تُضعِف السمنة والتدخين من قدرات المخ، حتى لدى الشاب الذي لم يبارح الخامسة والثلاثين.
وتقول دراسة هولندية حديثة إن الدماغ يتأثر بذات العوامل التي تؤثر سلبا على أداء القلب وأبرزها السمنة والتدخين مضيفة أن هذا التأثير يحدث في سن أصغر كثيرا مما يظن البعض.
وأخضع باحثون هولنديون ثلاثة آلاف وثمانمائة شخص تتراوح أعمارهم بين 35-82 للدراسة حيث وُجهت لهم أسئلة لاختبار الذاكرة والقدرة على التخطيط وكذلك الاستنتاج.
وخلُصت الدراسة إلى أن العادات الضارة، التي تؤثر سلبا على وظائف القلب، مثل التدخين بشراهة وارتفاع نسبة الكولسترول، أظهرت تأثيرا سلبيا على وظائف الدماغ لدى كل الأعمار التي خضعت للبحث.
وقالت جمعية الزهايمر إن كل ما ثبت أنه يضر بالقلب تبين أنه يضر أيضا بالدماغ.
وكتب فريق بحث مركز جامعة جرونينجن الطبي في مجلة “ستروك” المتخصصة إن الأدلة في السابق كانت تشير بالفعل إلى أن كفاءة المخ تنخفض بحلول الخامسة والأربعين.
عوامل الخطر
وللتحقق مما إذا كان ذلك الانخفاض قد يحدث في أعمار مبكرة، قيم الفريق القدرات العقلية للمبحوثين ووظائفهم المعرفية من خلال اختبار شامل.
كما فحص الباحثون عوامل زيادة مخاطر الإصابة بمشكلات في القلب، والتي تتضمن التدخين وارتفاع نسبة الكولسترول وارتفاع ضغط الدم والسكر وزيادة الوزن.
وأحرز أولئك الذين ترتفع لديهم نسبة مخاطر الإصابة بأمراض القلب مستوى أقل بنسبة خمسين بالمائة في اختبارات الإدراك مقارنة بأقرانهم الذين لا يعانون المخاطر نفسها.
ويقل متوسط القدرات العقلية لمن يدخنون خمس عشرة سيجارة في اليوم بنسبة 2.4 عن غيرالمدخنين. وأظهرت النتائج أيضا أن مستوى القدرات العقلية لمن يدخنون ست عشرة سيجارة فأكثر أقل من غيرهم بنسبة 3.4 بالمئة.
ويقول الدكتور هنيكي جوستين الذي قاد فريق الدراسة إن “الشباب البالغين ربما يعتقدون أن عواقب التدخين والسمنة تتسلل إلى أجسادهم بعد سنوات طويلة لكن الحقيقة غير ذلك”.
واستطرد “إن معظم الناس يدركون أن عاداتهم السيئة لها تأثيرات قد تفضي بهم إلى الإصابة بأمراض القلب ومضاعفاتها كالنوبات الدماغية وضعف أداء الكُلى لكنهم لا يعلمون أن هذه العادات الضارة تؤثر سلبا أيضا على صحتهم العقلية”.
ويجمل جوستين النتيجة بقوله “ما هو سيء للقلب هو سيء للدماغ أيضا”.
وقال دوغ براون مدير الأبحاث في جمعية ألزهايمر قال “نعرف أن التدخين وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول كلها أمور سيئة بالنسبة للقلب”.
وأضاف “لكن هذه الدراسة أضافت أدلة تشير أيضا إلى أن هذه العادات سيئة أيضا بالنسبة للدماغ أيضا”.
وكما تظهر الدراسة فإنه من المهم أن يعيد الناس التفكير في أسلوب حياتهم وعاداتهم، فهي تؤثر على صحتهم في وقت مبكر جدا عما كان يعتقد في الماضي، بحسب براون.
ويردف “حينما نُمنّي أنفسنا بأننا سوف نقلع عن التدخين غدا أو سنلجأ لتناول الطعام الصحي في الأسبوع المقبل، فإننا في الحقيقة قد نصيب أنفسنا بضرر يزيد كثيرا عما يدركه الناس”.