هو أبو معشر جعفر بن محمد بن عمر البلخي (787 – 886)، والذي كان يعرف باسم ألبوماسر، ولد في بلخ والتي تقع حالياً في أفغانستان، كان من أشهر علماء الفلك المسلمين، وترجمت أعماله إلى اللاتينية وكانت معروفة في أوروبا حيث كان يعرف هناك باسم (ألبونسار Albunasar).
قدم إلى بغداد طلباً للعلم، فكان منزله في الجانب الغربي منها بباب خراسان، على ما جاء في (الفهرست)، وكان أولاً من أصحاب الحديث، ثم دخل في علم الحساب والهندسة، وعدل إلى علم أحكام النجوم، سكن واسط وفيها مات في 28 رمضان سنة 272 هـ.
أبو معشر البلخي.. مفسر الأحلام والأبراج
درس ابو معشر الفلكين الهندي والفارسي بالذات، وانغمس في شؤون التقويم والتنجيم، ووصفه القفطي بعالم الاسلام في احكام النجوم، وقد عمل في بغداد، وخدم الخليفة العباسي المستعين.
وقيل إن المستعين قد ضربه بالسياط لأنه اخبر بشيء قبل حدوثه، وقال له اصبت فعوقبت، وقد ذاعت شهرة البلخي في اوربا في العصور الوسطى كذلك بل واصبح اسمه فيها اسطوريا، وادخلت كتبه اليها نظام ( قرانات العشائر )، وكان باتيستا بورنا، المتوفى عام 1606م ، هو اول من وضع عنه مسرحية تدور حول اعماله في التنجيم. َ
وفي الخمسين من عمره، تحول ابو معشر الى دراسة الجغرافيا، وهو من اوائل من ربطوا بين ظواهر المد والجزر وحركة القمر، وقد انشأ البلخي ( زيجقلعة كتكز) الملقب بزيج ( الهزارات ) والذي يمر خط نصف نهاره بهذه القلعة، وألف ( المدخل الكبير الى علم احكام النجوم ) الذي ترجم الى اللاتينية والى لغات اوربية اخرى ، وطبع في اوربا مرات كثيرة . َ
ترك أبو معشر مصنّفات جمّة في النجوم، وذكر منها ابن النديم بضعة وثلاثين كتاباً، ومن أهمها : كتاب المدخل الكبير الذي ترجم وطبع عدة مرات، كتاب أحكام تحاويل سني المواليد الذي ترجم أيضاً وطبع عدة مرات، كتاب مواليد الرجال والنساء، كتاب الألوف في بيوت العبادات، كتاب الزيج الكبير، كتاب الزيج الصغير، كتاب المواليد الكبير، كتاب المواليد الصغير، كتاب الجمهرة، كتاب الاختيارات، كتاب الأنوار، كتاب الأمطار والرياح وتغير الأهوية، كتاب السهمين وأعمار الملوك والدول، كتاب اقتران النحسين في برج السرطان، كتاب المزاجات، كتاب تفسير المنامات من النجوم، كتاب الأقاليم.
ويقول ابو معشر في كتابه (المدخل) إن العالم قد ابتدأ والنجوم السبعة مجتمعة في أول برج الحمل، وأنه سينتهي عند اجتماعها في برج الحوت، ولكتاب ( المدخل ) مختصر يعرف بـ (المدخل الصغير).
وله ايضا ( رسالة في علم الاسطرلاب ) و ( رسائل القمر ).