تطوير طرق جديدة للتنبؤ بانتقال أمراض الحيوانان إلى الإنسان
توصل فريق من العلماء بقيادة كيت جونز من مركز التنوع الحيوي وأبحاث البيئة في جامعة لندن كوليدج، من مركز التنوع الحيوي وأبحاث البيئة في جامعة لندن كوليدج إلى نموذج أفضل في التنبؤ بطرق انتقال أمراض الحيوانات إلى الإنسان.
ويتوقع النموذج الجديد المطبّق على فيروس حمى لاسا، التي تنتقل عبر الفئران، أن يصل عدد الإصابات إلى ضعف الحالات البشرية المصابة بالمرض في أفريقيا بحلول 2070.
ويقول العلماء إن النموذج الجديد يمكن تطبيقه على فيروسات أخرى، مثل إيبولا وزيكا.
وعلى غرار فيروس إيبولا، يسبب فيروس لاسا حمى نزفية وقد يكون قاتلا.
ويصيب فيروس حمى لاسا حاليا بين 100 ألف ومليون شخص سنويا في غرب منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.
ويمكن لفصيلة من الفئران عثر عليها في مناطق من القارة نقل الفيروس إلى البشر.
ورصد العلماء قرابة 400 حالة تفشي شهيرة لحمى لاسا بين عامي 1967 و2012.
وطور العلماء نموذجا لحساب عدد المرات التي يُحتمل أن تتصل فيها البشر بالحيوانات الحاملة للمرض ومدى مخاطر انتشاره.
ويظهر النموذج الجديد أن كثيرا من مناطق غرب أفريقيا تواجه خطر انتشار حمى لاسا بدرجة أكثر مما كان يُعتقد سابقا.
وتقول جونز وزملاء من جامعة كامبردج وجمعية علوم الحيوان في لندن، في دورية (ميثود إن إيكولوجي آند إيفولوشن Methods in Ecology and Evolution ): “نموذجنا يشير إلى ذلك في المستقبل، ومن المرجح أن يصبح من العبء المتزايد على المجتمعات المحلية انتشار (المرض) إلى المزيد من المناطق بدرجة تصل إلى ضعف حالات الاتشار المتوقعة بحلول 2070.”
ويضع النموذج في الاعتبار التغيرات البيئية والطرق المتوقعة في نمو التجمعات البشرية.
ويقول الفريق العلمي إن الزيادة المتوقعة في حالات الإصابة ترجع بنسبة كبيرة إلى التغير المناخي، إذ يزداد عدد الفئران التي تنقل الفيروس إلى البشر في الظروف المناخية الحارة والرطبة.
في غضون ذلك، سيعني نمو التجمعات السكانية في مناطق محددة زيادة في عدد البشر المتصلين بتلك القوارض.
وأوضحت جونز أن “هذا النموذج يعد تقدما كبيرا في فهمنا لانتشار الأمراض من الحيوانات إلى البشر”.
وقالت “نأمل في إمكانية استخدام (النموج الجديد) في مساعدة المجتمعات في الاستعداد لحالات تفشي المرض ومواجهتها، إضافة إلى اتخاذ قرارات بشأن عوامل التغير المناخي التي قد تقع في نطاق سيطرتهم.”
احتياجات استثمارية
وينشأ في الحيوانات أكثر من 60 في المئة الأمراض المعدية الناشئة.
وإلى جانب المخاطر الشهيرة مثل إيبولا وزيكا، تصيب أمراض أخرى من بينها حمى لاسا بالفعل آلاف الأشخاص، ويُتوقع انتشارها مع ارتفاع درجات الحرارة في العالم.
وقال الباحث المشارك في الدراسة، ديفيد ردينغ، من جامعة لندن كوليدج: “منهجنا الجديد يتنبأ بحالات تفشي الأمراض الفردية بنجاح من خلال اقتران التغيرات في توزيع العوامل المضيفة مثل التغيرات البيئية بآليات طرق انتشار المرض من الحيوانات إلى البشر، وهو ما لم يُجر من قبل”.
ويقول الباحثون إن النموج الجديد يمكن تطويره ليشمل أمراضا أخرى مثل إيبولا وزيكا.
وقال جوناثان بول، من جامعة نوتنغهام، الذي لم يشارك في البحث، إنه إذا صحّت هذه النماذج سيزيد بالفعل التغير المناخي والنمو السكني في المستقبل من عدد حالات تفشي حمى لاسا بدرجة كبيرة، ومن المرجح أن يصح هذا مع الأمراض المعدية الأخرى.