أنيل جوبتا.. والمنظومة الهندية للابتكارات
بقلم : د. مجدى سعيد
أنيل جوبتا Anil Gupta داعية ونصير الابتكار الهندي، والذي فضلا عن تأسيسه للشبكة، فقد شارك أيضا في تأسيس مؤسسة سريستي SRISTI الأهلية للابتكار الشعبي، كما عمل مع الحكومة الهندية من أجل إنشاء المؤسسة الوطنية للابتكار التي تعقد مسابقات وطنية لتشجيع المخترعين الجدد كما تساعد في رعايتهم من خلال “الصندوق الوطني لمشاريع الابتكار الصغرى”.
وأنيل جوبتا أستاذ الإدارة الزراعية في المعهد الهندي للإدارة بأحمد آباد، تدرج في التحصيل العلمي الأكاديمي في الجامعات الهندية فحصل على بكالوريوس الزراعة، ثم ماجستير علم الوراثة البيوكيميائية عام 1974، ثم الدكتوراه في علم الإدارة عام 1984. وقد وصفه موقع تيد إنديا بأنه مكتشف المبتكرين المجهولين والمبادرين الأهليين في العالم النامي الذين يخفي الفقر براعتهم والذي استطاع بفضل عمله تغيير حياة الكثيرين.
كان أنيل جوبتا قد تحدث عن مشروع حياته “شبكة نحل العسل” في إطار برنامج “تيد إنديا TED India” قائلا: عندما نظرت إلى الملايين من فقراء الهند، رأيت ابتكارات ومواهب لم يتوفر لها الدعم اللازم، لأجل ذلك أسست “شبكة نحل العسل”، وبدأت أجوب البلاد مع زملائي – سيرا على الأقدام في أغلب الأوقات – فوجدت عددا لا يحصى من الاختراعات التي تطورت تحت وطأة الاحتياجات. فقمت وزملائي بتوثيق ما اكتشفناه، وشاركنا تلك الاكتشافات مع المجتمع الهندي والعالمي، تماما عندما يفعل النحل حينما يقوم بجمع حبوب اللقاح لمصلحة كليهما، ومنذ عام 1988 – حين بدأت الشبكة – ضمت قاعدة بياناتها عددا ضخما من الاختراعات بلغ 12 ألفا، كما تم نشر رسالتها الإخبارية في ثمان لغات حتى الآن، ووزعت في 75 بلدا حول العالم.
ولكي لا يمضي الحديث عن الرجل دون الحديث عن المنظومة الابتكارية في الهند والتي يمثل ضلعا أساسيا في تكوينها وصياغة فلسفتها، نقول إن شبكة نحل العسل وهي أكبر شبكة شعبية في العالم من المزارعين والحرفيين المبدعين والمبتكرين، تهدف إلى التعرف على هؤلاء المبدعين في المجتمع، ودعمهم ومكافأتهم، وتشبيكهم وتقديم التسهيلات لحماية ابتكاراتهم، وتعمل الشبكة بالأساس مع أولئك الذين يعملون في مجالات التكنولوجيات الملائمة والمستدامة المبنية على المعارف والخبرات التقليدية، كما تعمل مع أولئك الذين يقدمون ابتكارات خضراء للحفاظ على التنوع الحيوي في مجتمعاتهم المحلية، وتقوم الشبكة بإصدار “نشرة نحل العسل” باعتبارها الأداة الأساسية للتوعية والتواصل وذلك منذ عام 1989.
أما جمعية سريستي – الضلع الثاني في المنظومة – فهي جمعية البحوث والمبادرات من أجل التكنولوجيات والمؤسسات المستدامة، تأسست عام 1993 في أحمد أباد بولاية جوجارات الهندية استجابة للحاجة إلى الدعم المؤسسي لأعمال شبكة نحل العسل، وقد تأسست لتوفير الدعم التنظيمي والفكري واللوجستي لشبكة نحل العسل، وذلك من خلال توثيق الابتكارات ونشرها وتطويرها المنظم للإبداعات الشعبية الخضراء، ومن خلال توفير الحماية لحقوق الملكية الفكرية للمبتكرين الشعبيين، والعمل من أجل الحفاظ على التنوع الحيوي المحلي، كما تسعى لتوفير الدعم لمشاريع المبتكرين الشعبيين، وإدارة قاعدة البيانات الخاصة بهم، إضافة إلى دعم إصدار النشرة الدورية لنحل العسل.
ويرتبط بهاتين المؤسسيتين ويكمل عملهما شبكة تحفيز الإبداعات الشعبية (جيان) والتي تأسست بدعم من حكومة جوجارات عام 1997 لتوفير حضّانات واستثمار الإبداعات الشعبية والترخيص للتكنولوجيات الشعبية على مستوى الولاية والدولة وكذا على المستوى الدولي، وقد قامت الشبكة بتأسيس أستوديو تصميمي للإبداعات الشعبية عرف باسم “جريدز”، ووحدة للمساعدة في الحصول على براءات الاختراع.
أما الضلع الرابع فهو المؤسسة الوطنية للابتكار وقد تأسست عام 2000 بدعم من قسم العلوم التكنولوجيا بالحكومة الهندية بهدف رئيسي هو توفير الدعم المؤسسي لجهود استكشاف وإكثار الابتكارات الشعبية الخضراء، والمحافظة عليها وترقيتها، والمساعدة في تحويلها إلى أنشطة ذاتية الدعم، وتطمح المؤسسة إلى جعل المجتمع الهندي مجتمعا مبتكرا ومبدعا ودفعه ليحوز مكانة القيادة العالمية في مجال التكنولوجيات المستدامة.
وقد تعمدت أن يأتي حديثي عن أنيل جوبتا ومنظومة الابتكار الهندية عقب حديثي في مقال سابق عن شبابنا المبادر الذي نظم المؤتمر الدولي للتعاون بين الصناعة والجامعات وفي أجواء الحديث عن “أوهام الابتكار” و”ابتكار الوهم” الذي يشخص ويعالج الإيدز وفيروس سي من على بعد نصف كيلو متر من خلال ترددات كهرومغناطيسية لجزيئات الآر إن إيه في الفيروات ويعطى المريض “صباع كفتة” دليلا على الشفاء المعجزة، لأقولمن خلال هذين المقالين أن الأمل موجود في أمثال هؤلاء الشباب القادرين على تحريك المياه الراكدة، واستبدال الأوهام بالحقائق، والذين يمكنهم التواصل مع رواد ورموز التجربة الهندية للابتكار للاستفادة منها في صناعة شيء حقيقي تستطيع مصر بعقولها المبدعة أن تحققه..وهي تستحقه، فبغير أن تسري روح الإبداع والابتكار في عقول ووجدانات الشعب، لا أمل في تقدم أو نهضة.
طالع:
حلقة أنيل جوبتا في برنامج تيد إنديا:
مدونة أنيل جوبتا على موقع سريستي:
المؤسسة الوطنية الهندية للابتكارات (وعلى صفحتها رابط بباقي مكونات المنظومة)
مقال سابق لي أكثر تفصيلا عن المنظومة منقولا على موقع موهوبون
رابط صفحة الدكتور مجدي سعيد على الفيسبوك :
https://www.facebook.com/magdy.said.96558?fref=nf