ابتكرت سيدة نمساوية تدعى “إلينا مويلير” حلقات دراسية حول “يوجا الضحك”، للمساعدة على التكييف مع الأزمة المالية العالمية، كما وضعت كتابا حول طريقة أداء تمريناتها، مؤكدة أن يوجا الضحك طريقة رائعة لخلق حالة نفسية مبهجة للتعامل مع التحديات التي يواجهها الإنسان في حياته اليومية.
وأوضحت “مويلير” أن الوسيلة المثلى للقيام بذلك هي استثارة زوايا الفم للابتهاج، حتى لو كانت الأمور في أسوأ حالاتها، وإلى جانب القهقهة والابتسام، أوصت بإشراك الجسد كله في تمارين لتحفيز “خلايا الضحك ” لتجنب الشعور بالإحراج أثناء التدريب بالأماكن العامة.
جاء ذلك فيما أكد باحثون أميركيون في دراسة لهم أن جرعة يومية من الضحك قد تكون مفيدة للقلب، لأن الضحك مثل التمارين البدنية يجعل الأوعية الدموية تعمل بشكل أكثر كفاءة، موضحين أن ثلاثين دقيقة تمارين رياضية بمعدل ثلاث مرات أسبوعيا و15 دقيقة ضحك يوميا ربما يفيدان جهاز الأوعية الدموية.
تعتبر اليوجا من أفضل الوسائل للهدوء النفسي والتخلص من التوتر، كما أنها فعالة في مساعدة المرضى على تحمل متاعب الأمراض، مثل الربو وآلام الظهر، بل والسرطان، وتكشف الدراسات العلمية من وقت لآخر كفاءة وفعالية تمارين اليوجا والعلاج بها سواء للأمراض النفسية أو الجسدية وذلك بدون اللجوء للجراحات أو تعاطي الأدوية والمهدئات.
تعود فكرة “يوجا الضحك” إلى عام 1995، عندما أنشأ الدكتور “مادان كاتاريا” في مدينة مومباي الهندية أول نادي ليوجا الضحك لتحسين الصحة، وانضم دكتور “كاتاريا” إلى 24 عضواً بنوادي يوجا الضحك في تايوان في لقاء عقد بإحدى الحدائق العامة في تايوان لممارسة الضحك الجماعي والمشاركة في استنباط طرق جديدة لاستخراج الضحك من أعماق النفس وبالتنفس العميق، وهو علاج مجاني وذلك حسبما يقول الطبيب الهندي.
ومنذ أن قرر الطبيب الهندي “كاتاريا” اللجوء إلى الضحك لتحسين الصحة وإطلاق أول نادي ليوجا الضحك بدأت حركة “يوجا الضحك” تنتشر في جميع أنحاء العالم، ويوجد في الصين بالفعل ما بين سبعة إلى ثمانية أندية ليوجا الضحك أسسها “تشانج لي” وهو مدير سابق بإحدى الشركات في إقليم شيتشين بجنوب الصين، كان “تشانج” قد أصيب باكتئاب عندما خسرت شركته أموالا ومن ثم اتصل “بتشين تا- تشينج” عام 2006 ليسأل عن اليوجا، وبعد أن عالج اكتئابه بيوجا الضحك أغلق “تشانج” شركته، وهو الآن يدير شركة للعلاج بالضحك.
تعود “اليوجا” إلى الحضارة الهندية القديمة منذ أكثر من 5 آلاف سنة، وهي تهدف إلى التحرر الروحي من خلال تحرير النفس من ارتباطها بالماد، والناحية العملية لليوجا تتمثل في التمارين البدنية وتمارين التحكم بالتنفس وممارسات أخرى مثل الفنون الجميلة والفنون القتالية.
وتعني كلمة “يوجا” في اللغة السنسكريتية (لغة آسيا القديمة) الاتحاد بين الجسم والعقل، فلا تفرق بين جسم الإنسان وعقله بل تجعلهما وِحدة واحدة، وتعتمد فلسفة اليوجا على العلاج الكلي المتكامل، حيث إن تمارين الجسم هي واحدة فقط من جوانب اليوجا، وتهتم جوانب اليوجا كلها بتدفق الطاقة في الجسم من خلال أساليب التحكم في التنفس والعقل، كما تساعد تمارين اليوجا على التخلص من الإحساس بالتوتر والتخلص من آثاره المزعجة ومضاعفاته العديدة.
وينصح خبراء الصحة العامة بممارسة تمارين اليوجا والتي تعتمد أساساً على التأمل والجلوس بوضعية ثابتة لوقت لا يقل عن نصف ساعة مع تثبيت النظر باتجاه واحد وخلال هذا الوقت يشعر المرء بأن الكثير من الشحنات قد تم تفريغها للخارج بدلا من أن تظل كامنة في الجسم محدثة العديد من الاضطرابات، وبالإضافة إلى ذلك يشعر المرء بأن جميع أعضاء جسمه قد نالت كفايتها من الاسترخاء الضروري لإعادة الحيوية للجسم الذي أنهكه التوتر والشعور بالوهن العام.
ولليوجا العديد من الأنواع التي تناسب جميع الأشخاص بمختلف ميولهم، والمهم أن يطور الإنسان مهاراته في رياضة اليوجا بما يلاءم قدراته الجسمية، ومن أنواعها اليوجا المعروفة:
أشانتاجا: وهي نوع سريع ويحتاج إلى قوة بدنية، ويقترب من تمارين الرياضة الإيقاعية التي تصاحبها الموسيقى عادة، وهي تناسب الأشخاص الذين يتمتعون باللياقة البدنية والذين يريدون صقل عضلاتهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم .
