“نايفة” عالم عربي يستطيع تحريك الذرة وتغيير مواقعها
ريتشارد فاينمان أحد أشهر علماء الكيمياء في القرن العشرين وله العديد من الإسهامات والانجازات في ذلك المجال وكان من أهم التسائولات التي طرحها فاينمان هي هل من الممكن أن نقوم بتحريك الذرة من مكانها..!!
بعد أقل من 200 عاما من الزمان كان هناك إجابة علي ذلك التساءول من “منير حسن نايفة” أحد رواد علم تقنيات النانوتكنولوجي في العالم، نايفة ابن فلسطين الذي لم يدفعه الاحتلال إلى الاعتلال، وإنما دفعه إلى أن يخرج من مصباح العلم حاملا معه مفاجآت من عالم الخيال، فنايفة هو الذي حول خيال فاينمان إلى حقيقة ملموسة، مؤسسا بذلك لفرع جديد في علم الكيمياء هو «كيمياء الذرة المنفردة»، وحصل عن ذلك على 7 براءات اختراع.
تكنولوجيا النانو
مهد نايفة بأبحاثه النانوية لطفرة طبية سوف تسهم في علاج العديد من الأمراض التي وقف العلم عاجزا أمامها سنوات طويلة؛ ويتيح هذا الإنجاز بناء أجهزة ومعدات مجهريه لا يزيد حجمها على عدة ذرات بما يمكنها من الولوج في جسم الإنسان، والسير داخل الشرايين والوصول إلى أعضائه الداخلية، وتؤدي هذه المقدرة إلى بناء مركبات معقدة بنيوية مثل المستقبلات والإنزيمات والأجسام المضادة والهياكل الخلوية التي يكون تصنيعها مكلفا وصعبا باستعمال تقنيات الكيمياء الصناعية الحالية، بالإضافة إلى مستحضرات التجميل، وستمكن هذه التقنية كذلك من صناعة غرفة عملّيات كاملة في كبسولة (عبوة) صغيرة، يتمّ وضعها داخل جسم المريض لتقوم بتنفيذ برنامج العمليّة الذي برمجه الطبيب فيها حسب حالة المريض.
الطفرة لم تتوقف على مجال الطب فقط بل تتعدى ذلك لتشمل كل ميادين الحياة مثل الزراعة والغذاء والبيئة والالكترونيات، هذا فضلا عن تطبيقاتها العسكرية والأمنية والاستكشافية في الفضاء، والآن ظهرت منتجات رياضية تحتوي على مواد نانوية، وزجاج مطلي بمواد نانوية لتمنع تبللها أو التصاق الأوساخ عليها، ومرشحات للهواء، وحبيبات نانوية مطهرة، ويمكن استنتاج تلك القفزة التي سيحققها ذلك العلم من خلال المقارنة بـ”المايكروتكنولوجي” التي أنتجت أجهزة الكمبيوتر والترانزيستور وكل المعدات الإلكترونية الحالية، وفى هذا الإطار يشير الكتاب السنوي الصادر عن الموسوعة البريطانية «بريتانيكا» إلى أن تقنية نايفة سوف تزيد من كفاءة أداء الآلات ما بين 100 مليون و10 آلاف مليون مرة على الطرق التقليدية.
ويرأس الدكتور نايفة شبكة العلماء والتكنولوجيين العرب في الخارج، وهو أحد التجمعات الشهيرة للعلماء المهاجرين، التي أنشئت عام 1992 عقب أول اجتماع لها في العاصمة الأردنية عمان، وتقوم الشبكة بدور هام في حصر الكفاءات العربية في المجالات العلمية المختلفة، وفتح المجال أمام حدوث تعاون وتنفيذ برامج ومشاريع علمية، من شأنها أن ترتقي ببلداننا العربية، كما أنه عضو بمجلس إدارة المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا بالشارقة التي أسست عام 2000، وهي مؤسسة تهتم بوضع المشاريع العلمية المشتركة التي تسهم في حل المشكلات التي تعاني منها منطقتنا العربية، بالإضافة إلى التنسيق بين علماء الداخل والخارج، وتعد محاولة لتشكيل قوة ضغط علمية تحث الحكومة العربية على ضرورة دعم البحث العلمي تجري في الوقت الحاضر أبحاث تعاونية مشتركة في حقل نانوتكنولوجيا السليكون بين “جامعة الينوي” و”جامعة الملك سعود” في الرياض، وهناك بعض الأبحاث الميدانية في المملكة على الفلترات النانونية المستخدمة في تحليه المياه.
حصل نايفة على مائة جائزة في أبحاث صناعية، وأصدر العديد من المؤلفات العلمية، ونشر ما يزيد على130 مقالا وبحثا علميا، وشارك مع آخرين في إعداد وتأليف العديد من الكتب عن علوم الليزر والكهربية والمغناطيسية. كما وردت الإشارة إلى اسم نايفة في العديد من موسوعات العلماء والمشاهير، وكان من أبرزها موسوعة “بريتنيكا” الشهيرة، وموسوعة “ماجروهيل”، وقائمة رجال ونساء العلم الأمريكيين، وموسوعة ” Who’s Who in America”، وقائمة “Who’s Who in Technology Today”، وقائمة “Who’s Who in Engineering “، وكذلك المعجم الدولي للسيرة الذاتية، وقائمة رجال الإنجازات.