اخترع الدكتور السوري علي بشير بطحة جهازا يمكن من دراسة تدفق البول الحالبي بالمثانة باستخدام الأمواج فوق الصوتية، فكرة الاختراع تعتمد على اكتشاف الدكتور بشير لظاهرة فيزيائية وهي أن الجزيئات المضغوطة لسائل ما، في حيز نفس السائل تبدي أثناء تراصها ظلا ملحوظا بالأمواج فوق الصوتية وهذا ما لا تراه الأشعة السينية.
وقد قام د. بشير بحقن في حيز نفوذ الأمواج فوق الصوتية ممتلئ بسائل ما (ماء¬ ـ سيروم…) وكمية من نفس السائل بواسطة سيرنغ، أدخل رأسه من إحدى الجهات وطبق المجس (البروب) في الجهة المقابلة، فلاحظ ارتسام موجه كثيفة صريحة على الشاشة تتوافق مع دفع السائل من خلال السيرنغ المنغمس في الحيز المذكور، وبعد ثوان تلاشى الظل مع استقرار حركة السائل داخل الحيز المذكور.
التطبيقات العملية للاختراع
انطلاقا من هذه الظاهرة بدأ بتطبيقها على المثانة باعتبارها الحيز النفوذ للأمواج فوق الصوتية حيث أجرى تجاربه على مئات الأشخاص. فكان يحضر المريض بإعطائه 3 ـ 4 أكواب ماء، على فترات زمنية تفصل بين كل كوبين (مدة عشر دقائق) ويفضل أن يكون الشخص على الريق صباحاً.
ويفحص الشخص بعد عشر دقائق من الطوب الأخير ومراقبة صماخي الحالبين عبر المثانة حيث يكون غالباً في فترة نشاط إفرازي جيد. فيتم ملاحظة الظل الكثيف المتشكل في المثانة من تدفق البول عبر صماخ الحالب بشكل واضح لا يقبل مجالا للشك.
ومن هذه الملاحظات تبين أنه في الحالات الطبيعية، (وخاصة بعد تشكل كمية من البول لا بأس بها في المثانة)، يكون التدفق واضحاً من كلا الصماخين، وقد يكون متناوباً أو متزامناً من حين لأخر.
وهناك فترة زمنية بين كل دفقة وأخرى لكل حالب متباينة حسب الأشخاص والأعمار وكمية الماء المتناولة. وبشكل عام تكون الفترات الفاصلة بين تدفقين ما بين 10 ـ 60 ثانية، وقد تستمر فترة الدفقة الواحدة حتى 10 ثواني.
ولا يتأثر التدفق بوضعية المريض (واقفا ـ مستلقيا ـ أو بوضعية تراندلنبورغ)… من هذه الملاحظات انطلقت إلى أنه يمكن القول أن للحالب ((شخصية مميزة)) أثناء القيام بعمله، وليس أنه مجرد أنبوب عضلي أملس يسير البول عبره من الكلية للمثانة بتقلصات مستمرة تدفع ما يأتيه من بول باستمرار وبدفعات قليلة… وإنما يحتفظ الحالب بكمية كبيرة نسبياً من البول، ثم يقذف القسم الأكبر منها للمثانة تحت إشراف مشعر خاص للمقوية العضلية في نهايته السفلية، تماماً كما يعمل صباب الحرارة ((الترموستات)) ؟…
ويمكن حساب حجم الدفقة الواحدة بأخذ طول الموجه المتشكلة وقطرها مع أخذ زمن الدفقة بعين الاعتبار.
وبعد هذا نستطيع القول بأن هذه الطريقة تعطي التشخيص للمرور البولي حتى مستوى المثانة في الحالات الطبيعية، وأن سلامة طريق دون الآخر تدل على إصابة الطريق المفرغ الآخر بعائق (هذا إذا كانت الكلية موجودة أصلاً). يمكن تقصي هذا العائق بوسائل تشخيصية أخرى إذا لزم الأمر.
وبشكل عام استطاع التنبؤ بأن التقرير الذي سوف يستعمل في هذا المجال يكون كالآتي: ((لدى فحص المثانة (بعد التحضير) وتقصي مكان صماخي الحالبين فيها، لوحظ تدفق البول في المثانة من الصماخين بشكل واضح، أو أنه لوحظ تدفق في صماخ دون الآخر….))
استطبابات استعمال هذه الطريقة في مجال الجهاز البولي
1- تشخيص الحالة السليمة للمرور الكلوي المثاني. 2- في حوادث السلم والحرب التي يشك فيها بإصابة الطرق البولية المفرغة. 3- وجود قصة تشير لحصاة حويضة أو حالب. 4- استسقاء كلية أيّ كان سببه. 5- حين الشك السريري بإصابة ورمية في الحالب. 6- أورام المثانة خاصة القريبة من صماخي البول. 7- بعد التداخلات الجراحية التي يشك بعدها بإصابة الحالب وهنا أود أن أشير إلى أنه في حالة الناسور البولي المهبلي نستطيع معرفة ما إذا كانت الإصابة حالبية أو مثانية. 8- حالة هبوط الكلية وتزوي الحالب. 9- حالة عدم وجود كلية (خلقية أو بعد استئصال) أو ضمور كلية.
ولما كانت النسبة الكبرى من حصيات الحالب موجودة قرب نهايته السفلية، ونظراً لسهولة معرفة مكان صماخي الحالبين، يمكن البحث عن ظل كثيف قرب الصماخ المشتبه به.
ومن أهم الميزات لهذه الطريقة كما ذكر أنه ليس لها مضاد استطباب خاص عند الحوامل والأطفال، وأنها تغني عن استعمال الصور الملّونة والقثطرة المثانية أو الحالبية بنسبة كبيرة. ويبقى لاستعمال الطرق الشعاعية البسيطة والملّونة والقثطرة المثانية الحالبية مجالاتها واستطباباتها، حسب معرفة العاملين في مجال أمراض الكلية الداخلية والجراحية. وأخيراً أعتقد بأنه يمكن الاستفادة من هذه الظاهرة في مجالات أخرى سواء الطبية أو العلمية بشكل عام.