إينجر: نوع أقل سرعة من السابق، ويركز عل التناغم الحركي للجسم وتنفيذ الحركات بدقة، ويفيد هذا النوع في تحسين أسلوب التنفس وقوة الاحتمال وزيادة طاقة الرئتين وتقوية القلب.
درو: هي نوع هادئ ويركز على الحالة النفسية وتمارين التأمل والتخيل والنظرة الايجابية للحياة، وهو مفيد خاصة لسلامة العضلات والمفاصل، ويساعد في تحقيق التناغم الداخلي لأعضاء الجسم، وإبعاد المشاعر السلبية.
راجا : هذه الكلمة تعني الحاكم، وهي أسلوب قديم جداً، ويركز على التأمل وتعتمد حركاته وأوضاعه على تتابع حركي دقيق، كما تتضمن بعض الأساليب العلاجية.
وينصح الخبراء بأن يتبع ممارس اليوجا بعض التعليمات الخاصة التي تزيد من فعالية التمرينات، وهي الاهتمام بالأشعة فوق البنفسجية من أشعة الشمس، والأكسجين، والطعام الطبيعي النقي، والسوائل النقية مثل الماء وعصير الفواكه والمشروبات الطبيعية كالأعشاب.
يوجد العديد من الأوضاع لتمارين “اليوجا” والتي تهدف إلى تمرين جميع عضلات الجسم، ومن أهم هذه الأوضاع نذكر الآتي :
وضع المثلث
– الوقوف في وضع استقامة بحيث تكون هناك مسافة بين القدمين نحو 4 قدم، على أن تكون القدم اليسري بزاوية 15 درجة والقدم اليمنى بزاوية 90 درجة.
– إطالة الذراعين للخارج ناحية الجانبين.
– إخراج زفير عميق، إمالة الجانب الأيمن من الجسم فوق الساق اليمنى بحيث يلامس الذراع الأيمن الساق اليمنى.
– مد الساق اليسري ناحية السقف مع البقاء على هذا الوضع لمدة 45 ثانية.
– أخذ نفس عميق عند العودة لوضع البداية.
– تكرار نفس التمرين مع الجانب الأيسر.
وضع الكوبرا
– الاستلقاء على الأرض فى وضع استقامة (الوجه فى مواجهة الأرض).
– تثبيت كفى اليدين على الأرض بالقرب من ضلوع الصدر السفلية.
– إخراج زفير عميق مع الضغط بكلا اليدين على الأرض.
– رفع الصدر والرأس لأعلى، مع الاحتفاظ بملامسة أصابع القدمين للأرض.
– مد الذراعين (فرد الذراعين) مع البقاء على هذا الوضع لمدة 30 ثانية.
وضع الفراشة
– الجلوس على الأرض بحيث يصبح الظهر مستقيماً.
– وضع كعبي القدمين في مواجهة بعضهما البعض.
– جذب كعبي القدمين تجاه الحوض.
– الإمساك بالكاحلين بكلا اليدين مع الضغط على الكعبين.
– البقاء على هذا الوضع لمدة دقيقتين.
– إخراج زفير عميق، ثنى الجسم ببطء من ناحية الحوض إلى أقصى حد ممكن.
– البقاء على هذا الوضع لمدة دقيقة واحدة.
وضع الطفل
– أخذ وضع الركوع على الأرض بحيث تكون هناك مسافة بين الركبتين على نفس خط الحوض.
– ملامسة أصابع القدمين للأرض.
– خفض الأرداف (يتم الجلوس على الكعبين).
– إخراج زفير، تدوير الجسم (إمالته في وضع استدارة للأمام) بحيث تلامس الجبهة الأرض.
– إرخاء الذراعين على جانبي الجسم وللخلف بحيث يصبح الكفين لأعلى.
– البقاء على هذا الوضع لمدة دقيقتين.
– أخذ نفس بطبيعية.
تمرين الانحناءة الأمامية في وضع الوقوف
– الوقوف على سطح مستوٍ في وضع استقامة على أن تكون القدمان على نفس خط الكتف (تبعد كل قدم عن الأخرى بمسافة على نفس خط الكتفين).
– الذراعان بجانب الجسم.
– إخراج زفير مع الانحناء إلى الأمام من منطقة الحوض.
– الحفاظ على استقامة الأرجل والجزء العلوي من الجسم متدلي بانسيابية.
– محاولة الوصول للأرض ببطء، بجذب الكتفين بعيداً عن الأذن ناحية الحوض.
– البقاء على هذا الوضع لمدة دقيقة.
تمرين وضع الركبة ناحية الصدر
– الاستلقاء على الأرض في وضع استقامة على الظهر.
– استقامة الأرجل على الأرض.
– أخذ نفس خمس مرات، ثم أخذ شهيق عميق.
– رفع الذراعين إلى خارج الجسم فوق الرأس.
– إطالة الجسم لأقصى استطالة له.
– أخذ نفس خمس مرات، وإخراج زفير عميق.
– ثنى ركبة الرجل اليمنى وجذبها ناحية الصدر.
– أخذ نفس عميق مرتين.
– إعادة القدم اليمنى لوضعها الأصلي على الأرض في وضع استقامة.
– تكرار الخطوات مع الرجل اليسرى.
– تكرار التمرين ثلاث مرات مع كل رجل.
صلاح عبد الصبور