أيامنا هذه في المستشفيات والعيادات، وكرسي الولادة السريعة المبتكر يلبي احتياجات عملية ولادة ناجحة وسريعة وبالتأكيد سيكون هذا الابتكار ثورة في هذا المجال على المستوى العالمي خصوصا أنه لا ينتج عنه أي ألم”.
بيئتنا من أساسيات وجودنا واستمرارنا في الحياة على سطح كوكبنا الذي ليس لنا غيرة يجمعنا معا ندب فوقه نؤذيه ونؤذيه ولكنه يستمر في رعايتنا، وقد وصلنا إلى اليوم الذي لم يعد باستطاعته أن يرد على أذيتنا برعايته فوجب علينا التخفيف من أذيته، لقد وصلت أذيتنا لكوكبنا بتلويثه بمختلف أنواع الملوثات إلى حد بعيد ومن أنواع هذا التلوث تلويث جو المدن التي نعيش بها (بالدخان) المنبعث من آلاف بل من ملايين المصادر في المدينة الواحدة، ووصلنا إلى اليوم الذي سوف نختنق فيه في يوم صيفي حار ساكن الهواء إن لم نستعمل الكمامات ، ونري ذلك بأم أعيننا على شاشات التلفاز الفضائية في الكثير من مدن العالم مترافقا مع ارتفاع درجات الحرارة عالميا (أثينا – دجاكارتا – روما – لشبونة).
ومن أجل البيئة قدم شماع جهازا يقلل من مستويات تلوث البيئة بالكربون، ولم يريد المخترع إبداء تفصيلات عن اختراعه لأنه طور التطوير.
قدم شماع أيضا ابتكارا جديدا لإطفاء حرائق الغابات، وهو عبارة عن آلية ثقيلة جدا تستطيع الوصول لأي مكان في الغابة مزودة بتجهيزات خاصة لاستعمال مواد خاصة مختلطة مع بعض الماء لتشكل مزيجا قاتلا للهب بشكل فعال.
اختراعات شماع الأخرى في مجالات مختلفة وذات فائدة عظيمة ومنها نظام جديد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، جهاز لتقليل آلام الروماتيزم، وجهاز آخر لتسريع الشفاء من الكريب والرشح والنزلات الصدرية، دواء لمعالجة الرشح التحسسي بطريقة طبيعية حساسية، كما ابتكر تصميما لجراج متنقل، وابتكار أخير لحفظ القمصان والملابس من روائح العرق البلاد الحارة.