اختيرت دينا أحمد أصغر مديرة لمايكروسوفت في قائمة فوريس
تجربتها جعلت منها شخصية قائدة ومسؤولةً، وبفضل شغفها بالتكنولوجيا أنجزت الكثير, حلمت منذ طفولتها أن تصبح مهندسة “تعيد تخطيط الكون”، ظل الحلم يراودها حتى بعد التحاقها بكلية الطب؛ نزولاً على رغبة والدها. إلا أنها لم تستطع أن تتحمل وتبتعد عن حلمها كثيراً فقامت بتحويل أوراقها، وعادت إلى حلمها, حيث دراسة الهندسة. هي المهندسة المصرية “دينا أيمن”, التى برعت وتفوقت وبزغ نجمها لتتحول لأصغر مهندسة تعمل كمدير ضمن منظومة “ميكروسوفت, ومؤخراً اختارتها مجلة فوربس المهندسة ضمن أكثر الشخصيات الشابة المؤثرة والملهمة بالعالم (تحت سن 30 عاماً) على مستوى قارة أمريكا الشمالية للعام 2022. وقد جاء هذا الاختيار بعد 4 شهور من تكريم وزيرة الهجرة المصرية، نبيلة مكرم؛ باعتبارها نموذجاً نسوياً ملهما لفتاة مصرية استطاعت أن تحقق نجاحاً مبهرًا في مجال البرمجة وهندسة البرمجيات. وهي أيضا أصغر أستاذة جامعية في مجال هندسة الكمبيوتر في جامعة نيوجيرسي الأمريكية، وأصغر مديرة برامج في شركة “مايكروسوفت” في الولايات المتحدة، حيث تقود (في هذه العمر الصغير) فريقا من مهندسي البرمجيات، وقد حصلت سابقا على عديد من الألقاب العالمية في تخصصها.
رحلة الكفاح والتحدي
ولدت دينا في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم عادت لمصر وهي طفلة صغيرة؛ حيث أراد والداها أن يغرسا فيها هي وأشقائها التقاليد العربية الأصيلة وأن يتحلوا بقيم وعادات الدين الإسلامي الحنيف، ثم عادت إلى الولايات المتحدة الأمريكية, وهي بالمرحلة الثانوية فتاة صغيرة عربية، قيمها الأصيلة تتمسك بها وترتدي الحجاب الإسلامي.
لم تصل المهندسة المصرية لهذه المكانة بسهولة، فعند عودتها للولايات المتحدة مع والدها وإخوتها الصغار واجهت كثيراً من الصعوبات أولها عدم وجود والدتها، والتي عانت من مشاكل الهجرة التي استغرقت 11 عاماً لحلها.
وبرغم عمرها الصغير, بصفتها الشقيقة الكبرى فقد تحملت مسؤولية أن تكون الأم لأشقائها الثلاثة الصغار. فكانت تتولى مسؤولية المنزل وأعبائه كاملة، إضافة لأعباء تربية أشقائها إضافة لمسؤولية تفوقها الدراسي، فقد كانت دائماً على قائمة شرف عميد الكلية، حتى أن رئيس الجامعة عرض عليها أن تبدأ دراسة الماجستير قبل أن تنهي البكالوريوس فرحبت بسرعة.
تخصصت المهندسة المصرية في البرمجيات وهندسة الشبكات، الأمر الذي أتاح لها اكتشاف العديد من الأبعاد في كل البرمجيات والشبكات في التكنولوجيا، فحصلت على بكالوريوس علوم الكمبيوتر، وماجستير في هندسة الكمبيوتر في العام (2018) بمعهد نيو جيرسي للتكنولوجيا بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، ووصفتها السفارة الأمريكية في ذلك الوقت بأنها “أول مصري يفعل ذلك” في جميع الصحف الكبرى.
لم تعانِ من مشكلة التكيف مع الثقافات والعادات المختلفة, التي قد يعاني منها الكثيرون؛ حيث وجدت بيئة داعمة وكثيراً من الأصدقاء المتفهمين لثقافة الاختلاف، على أنها تؤكد أنها حتى لو واجهت مثل هذه العقبة فلن تقف أمامها أبداً، وستسعى بكامل طاقتها لمواجهة التحدي، فهي “مدفوعة بالعقبات والتحديات التي تواجهها في الحياة، وكلما وجدت الأمر أكثر صعوبة، زاد إصرارها على النهوض والاستمرار، فهي تعتمد على نفسها تماماً، وتتعامل مع الآخرين بكل الاحترام والتقدير مهما كانت درجات الاختلاف”.
عروض عالمية
عروض من 10 شركات عالمية انهالت عليها, هكذا كان حال المهندسة المصرية عقب تخرجها, عروض من شركات تكنولوجية تبحث عن مبتكرين شباب، فاختارتها عشر شركات للتكنولوجيا من أكبر الشركات بالعالم؛ لتختار من تعمل معه، وبالفعل عملت المهندسة المصرية لدى شركة إنتل العالمية كمهندس برمجيات، كما عملت أيضاً في لجنة التكنولوجيا والاتصالات لمدينة أوستن، تكساس، وقدمت تقاريرها إلى مكتب العمدة، تعمل كذلك دينا أستاذة في الجامعة، فعقب تخرجها عُينت مدرساً مساعداً في جامعة نيوجيرسي لهندسة الكمبيوتر لتدرس علوم الكمبيوتر.
الاستفادة من المواقع الالكترونية
لا تخفى المهندسة المصرية أنها استفادة, استفادة كبيرة من بعض المنصات والمواقع الإلكترونية المجانية في تطوير نفسها في مجال هندسة البرمجيات, ومنها منصة التعليم (يوديمي), حيث يوجد بها الكثير من الفيديوهات على اليوتيوب والدورات التي علمتها أمور كثيرة عن عالم البرمجة.
أمنيات مستقبلية
تتمنى المهندسة المصرية النجاح دائماً, حتى تستطيع تشريف الإنسان العربي في المحافل الدولية, وإلهام الفتيات وتشجيعهم على الاجتهاد في أي مجال يرغبون به، حتى وإن كان خاص فقط بالشباب وليس الفتيات، وأن تكون مصدر إلهام لجميع الشباب أن يسعوا ورا حلمهم حتى لو كان المجال صعباً.