أظهر بحث علمي تم نشره في المجلة الطبية الأمريكية، أن الأطفال الذين ولدوا لآباء كبار في السن لم يؤدوا اختبارات الذكاء خلال فترة الرضاعة والطفولة المبكرة بصورة جيدة في مقابل الأطفال الذين ولدوا لآباء وأمهات صغار في السن.
وأعاد البحث تحليل المعلومات لواحدة من أكبر دراسات الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية والمسماة Collaborative Perinatal Project، وأكدت أن العمر المثالي للزواج للرجال ينحصر بين 20 إلى 30 سنة، حيث تم اختبار 33 ألف طفل في أعمار الثمانية أشهر وفي السنة الرابعة والسابعة بمختلف اختبارات الذكاء وقد اخذ الباحثون في الحسبان عمر الأم والفوارق الاجتماعية-الاقتصادية في دراستهم.
وقال معدو الدراسة على النقيض من عمر الأب, فإن أطفال الأمهات الكبيرات بالسن أدوا اختبارات الذكاء بصوره أفضل وهذا قد يعزى إلى العوامل الاجتماعية الاقتصادية ولأن هؤلاء الأطفال تمتعوا بحياة بيتيه متسمة بتربيةٍ أكثر.
وفي تعليق متزامن قالت ماري كانون من قسم الصحة النفسية في كلية الجراحين الملكية في ايرلندا في نقاشها أن عمر الأب المتقدم فيه مد أوسع من التأثيرات على صحة ونمو الطفل إذا ما قورن بعمر الأم المتزايد , وهذا على الأرجح محصور بالمخاطر المتزايدة لمتلازمة داون.
وبينت الأدلة أن الآباء الكبار في السن يكونون أكثر احتمالا لإنجاب أطفال بهم إعاقات مثل الحلق والشفة المشقوقة وسرطانات الطفولة وعيوب القلب الولادية والحالات النفسية-العصبية كالشيزوفرينيا والاضطراب ثنائي القطب والانطواء على الذات والصرع.
لكن الأطفالَ الذين ولدواَ لأمهاتِ كبيراتً في السن حصلوا على نتائج أعلى في نفس الاختبارات، التي صمّمَت لقيَاْس القابلية على التفكير والتعليل والذاكرة والتركيز والمهارات الحركية ويقول الباحثون في جامعة كوينزلاند في استراليا أن النتائج المدهشة هي تحذير جلي للعدد المتزايد من الرجال في المجتمعات الغربية الذين يؤجلون الأبوة حتى الأربعين من أعمارهم أو أكثر.
يقول البروفيسور جون مكغراث المعد الرئيس للدراسة من معهد الدماغ في جامعة كوينزلاند في استراليا: بينما تميل الرسائل الصحية العامةِ إلى التَركيز على المشاكلِ التي ارتبطت بالأمهات الكبيرات بالسن فإن الساعات الحيوية تدق للرجال أيضا.
ويقول البروفيسور جون “كانت النَتائِج مذهله تماما حيث كان من المعتقد أن عمر الأب أقل أهمية إذا ما قورن بعمر الأم “ونحن الآن نحصل على برهان إضافي على أهمية عمر الأب”
ويضيف البروفيسور مكغراث: “إن العلماء يشكون في أن الرجال المسنين يكونون أكثر احتمالا لإنتاج حيمن يحتوي على عدد متزايد من الطفرات وهذه الطفرات هي أخطاء الحامض النووي وتنقل هذه الأخطاء إلى النسل, وعلى العكس من المرأة فأن الرجل يبقى خصبا ويستمر بإنتاج الحيمن حتى في مرحلة الشيخوخة.
وقال البروفيسور مكغراث “تتراكم الأخطاء إذن وتزيد إخطار المشاكل عند الأطفال ومن الممكن إن هذه المشاكل تنتقل إلى الجيل التالي”. فيما حذر أستاذ علم النفس في جامعة كيرتن للتكنولوجيا البروفيسور ديفيد هاي من وضع اللوم على الآلية الوراثية قائلا إن هنالك تفسيرا مألوفا أكثر فقد يكون السبب هو محدودية الوقت الذي يفترض أن يتفاعل فيه الآباء الكبار مع أبناءهم.
ويقول ديفيد إن القليل من النشاط والالتزامات العملية الكثيرة للآباء مع وجود الأطفال الكبار قد يبدد الوقت الذي يجب إن يمضيه الآباء مع الطفل الصغير بصوره أكثر.
ترجمة سلمان حسين إبراهيم – استراليا