كشفت مؤسسة آرابيان بيزنيس Arabian Business، النقاب عن الخمسمائة شخصية الأكثر نفوذا في العالم العربي، وتشمل هذه الشخصيات مختلف القطاعات الاقتصادية والمجتمعية والسياسية، وعادة ما تركز وسائل الإعلام على الشخصيات الاقتصادية والسياسية، نظرا لما تمثله هذه القطاعات من أهمية تاريخية.
إلا أن التطورات الشعبية الأخيرة التي تشهدها المجتمعات العربية، والتي عبرت عن طاقات خلاقة واسعة لدى الشباب العربي، تريد استثمارها في مختلف مجالات التنمية، تجعل من الأولوية بمكان، الاهتمام بقطاعات العلوم والتكنولوجيا، باعتبار البحث العلمي والابتكار التكنولوجي السبيل الأول لتلبية احتياجات المجتمعات والاقتصاديات العربية، وتقديم الحلول الواقعية لمختلف المشاكل التي يعاني منها المواطنين العرب.
وبتحليل البيانات الخاصة بقائمة الشخصيات العربية الأكثر نفوذا لعام 2010-2011، فإنها على خريطة الشخصيات العلمية والتكنولوجيا، كانت هناك 19 شخصية عربية على هذه القائمة التي ضمت 500 شخصية، بنسبة تبلغ 3.8%، من إجمالي الشخصيات الأكثر نفوذا في العالم العربي.
العلماء يتصدرون المشهد
وكان في مقدمة هذه الشخصيات، الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، إماراتي الجنسية، حيث احتل المرتبة 34 في الترتيب العام، والترتيب الرابع على القائمة العربية للشخصيات العلمية والتكنولوجية الأكثر نفوذا وتأثيرا في المنطقة، وذلك نظرا للمكانة التي تتبوأها المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، باعتبارها المؤسسة العربية الفريدة من نوعها في مجال خدمة التنمية المستدامة وبناء اقتصاد ومجتمع المعرفة العربي، عبر شبكة من العلماء والباحثين العرب من داخل وخارج الدول العربية، ودعم مشاريع الريادية الصناعية والتكنولوجية بين أوساط الشباب والمرأة.
كما جاء عن المؤسسة كذلك الدكتور صباح جاسم، وهو رئيس شبكة البيوتكنولوجي التابعة للمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، والتي تضم المئات من الخبراء والاستشاريين في مجال البيوتكنولوجي، واحتل الدكتور صباح المرتبة 13 في القائمة العامة لأهم 500 شخصية عربية ذات نفوذ وتأثير، وهو عراقي بريطاني الجنسية، والمركز الثالث في قائمة الشخصيات العلمية، عن مجمل أبحاثه العلمية، وتحديدا استخلاص علاج مرض السرطان من حليب ودم الإبل، الذي تدعمه المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا.
أما في المركز الأول للشخصيات العلمية، فقد جاء الدكتور شارل العشى، وهو أميركي من أصول لبنانية، وهو مدير مختبر الدفع النفاث في مدينة باسادينا التابع لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، وكان ضمن الفريق المشارك في اكتشاف وجود المياه على سطح كوكب المريخ، واحتل العشى المركز السابع في القائمة العامة.
وجاء بعده في المركز الثاني في قائمة العلماء، والمرتبة التاسعة في الترتيب العام، الدكتور أديب جاتيني، وهو برازيلي من أصل لبناني.
وفي المركز الخامس لقائمة العلماء والمرتبة 35 علي قائمة أهم 500 شخصية عربية الأكثر نفوذا، جاء الدكتور يزيد صايغ، الذي يعتبر من أبرز العرب اللبنانيين المهاجرين إلى فرنسا، وتميز بقدرته على المنافسة والتميز، ويشغل منصب رئيس الشركة الفرنسية للتكنولوجيا المتطورةSSII، فضلا عن عضويته في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والاستراتيجية.
أما الدكتور فاروق الباز، مدير مركز دراسات الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن الأميركية، فهو أول عربي يكتسب شهرة عالمية كواحد من أهم العلماء في وكالة ناسا الأميركية، واكتسب الباز أهميته العلمية وشهرته بعد أن قام بتأسيس وإدارة مركز دراسات الأرض والكواكب في المتحف الوطني للجو والفضاء بمعهد سميثونيان بواشنطن العاصمة الأميركية، واحتل الباز المرتبة 82 في القائمة العامة، والمركز السادس على قائمة العلماء العرب الأكثر نفوذا، وهو أميركي من أصول مصرية.
أما الدكتور إلياس زرهوني، الجزائري الأصل والأميركي الجنسية، فقد احتل المركز 84 على القائمة العامة، وعلى قائمة العلماء جاء في المركز السابع، والدكتور زرهوني هو مدير معاهد الصحة الوطنية في الولايات المتحدة الأميركية؛ ولمع نجم الدكتور زرهوني في تخصص غير مألوف، عقب تخرجه طبيباً في الجزائر، هو التصوير الطبي.
