الاختلاف وسياسة التسامح لناجية الوريمي بوعجيلة
صدر عن المركز الثقافي العربي، وبالتعاون مع مؤسسة “مؤمنون بلا حدود”، كتاب “الاختلاف وسياسة التسامح” للكاتبة التونسية ناجية الوريمي بوعجيلة. ويتكوّن هذا الكتاب من 302 صفحة من الحجم المتوسط، كما يضم، إضافة إلى التوطئة والخاتمة، أربعة فصول هي على التوالي: الرشيد ومصادرة الاختلاف الفكري: محاكمة الشافعي وتحوله المذهبي. الرشيد والحسم السياسي للاختلاف: “نكبة البرامكة”. المأمون من سياسة التسامح إلى اللاتسامح المشروع. التنظير لللاتسامح، وشرعنة العنف.
ومن خلال هذه الفصول يتبين لنا أنّ الأستاذة ناجية هي من الأقلام النسوية الجادة والمتحملة لمسؤولية وضعها فلاسفة التراث على أعناق المفكرين والفلاسفة العرب المعاصرين، والمتمثلة في ردّ الاعتبار للعقل العملي السياسي والأخلاقي بعدما ظلّ هذا العقل في الماضي العربي الإسلامي مهمشاً بفعل جعله في خدمة العقل النظري وتابعاً له.
فنحن أمام كتاب يعالج إشكالية أخلاقية سياسية هي على رأس الإشكالات التي تفرض وجودها بحدة في وقتنا الراهن، وذلك بفعل تنامي اللاتسامح في مختلف مسوغاته الدينية والسياسية والثقافية، هي إشكالية التسامح، كأحد مقومات الحداثة السياسية والاجتماعية والأخلاقية المأمولة في العالم العربي.