“بالعلمي الفصيح”.. مبادرة من الأستاذ الدكتور تامر جمال الدين، أستاذ الفيزياء الحيوية بجامعة أوريجون الأمريكية، ومن أوائل خريجي هذا التخصص من كلية علوم القاهرة، وهو القسم الذي أسسه الأستاذ الدكتور محمد فاضل. المبادرة يشارك فيها اثنان من الباحثين الشباب في نفس المجال بجامعات أمريكية وكندية.
Table of Contents
يقول الدكتور تامر جمال الدين:
عندي قناعة تامة أن من يجب عليه أن يعمل في مجال تبسيط وتوصيل العلم للعامة هم العلماء المتخصصون أنفسهم! إذا بحثت في أسماء أشهر من يكتب أو يقدم برامج تليفزيونية/إذاعية في تبسيط العلوم المختلفة فستجدهم علماء متخصصون علي شاكلة “نيل دي جريس تايسون” ومن قبله “كارل ساجان” في مجال الفضاء والفلك، و”ريتشارد دوكنز” في مجال البيولوجيا التطورية، و”براين كوكس” و”جيم الخليلي” و”جيم باجوت” في الفيزياء، و”ماركوس دي يوتوب” في مجال الرياضيات، والقائمة تطول.
السبب الرئيس في ذلك أن هذا العالم أو ذاك عندما يتكلم عن العلم فهو يتكلم من داخل كواليس المعمل ذاته. يتكلم عن تجربة كان يجريها هو بالفعل، يُحدثك عن صعوبة نقطة علمية ما لأنه هو نفسه مازال عالقاً فيها، يحكي لك عن تاريخ علم ما لأنه قبل وأثناء عمله عليه أن يعرف ماذا فعل من سبقه من العلماء، وبالتالي يكون هناك مصداقية للمتحدث عند القارئ أو المشاهد أو المستمع.
لذلك قررت أن أكتب مقالات عن تبسيط العلوم منذ عدة سنوات، ثم شرعت مؤخراً في كتابة كتابي عن “الكهرباء الحيوية”. فصول الكتاب تتأرجح ما بين السردية والمسرحية، والهدف هو محاولة إيصال أحاسيس ومشاعر وطريقة تفكير العالم قبل وأثناء وصوله إلي اكتشافه الجديد. في نفس الوقت كنت أتمني اطلاق قناة علمية متخصصة في مجال الفيزياء الحيوية بشكل عام والكهرباء الحيوية بشكل خاص، ولكن لأني لا أؤمن أن المستمع في القرن الواحد والعشرين سينصت لفترة طويلة للطريقة السردية في الكلام عن العلم دون وجود جرافيكس ومؤثرات صوتية وبصرية علي مستوي عال عزفت عن تلك الفكرة وقررت التركيز في الكتابة.
في أغسطس الماضي وأثناء وجودي في مصر تواصل معي باحث شاب نابه وهو إسلام الحنفي Eslam S. Elhanafy، يدرس الدكتوراة في مجال القنوات الأيونية في جامعة مسيسيبي بأمريكا، وذكر لي أنه يقرأ مقالاتي، ثم سألني لماذا لا تقوم بعمل قناة علي اليوتيوب فذكرت له الأسباب التي ذكرتها أنفاً، فأقترح علي أن أقوم بعمل “بودكاست” بدلاً من قناة اليوتيوب لأن تقنياتها أسهل بالمقارنة بقناة اليوتيوب. وبالفعل بدأنا في العمل علي الحلقات مع انضمام طالبة دكتوراة بجامعة أوتاوا بكندا، لها طريقة مميزة في الألقاء وهي تقي حسين.
أهداف هذا المشروع العلمي هو ما يلي:
١- توصيل المعلومة العلمية بشكل جذاب مبتكر من خلال علماء وباحثين عملوا بهذه المجالات. بمعني أخر ستكون المعلومة من داخل المطبخ العلمي.
٢- إلقاء الضوء علي آلية عمل البحث العلمي وكيفية إدارة المشروع العلمي بدءاً من الفرضية العلمية وحتي نشر البحث وذلك من خلال أسلوب حواري شيق.
٣- طوال الحلقات ستستمعون إلي كيفية استخدام العلماء لقاعدة التفكير النقدي، وهو ما نطمح أن يطبقه كل مستمع علي مستوي حياته اليومية.
٤- كيف تفكر كباحث؟! سيكون أحد المحاور التي سيتم التركيز عليها.