وفي سياق متصل، احتل المرتبة 89 على القائمة العامة، والمركز الثامن على القائمة العلمية، الدكتور فؤاد الهبري، الذي ولد في ألمانيا ثم هاجر لأميركا، ويترأس الهبري شركة Emergent Biosolutions، التي حولها من شركة متعثرة، إلى رائدة في مجال تطوير اللقاحات الطبية.
أما المرتبة 98 على قائمة أل 500 شخصية عربية الأكثر نفوذا، والتي تعادلها المرتبة التاسعة على قائمة العلماء العرب الأكثر نفوذا، فقد جاء الدكتور ميشيل عبيد، الباحث والعالم اللبناني، وهو الذي فتح نافذة ليدخل منها بصيص الأمل، للقضاء على أحد أخطر الأمراض، التي تهدد البشر، وهو مرض السرطان.
وفي مركز تال، جاء الدكتور أحمد زويل، الذي احتل المرتبة 118 على القائمة العامة، والمركز العاشر على قائمة العلماء العرب الأكثر نفوذا، والدكتور زويل لقب بكبير العلماء العرب، هو كيميائي مصري – أمريكي حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء لسنة 1999.
ومن جدة بالمملكة العربية السعودية، جاءت الدكتورة سامية العمودي، في المركز 122 على القائمة العامة، والمرتبة الحادية عشرة على قائمة العلماء، وهي طبيبة سعودية ناجية من سرطان الثدى، وناشطة عالمية في مجال مكافحة سرطان الثدى لدى النساء.
أما الدكتور مجدى يعقوب، جراح القلب العالمي، فجاء بعدها في المركز 140 على القائمة العامة، وفي الترتيب الثاني عشر على قائمة العلماء العرب الأكثر نفوذا، وهو بريطاني من أصول مصرية. في حين، جاء الكويتي الدكتور علي الشملان، رئيس مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، في المركز 166 على القائمة العامة، والمرتبة 13 على قائمة العلماء العرب. وفي المرتبة 208 على القائمة العامة، جاء الدكتور سامح دروزة من الأردن، عن شركة الحكمة للصناعات الدوائية، وكان ترتيبه أل 14 في قائمة العلماء العرب الأكثر نفوذا.
وفي المركز 246 على القائمة العامة والمركز 15 على القائمة المتخصصة جاء اللبناني الأميركي الدكتور جورج دوماني.
ومتأخرا، على القائمة العامة في المركز 392، وفي المركز 16 لقائمة العلماء الأكثر نفوذا، السيد حميد الشمري، إماراتي الجنسية، وهو المدير التنفيذي لوحدة مبادلة لصناعة الطيران. وفي المرتبة 416، والمرتبة 17 المتخصصة جاء اللبناني محمد الصايغ، وهو رئيس الشركة الأميركية للنقل في لبنان.
وتلاه الدكتور محمد حشيش، الأميركي من أصول مصرية، في المركز 431 على القائمة العامة، والمرتبة 18 للعلماء العرب الأكثر نفوذا. وفي المرتبة الأخيرة والتاسعة عشر لقائمة العلماء العرب الأكثر نفوذا، والمرتبة 456 على قائمة أهم 500 شخصية عربية لعام 2010-2011، جاءت الباحثة العراقية المقيمة في الإمارات الدكتورة لحاظ الغزالي، بجامعة الإمارات، وهي متخصصة في العيوب الخلقية والجينوم البشري.
العشرة الأوئل بالقائمة العامة
يذكر أن هذه القائمة تنشر للعام السابع على التوالي من قبل مجلة آرابيان بيزنيس، وتم توسيعها لتشمل أهم 500 شخصية الأكثر نفوذا في المنطقة العربية، بعد أن كانت القائمة تضم فقط أهم 100 شخصية. ومن بين هذه القائمة، برزت أهم 40 شخصية نسائية عربية.
وغطت القائمة مختلف مجالات الحياة: المجتمع، الاقتصاد، السياسة، العلوم والتكنولوجيا، الفن، الطب، المجتمع المدني، وغيرها. وهذه الشخصيات، لم يتم اختيارها حسب وجهة نظر مجلة آرابيان بيزنيس، وإنما تم اختيارها وفق مجموعة من المعايير.
واحتل في القائمة العامة، في المركز الأول الأمير الوليد بن طلال، وجاء بعد في المركز الثاني، بسبب ثورة الفيسبوك، وائل غنيم، الذي اعتبره البعض مفجرا للثورة المصرية من خلال صفحة “كلنا خالد سعيد”، التي أسسها علي الفيسبوك. وباقي المراكز من الثالث إلى العاشر، فقد احتلها: القطري محمد بن همام بعد حصول قطر على تنظيم كأس العالم 2022، سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس طيران الإمارات، ومحمد العبار من الإمارات، رئيس شركة إعمار، والأردني وضاح خنفر رئيس شبكة أخبار قناة الجزيرة القطرية، وتشارلز عيسى اللبناني الأميركي، والطفلة نجود على من اليمن التي أعادت للمرأة اليمنية مكانتها، والدكتور أديب جاتيني البرازيلي اللبناني، ورجل الأعمال السعودي خالد الفالح.