الأيام الدولية هي مناسبات لتثقيف عامة الناس حول القضايا ذات الاهمية ولتعبئة الموارد والإرادة السياسية لمعالجة المشاكل العالمية والاحتفال بالإنجازات الإنسانية وتعزيزها. ورغم ان الاحتفالات ببعض الأيام الدولية تسبق إنشاء الأمم المتحدة، الا ان الأمم المتحدة تبنت هذه الاحتفالات كأداة قوية لنشر الوعي.
ويعطي كل يوم دولي فرصة للعديد من الجهات الفاعلة لتنظيم الأنشطة المتعلقة بموضوع اليوم. وتسعى مؤسسات ومكاتب منظومة الأمم المتحدة، بالإضافة الى الحكومات وقطاعي المجتمع المدني والخاص والمؤسسات التعليمية والمواطنين بشكل أعم، لجعل اليوم الدولي نقطة انطلاق لأنشطة التوعية الخاصة بموضوع اليوم واهدافه.
اليوم العالمي للإبداع والابتكار
بعد عام من عمليات الإغلاق بسبب جائحة كوفيد – 19، أصبح لزاما تقدير الاقتصاد الإبداعي. وذلك ما تسعى الأمم المتحدة إليه باحتفالها في عام 2021 بالسنة الدولية للاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية المستدامة. سيقود الأونكتاد، إلى جانب اليونسكو والويبو واليونيدو ومنظمة التجارة العالمية، الاحتفالات السنوية لهذا العام.
وقالت إيزابيل دورانت، الأمينة العامة للأونكتاد بالإنابة، إن القرار جاء في الوقت المناسب. “فالصناعات الإبداعية ضرورية لأجندة التنمية المستدامة، فهي تحفز الابتكار والتنويع، وهي عامل مهم في قطاع الخدمات المزدهر، وتدعم ريادة الأعمال، وتسام في التنوع الثقافي.
دور الإبداع والابتكار في حل المشاكل
ليس هناك فهم عالمي محدد لمفهوم الإبداع. وبالتالي فهو مفهوم مفتوح على التأويلات ابتداء من التعبير الفني وانتهاء بمهارات حل الإشكالات في إطار التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. ولذا، يتم الاحتفال باليوم العالمي للإبداع والابتكار في 21 نيسان / أبريل من كل عام بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر بتاريخ 27 نيسان / أبريل 2017 وذلك لتعزيز الوعي بدور الإبداع الابتكار في تحقيق التنمية المستدامة، والتأكيد على دور الصناعات الإبداعية كجزء خطط النمو الاقتصادي والتخفيف من الفقر، حيث بلغ حجم التجارة العالمية بالسلع والخدمات الإبداعية خلال العام 2011 624 مليار دولار أمريكي.
ثروة الأمم
أصبح كل من الإبتكار والإبداع — على المستويين الشخصي والجمعي — هما الثروة الحقيقية للأمم في القرن الحادي والعشرين، وبحسب نواتج تقرير الاقتصادي الخلاق المعنون ’’توسيع سبل التنمية المحلية‘‘، الذي تشاركت يونسكو والبرنامج الإنمائي في نشره من خلال مكتب الأمم المتحدة للتعاون بين بلدان الجنوب.
الإبداع والثقافة
الاقتصاد المبكر — بما في ذلك المنتجات السمعية والبصرية، والتصميم والإعلام الجديد والفنون الجميلة والنشر والفن البصري — هو قطاع تحويلي هائل لاقتصاد العالم في ما يتصل بالكسب وإيجاد فرص العمل ونقل المكاسب. والثقافة هي عنصر أساسي في التنمية المستدامة وتمثل مصدرا للكينونة والإبداع والابتكار للأفراد والمجتمعات على السواء. وفي نفس الوقت، للإبداع والثقافة قيمة غير مادية ثمينة تسهم في شمول التنمية المجتمعية للحوار بين الشعوب.
الخطط الشاملة للنمو الاقتصادي
بحسب تقرير يونسكو بشأن الثقافة والتنمية المستدامة، ينبغي أن تكون الثقافة والصناعات الإبداعية جزء لا يتجزأ من الخطط الشاملة للنمو الاقتصادي. فتلك الصناعات هي من أكثر القطاعات دينامية في الاقتصاد العالمي، حيث تدر دخلا يقدر بن 2.25 مليار وتُوجد 29.5 مليون وظيفة في كل أنحاء العالم. وبتلك الروح، يستغل البلدان القدرات المتاحة في القطاعات السوقية عالية النمو، بما يعود بالنفع على العائد الاقتصادي والتخفيف من الفقر.
زخم جديد
العالم برمته مدعو يمناسبة حلول هذا اليوم لاعتماد فكرة الإبتكار بوصفها أساسية في تسخير الإمكانات الاقتصادات للأمم. ويمكن للإبتكار وللإبداع والريادة التجارية أن تتيح جميعها زخما جديد للنمو الاقتصادي وإيجاد فرص العمل. كما أن بإمكانها إتاحة الفرص للجميع، بما في ذلك النساء والشباب. ويمكنها إتاحة الحلول للإشكالات الملحة من مثل القضاء على الفقر وإنهاء الجوع.