25 سنة .. هي التي قضتها نهلة الفقي خارج مصر بعد أن أنهت دراستها في كلية التجارة وحصلت علي ماجستير الاقتصاد الدولي لتعود بعدها إلي مصر بداخلها حنين شديد لوطنها الذي غابت عنه طويلا.
ولأنها تكره الكسل وتعشق الأعمال الفنية لاسيما المرتبطة بالبيئة البحرية وجدت متعتها في ابتكار أعمال من الصدف والودع لم تكتف نهلة الفقي بما تمتلكه من موهبة فطرية بل سعت إلي تنمية مواهبها بالحصول علي العديد من الدورات التدريبية في هذا الفن من اليابان منذ حوالي عام ونصف لتبدأ بعدها نشاطها الفني.
وقد شاركت بأعمالها في العديد من المعارض الفنية علي المستويين المحلي والدولي فهي تعتز بالفن الذي تقدمه وتعتبر كل قطعة تنتجها تحفة فنية تستوجب منها قدراً كبيراً من العناية والإتقان بأدق تفاصيلها.
من خلال مشاركاتها في المعارض الدولية لمست الاهتمام العالم بفن البحريات مشيرة إلي أن له سوقا وبورصة عالمية شبيهة ببورصة الأموال، حيث يقدر ثمنه بأسعار مرتفعة لا تقل عن 40 دولاراً وقد تصل إلي 300 دولار للقطعة الواحدة، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة روز اليوسف المصرية.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن علي حد وصفها بعد أن أصدرت وزارة البيئة قراراً بحظر استخدام الشعب المرجانية وأنواع أخري من الثروات البحرية واعتبارها محميات طبيعية وهو الأمر الذي احترمته نهلة الفقي والتزمت به ولكن المشكلة ليست في القرار بقدر ما هي تتركز فيمن يطبق هذا القرار، حيث تعاني من تعنت مسئولي البيئة مع أصحاب الجاليري والمحلات التي تورد لها أعمالها لتبعيها، فزادت نسبة المرتجع لديها بعد أن أصبح أصحاب المحلات يرفضون عرض أعمالها.
أما المفارقة المحزنة فهي السماح للتجار باستيراد أعمال بحرية مصنعة في الصين يدخل في تكوينها كل الخامات المحظور استخدامها فأصبح الزبون المصري والأجنبي يقبل علي شرائها، كما أقبل التجار علي عرضها لتجنب غرامات موظفي البيئة وتهديدهم بالإغلاق رغم التزامها بالقرار، وما أثار غضبها هو عرض بعض التجار عليها إضافة كلمة صنع في الصين لأعمالها حتي تتمكن من بيعها وهو ما رفضته بشدة.
وتتساءل نهلة إلي متي سيستمر هذا التعنت الذي قد ينهي مشروعها التجاري الصغير. وهو ما يتنافي مع الاتجاه العالمي نحو زيادة المشروعات الصغيرة فهي سبيلنا الوحيد للقضاء علي البطالة ومواجهة الأزمة المالية الحالية.
علياء أبوشهبة