من بين آلاف التطبيقات التي تعج بها المتاجر الإلكترونية في الهواتف الذكية، أطلق مصعب عروق 30 عاماً من جنين في نوفمبر الماضي من عام 2019، تطبيق “جرين ماركت” الذي يُعرف عالمياً، بأنه سوق لتسويق المنتجات المجددة، والمستخدمة، والقابلة للتصليح، والمعاد تدويرها، بالإضافة إلى منتجات متعطلة أو جديدة، يتم بيعها مقابل ثمن رخيص عن طريق جهة معينة سواء كانت فرداً أو مجموعة.
رغم أن فكرة بيع القطع المستعملة تتبلور في ثقافتنا في سوق الجمعة، إلا أن ثقافة استغلال الأغراض القديمة أو محاولة الاستفادة منها مجدداً تعدُّ ضعيفةً في مجتمعنا مقارنة بالشعوب الأخرى؛ خاصة في ظل الاستهلاك المفرط للسلع. يحاول مؤسس تطبيق “السوق الأخضر”، أن ينقل ثقافة إعادة استخدام المنتجات التي اكتسبها من دول أوروبية عديدة منها ألمانيا إلى فلسطين، من خلال منصة افتراضية سهلة الاستخدام ومجانية ومتوفرة، إذ يقول عروق: ” إن فكرة تأسيس التطبيق جاءت من عدم إيجادي وسيلة يمكن من خلالها عرض أغراضي المستعملة للبيع بدلاً من إلقائها في القمامة”.
تهدف المبادرة التي أطلقها عروق؛ إلى توعية الناس بعدم التخلص من أغراضهم مباشرة وتلويث البيئة بها بمجرد انتهاء حاجتهم منها، بل إصلاحها وعرضها للبيع وتشجيع الآخرين على استخدامها مجددًاً بشرائها بسعر أقل.
” الكثيرون يلقون أغراضهم بسبب مللهم منها أو بفعل عطل بسيط فيها، وقليل من يحاول إصلاحها أو إعادة تدويرها، لذلك التطبيق جاء لتسهيل هذه المهمة”. يرى عروق
يوفر التطبيق للبائع والمشتري خيارين بالإضافة إلى عرض المنتجات الجديدة والمستعملة منها؛ أي المنتجات المعطلة تماماً والمعاد تصليحها.
أصناف متنوعة
لم يحدد عروق في تطبيقه شروط معينة تحدد طبيعة المنتجات المعروضة أو تحدد سعرها أو صنفها وحالتها، بل ترك المجال مفتوحاً أمام المشتركين في التطبيق لعرض كل المنتجات التي يرغبون ببيعها، ضمن قائمة متنوعة من الأشياء وتشمل: قسم الأثاث، الأجهزة الكهربائية، الالكترونيات، معدات ثقيلة، معدات صناعية، عقارات، بالإضافة إلى سيارات وملابس ومستلزمات أطفال وأكسسورات منزلية، وكتب وخطوط إنتاج ومصانع وأصناف أخرى.
ومن بين المنتجات المعروضة نرى مثلاً “جاروشة حبوب” قديمة عرضها للبيع أحد المشتركين مقابل مبلغ قيمته 3 آلاف شيقل. قطعة تندرج تحت “الآنتيك” قد تستهوي محبي تجميع المقتنيات التراثية القديمة.
حفاظ على البيئة
ويرى عروق أن ازدياد الاستهلاك على شراء الأجهزة الذكية خاصة الهواتف بسبب تنافس الشركات العالمية على إنتاجها بمواصفات ومميزات متفوقة عن الأخرى، أدى إلى ارتفاع نسبة الشراء والتخلي عن الأجهزة القديمة التي تراكمت وزادت من حجم المخلفات الالكترونية، ما فاقم من تأثيرها على البيئة، خاصة أن التخلص منها؛ يتم بالعادة إما بإلقائها على جوانب الطرق أو في المناطق المفتوحة، أو في المكبات العادية وليس في مكبات مخصصة لها.
كانت مجلة آفاق البيئة والتنمية قد تطرقت في تقارير سابقة لها إلى النفايات الإلكترونية والمواد السامة التي تدخل في تصنيعها، إذ أنها تحتوي على 1000 مادة سامة، فمثلاً ألواح الدوائر الكهربائية في الأجهزة الإلكترونية تحتوي على الرصاص والكادميوم السامين، ومفاتيح الأجهزة الالكترونية وأجهزة التحكم عن بعد (الريموت كنترول) تحتوي على الزئبق، وبطارية الهاتف النقال تحتوي على نسبة عالية من الكادميوم، والحاسوب يحتوي على (1.7) كغم من معادن الرصاص والزرنيخ والكوبالت.
“تعمدت أن يكون التطبيق شاملاً بكل هذه الأصناف لجذب الناس، ولكن هدفي الأساسي كان يصب على قسم الأجهزة الكهربائية والإلكترونية كون النفايات المتراكمة من هذه الأقسام تزداد من جهة، كما تحتوي على مواد ضارة تؤثر على البيئة وتعتبر بطيئة التحلل من جهة أخرى” يوضح عروق.
وقد أنشئ التطبيق، وفق عروق، ليقلل بطريقة ذكية من استهلاك الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، ويشجع الناس على تدويرها واستخدامها مجددا، أو بيعها، ما يعزز الثقافة البيئية المستدامة.
شملت المنتجات المعروضة في التطبيق في قسم الالكترونيات أجهزة حاسوب وهواتف وقطع إلكترونية، بالإضافة إلى كاميرات وبعض أكسسوارات التصوير وغيرها الكثير.
للحيوانات نصيب
لم يستثنِ عروق من التطبيق الذي طوره؛ زاوية الحيوانات الأليفة، إذ خصص لها جزءا وذلك لتلبية حاجة المشتركين وحبهم لرعاية الحيوانات مثل القطط والأسماك والطيور.
يقول عروق: “خصصت قسماً للحيوانات لأنني وجدت أنها ضرورية وتشجع على الاهتمام بهم ورعايتهم وحمايتهم من المخاطر، التي بالعادة يتعرضون لها من بعض الناس المؤذية”.
كيف يتم تحميل التطبيق واستخدامه؟
يمكن البدء في استخدام التطبيق سواء كان المستخدم يود بيع منتجات أو شرائها، أولاً بتحميل التطبيق إما على نظام الأندرويد عبر متجر جوجل، أو نظام “IOS” عبر متجر آبل، ثم يتوجب على المستخدم الاشتراك في التطبيق بتسجيل اسمه ورقم الهاتف بالإضافة إلى اسم المنتج وتصنيفه وسعره وحالته إذا كان مستعملا أم جديداً، كما سهّل التطبيق طريقة التواصل بين البائع والزبون؛ وذلك من خلال منصة دردشة مباشرة.
بلغ عدد الحسابات في الشهر الأول لإطلاق التطبيق – نوفمبر 2019- نحو 3500 حساب، وتم تحميله من المتاجر الإلكترونية ألف مرة في ذات الشهر.