من أشهر كتاب الأغنية في مصر، كتب جميع الأشكال والألوان للأغنية، وغنى له كبار المطربين والمطربات، كون مع الموسيقار محمد عبد الوهاب ثنائيا رائعا وقدما أعظم الأغنيات التي لازالت تسكن قلوب المصريين .
ولد الشاعر الغنائي حسين السيد يوم الأربعاء 15مارس من عام 1916مك في إسطنبول من أب مصري وأم تركية، وحضر معها لمصر وعمره عامان، وأقامت الأسرة عند خاله في مدينة طنطا، وكان شيخاً لأحد التكايا التي يتجمع فيها الدراويش، والذي استمع لهم الطفل حسين فبدأ إحساسه بالموسيقي والشعر.
أتم حسين السيد دراسته الابتدائية في طنطا، ثم جاء للقاهرة حيث كان والده تاجراً كبيراً، ودخل مدرسة الفرير الفرنسية وتفوق علي جميع زملائه في اللغة العربية وأراد أن يلتحق بكلية الآداب لإشباع هوايته ولكنه اضطر أن يحل محل والده في توريد الأغذية للجيش والمستشفيات الحكومية لأنه الابن الوحيد لأسرته والمسئول عنها.
وكان حسين السيد يتمتع بقدر من الوسامة ونضارة الشباب وكانت أمنية حياته أن يصبح نجماً سينمائياً وتهيأت له الفرصة عندما أعلن محمد عبد الوهاب عن حاجته لوجوه جديدة للظهور في فيلمه يوم سعيد. وذهب في الموعد المقرر ووقف في الصف في انتظار دوره للمثول أمام لجنة الاختبار المكونة من محمد عبد الوهاب والمخرج محمد كريم والفنانين سليمان نجيب وعبد الوارث عسر ووصل إلى مسامعه حوار بين عبد الوهاب وكريم يفيد بعدم توثيق أكثر من شاعر في كتابة أغنية أحد المشاهد ولما جاء دوره للوقوف أمام اللجنة نسى ما جاء من أجله وطلب من المخرج ومن محمد عبد الوهاب أن يتيحا له فرصة كتابة هذه الأغنية .
وبعد رفض و استنكار لطلبه في البداية وافق عبد الوهاب على طلبه وشرح له موقف الأغنية في الفيلم وفى اليوم التالي كان حسين السيد في مكتب عبد الوهاب يقرأ له أغنية “اجري اجري وديني قوام وصلني” واستعاد عبد الوهاب سماعها أكثر من مرة وأعجب بها لأنها تعبر بصدق عن الموقف والمشهد المطلوب .
وحياه عبد الوهاب وطلب منه أن يصرف النظر عن التمثيل ويركز على تأليف الأغاني ورفض حسين السيد أن يتقاضى أجراً عن الأغنية ونسى أمنيته في النجومية مكتفياً بأن يقترن اسمه باسم عبد الوهاب، وهكذا بدأت رحلة الشاعر الغنائي حسين السيد الذي أصبح مؤلفاً لمعظم ألحان عبد الوهاب التي فتحت أمامه باب الشهرة والنجومية وكتب مئات الأغنيات التي شدا بها ألمع المطربين والمطربات حيث كتب لكل المطربين في مصر تقريباً.
كتب حسين السيد العديد من الأغنيات الشهيرة مثل ” فاتت جنبنا” لعبد الحليم حافظ و” عاشق الروح” لمحمد عبد الوهاب” واشتهر بكتابة أغاني الأسرة والطفل حيث كتب “ست الحبايب” و “الأخ” لفايزة أحمد
و”ماما زمانها جاية” و”ذهب الليل” لمحمد فوزي.
كما ابتكر حسين السيد طريقة أن يكون الديالوج الغنائي من نسيج سيناريو الفيلم بدلاً من الحوار مثل “حكيم عيون” و “حا اقولك ايه” بين محمد عبد الوهاب و راقية إبراهيم كما كتب أغنيات “ساكن قصادي”، “عايز جواباتك”، وفي مجال الأغنية الدينية كتب أغنية “إله الكون” للموسيقار الكبير رياض السنباطي ومزج بين الديني والوطني كما في أغنية “الصبر والإيمان” لعبد الوهاب إلي جانب بعض الأناشيد الوطنية الرائعة مثل “دقت ساعة العمل الثوري” و “المارد العربي” و “صوت الجماهير” و “الجيل الصاعد” وكتب أوبريت “مصر بلدنا” للمطربة فايزة أحمد، وقدم استعراض “اللي يقدر علي قلبي” والذي يعتبر من أجمل الاستعراضات في السينما العربية.
وقد مارس حسين السيد هوايته في التمثيل في فيلم “رسالة من امرأة مجهولة” مع فريد الأطرش ولبني عبد العزيز والذي أخرجه صلاح أبو سيف كما مثل مع شويكار المقطوعة الشعرية ‘إنتي مسافرة’
وقد رحل شاعر الوجدان الكبير في يوم الأحد الموافق 27 فبراير من عام 1985م.