أثبتت آخر الدراسات التي أجراها المعهد القومي للصحة والأبحاث الطبية بالولايات المتحدة والتي شملت 250 ألف شخص أن ممارسة نشاط بدني بصورة منتظمة يؤدى إلى زيادة في متوسط العمر بنسبة 30 % ، حيث تساعد الرياضة على إطالة أطراف الكروموزومات وهي (قطع من الخيط الصبغي الذي يظهر في نواة الخلية عند انقسام تلك الخلية)، وهي تلك الأطراف التي تتناقص في الحجم مع مرور الزمن، وأنه كلما زاد معدل النشاط البدني كلما قل معدل تناقص هذه الأطراف .
وقد أفادت نتائج العديد من الأبحاث والدراسات الدولية حول طول العمر بأن الرياضة البدنية هي أفضل سلاح لمواجهة الأمراض التى تهاجم الإنسان مع التقدم في السن مثل أمراض القلب والشرايين والسكر وارتفاع مستوى الكولسترول في الدم بالإضافة إلى مرض ترقق العظام.
وأكدت أكدت دراسة نشرتها الجريدة الصادرة عن الأكاديمية الأمريكية للأمراض العصبية أن الرياضة البدنية تقلل من مخاطر الإصابة بمرض ألزهايمر وذلك من خلال تنشيط الدورة الدموية للمخ ، الأمر الذي يقلل من مخاطر الأضرار التي تهدد الوظائف الإدراكية ويحول أيضا دون ظهور أمراض تؤثر على أداء المخ لوظائفه .
ويشير الباحثون إلى أهمية الحركة وحاجة أعضاء الجسم إلى التحفيز الدائم حتى لا تتراجع كفاءة هذه الأعضاء، مع الأخذ في الاعتبار أن الجسم يقاوم على امتداد العمر ظهور الأمراض، وبعد سن الخمسين يتعرض الكسالى أكثر من غيرهم للأمراض وأهمها أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم والسكر والكسور أعلى الفخذ بسبب مرض هشاشة العظام ، بالإضافة إلى سرطان القولون .
وتشير الإحصاءات في فرنسا إلى أن أمراض القلب والشرايين الناتجة عن ترسب الدهون وتكاثر خلايا النسيج الليفي في الجدران الداخلية للشرايين تؤدى لإصابة 100 ألف شخص بانسداد في الشريان التاجي وإصابة 100 ألف شخص أخر بتلف في الأوعية الدموية للمخ.
وللحصول على أقصى فائدة صحية، يتعين على الإنسان ممارسة نشاط بدني معتدل لكن بصورة يومية مثل ممارسة رياضة المشي لمدة ثلاثين دقيقة أو رياضة خفيفة أو ركوب الدراجة ، حيث أن نصف ساعة من المشي يوميا أفضل بكثير من الركض 15 كيلومترا مرة واحدة في الأسبوع ، لان الدراسات أظهرت أن النشاط البسيط – في متناول الجميع – يمثل أفضل السبل للوقاية من مخاطر انسداد الشرايين بالساق .