في سابقة علمية جديدة لعلاج “الزهايمر” والقضاء عليه، كشفت جريدة “دايلي ميل” عن تقنية جديدة تتمثل في صورة دقيقة جداً تم التقاطها للدماغ من قبل مجموعة من الباحثين، وتعد أكثر وضوحاً بـ64 مليون مرة مما تسمح به التكنولوجيا الحالية، الحدث الذي يشكل تطوراً بالغ الأهمية في مجال القضاء على الأمراض المرتبطة بالدماغ مثل الخرف والزهايمر وغيرهما.
Table of Contents
الفأر حديث الأوساط العلمية !
وذكرت جريدة ” دايلي ميل ” البريطانية بأنه تم التقاط صورة لدماغ فأر باستخدام جهاز تصوير بالرنين المغناطيسي عالي الطاقة بمستوى غير مسبوق من التفاصيل الدقيقة.
ونشرت الجريدة تقريراً عن هذا الحدث العلمي الفريد ذكرت من خلاله بأنه لا يزال يتعين على العلماء تكرار عمليات المسح التفصيلية للغاية على أدمغة البشر، والتي يمكن أن تتيح للأطباء في المستقبل اكتشاف الأمراض مبكراً، وتقديم المساعدة للمرضى في البقاء على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة.
ويأمل العلماء في أن تساهم هذه الأبحاث في تحقيق طفرات في علاج تطور الأمراض العصبية مثل مرض الزهايمر.
اكتشاف أورام المخ مبكراً
يذكر أن فريق من الباحثين من ولاية كارولينا الشمالية وتينيسي وبنسلفانيا وإنديانا، استخدم ماسحا ضوئيا متطوراً للتصوير بالرنين المغناطيسي عالي الطاقة يوفر الصور الأكثر وضوحا وتفصيلا، ويكشف عن تعقيدات تنظيم دماغ الفأر والاتصال به.
وبالرغم من أهمية فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لتشخيص الحالات المميتة مثل أورام المخ، إلا أنها لا تستطيع حاليا بالتقنيات المتاحة الخوض في التفاصيل المجهرية.
وعقب الانتهاء من فحص التصوير بالرنين المغناطيسي على دماغ الفأر بتفاصيل رائعة، أنتج العلماء صورة أخرى باستخدام طريقة تعرف باسم “الفحص المجهري للورقة الضوئية”.
وسمح هذا للفريق بتصور البنية الداخلية والوصلات داخل الدماغ بتفاصيل تقنية الألوان.
وحتى وقتنا هذا لم يتم إجراء عمليات المسح إلا على الفئران، وبالرغم من ذلك تسود حالة من التفائل بين القائمين على هذه الأبحاث، لإزدياد مؤشرات نجاح استخدام هذه التكنولوجيا في تتبع التغيرات المرتبطة بالعمر في أدمغة البشر؛ ما يؤدي إلى اكتشاف علاجات جديدة لمرضى الزهايمر.
رؤية الشبكات العصبية.. أصبح متاحاً!!
واستمرت هذه الأبحاث أربعة عقود بقيادة فريق من الباحثين بجامعة ديوك الأمريكية، إلى أن تم نشر نتائج عمليات المسح في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.
وقال ألان جونسون، الناشر الرئيسي للورقة البحثية الجديدة: «يمكننا البدء في النظر إلى الأمراض التنكسية العصبية بطريقة مختلفة تماما بإستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي وموجات الراديو لإنتاج عمليات المسح».
واستطاع العلماء إتاحة نظرة سريعة بلون قوس قزح داخل الشبكات العصبية للفئران من أعمار مختلفة، وتركيبات جينية متباينة بإستخدام مغناطيس قوي للغاية، أقوى بكثير من تلك التي تستخدم غالباً في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي التقليدي.
أجهزة عالية الدقة والأداء
وتم استخدام جهاز كمبيوتر عالي الدقة والأداء ما يقرب من 800 جهاز كمبيوتر محمول ” لاب توب ” تعمل جميعها في وقت واحد لتصوير دماغ واحد ، للحصول على صورة في غاية الوضوح للدماغ .
وعند الانتهاء من فحص التصوير بالرنين المغناطيسي، قام العلماء بعمل فحص مجهري للورقة الضوئية على عينة أنسجة المخ، ما يسمح لهم بتصنيف مجموعات محددة من الخلايا في الدماغ، ومتابعتها بحثا عن التغييرات أو تطور الحالة في مرض التنكس العصبي مع مرور الوقت.
وأبرزت الصورة قدرة مرض الزهايمر على كسر الشبكات العصبية وإحداث الخلل بها.
ويمكن أن تكون تطبيقات تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي عالية الطاقة واسعة النطاق، ما يساعد الأطباء على تشخيص السرطانات والأمراض العصبية قبل فوات الأوان.