تمكن الطالب الفلسطيني أحمد وفيق خريشة البالغ من العمر 21 عاما، من اختراع جهاز جديد لا يتجاوز حجمه حجم الهاتف المحمول، قادر على لفظ اللون صوتيا ويتميز في المرحلة الحالية من تصميمه بدقته في معرفة خمسة من الألوان هي الأحمر والأخضر والأزرق والأبيض والأسود لأي شيء كان، كما يمكن وصله بجهاز الحاسوب لإعطاء قيمة اللون رقمياً علي الشاشة وأيضاً يصدر ضوءاً حسب اللون المعطى.
أثناء زيارة قام بها إلى، جمعية أصدقاء الكفيف، في مدينة رام الله تعرف الشاب أحمد وفيق خريشة (20) عاما وخريشة من قرية جيوس بمحافظة قلقيلية يدرس هندسة الكمبيوتر في جامعة القدس، طرأت فكرة اختراعه بعد زيارة له قام بها إلى جمعية أصدقاء الكفيف في رام الله، وتعرف خلالها علي بعض الأجهزة التي يستفيد منها الكفيف مثل لوحة مفاتيح خاصة التي تمكن الكفيف من التعامل مع جهاز الحاسوب.
يقول خريشة: “بعد زيارتي للجمعية تساءلت كيف يمكن للكفيف أن يتعرف على اللون؟، وعرفت أنه لا يوجد جهازا يحقق هذه الفائدة للمكفوفين، وهذه كانت البداية التي تلاها بعد ذلك نجاح تلو الآخر”.
واختراع خريشة الجديد عبارة عن جهاز محمول قادر على لفظ اللون ويمكن وصله بجهاز الحاسوب لإعطاء قيمة اللون رقمياً علي الشاشة وأيضاً يصدر ضوءاً حسب اللون المعطى.
يتميز الجهاز بدقته في معرفة خمسة من الألوان (أحمر، أخضر، أزرق، أبيض، أسود) حيث يمكنه التعرف على لون أي جسم ضمن الألوان المحددة له مهما كان نوعه أو شكله، فمثلاً يستطيع الجهاز معرفة لون فرشاة الأسنان أو لون الحذاء أو لون الملابس.. إلخ.
وللجهاز وظائف مهمة ومتعددة للكفيف أو المصاب بعمى الألوان، فهو يساعده على ممارسة بعض الأنشطة اليومية دون الحاجة إلى الآخرين على سبيل المثال يمكن له أن يرتدي ملابسه بأناقة. أما من الناحية التعليمية فهنا تكمن الحاجة للجهاز: فمثلا، الكفيف الكيميائي يحتاج إلى التأكد من صحة التجربة الكيميائية وذلك عن طريق طبيعة اللون الناتج من التفاعل الذي يحدد نجاح أو فشل التجربة، حتى لو لم يكن للكفيف حاجة ماسة للجهاز على فرض أنه يحتاجه من باب الرفاهية والفضول.
ولا تقتصر وظيفة الجهاز الجديد على تمكين المكفوفين من ممارسة العديد من الأنشطة اليومية دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين، بل أيضا يمكن الإفادة منه صناعيا في مجال الطلاء أو صناعة الروبوتات لقدرته على الاتصال بالحاسوب وإعطاء قيمة اللون رقميا.
فكرة تصميم الجهاز
وبشأن السبل التي سلكها الشاب للاهتداء إلى فكرته، أوضح أنه استطاع الإفادة من خبرته في مجال الإلكترونيات في الوصول واختيار المكونات والقطع الإلكترونية المناسبة لاستخدمها في تطبيق الفكرة.
وأوضح أن فترة العثور على المجس الإلكتروني المناسب للمشروع كانت أطول وأصعب مراحل إنجازه واستغرقت نفس المدة التي استمرت أربعة أشهر.
وأشار إلى أن مكمن الصعوبة كان في كيفية الحصول على مجس صغير ورخيص يناسب جهاز محمول خفيف الوزن يسهل على الكفيف استخدامه.
وبين أنه نجح بمساعدة شبكة الإنترنت في الحصول على المكونات الإلكترونية المناسبة بعد أن خاض سلسلة من التجارب التي وفق من خلالها في التوصل إلى مبتغاه، لافتا إلى أن هذه الخطوة كانت من أهم الخطوات على طريق تطبيق فكرة تصميم الجهاز.
ويشرح الشاب الفلسطيني الذي يدرس في قسم هندسة الحاسوب بجامعة القدس فكرة تصميم جهازه بالقول إنها تقوم بالأساس على استخدام مجس إلكتروني صغير ذي مواصفات تقنية عالية، يعمل على تحليل الإشارة الكهربائية عن طريق معالج إلكتروني دقيق موجود إلى جانب المجس في الجهاز ومن ثم يعمل على تمييز اللون المراد تحويله إلى صوت يشير إلى اسم اللون باللغة العربية.
وأوضح أن كل لون في الطبيعة له طول موجة وتردد يختلف عن اللون الآخر، مشيرا إلى أنه من خلال هذه الذبذبات يستطيع المجس تمييز طول الموجة اللونية ويحولها عبر مجس إلكتروني إلى إشارة كهربائية.