“نماء”.. مدرسة المبادرين الاجتماعيين
بقلم : د . مجدي سعيد
لا يكتمل طريق التنمية المؤدي إلى الحرية إلا بالمبادرات الاجتماعية التي تعيد النظر في المشكلات والاحتياجات التقليدية للمجتمع لتقدم حلول إبداعية وابتكارية لها، ومن ثم فكما حرصنا على الحديث عن “رائد أعمال” كأحد المشاريع التي تهدف إلى تنمية روح المبادرات المبتكرة في مجال الأعمال..
التي تهدف إلى الربح، فإننا نحرص أن نقدم اليوم الجناح الآخر لروح المبادرة، والمتمثلة في المبادرة الاجتماعية، وذلك من خلال إلقاء الضوء على “مبادرة نماء للتنمية المستدامة” والتي تهدف إلى بناء أفراد مبادرين اجتماعيًا؛ لديهم المعرفة والمهارة والقيم التي تؤهلهم للقيام بمبادرات تنموية في المجالات المختلفة.
المبادرون الاجتماعيون كما تعرفهم منظمة “أشوكا” – وهي أشهر منظمات دعم المبادرين والمبادرات الاجتماعية في العالم – هم أفراد لديهم حلول مبتكرة للمشاكل الاجتماعية الأكثر إلحاحًا في المجتمع، ويتميزون بالطموح والدأب في معالجة القضايا الاجتماعية الكبرى وتقديم أفكار جديدة من أجل تغيير واسع النطاق[1]. والقضايا الاجتماعية معنى واسع وشامل لكل قضايا المجتمع، والأمة، بل حتى الإنسانية.
صناعة وإعداد “صناع التغيير” هؤلاء من المبادرين الاجتماعيين مهمة يقل أو يندر من يقوم بها في مجتمعنا المصري والعربي، من هنا تأتي أهمية ما تفعله مبادرة نماء، وهي مبادرة شبابية تطوعية للتعلم والعمل من أجل التنمية المستدامة لمصر في مختلف المجالات، بدأت في العاشر من شهر يونيو عام 2005 تحت مظلة حضَانة المشاريع التنموية بجمعية نهضة المحروسة.
تسعى “نماء” إلى تحقيق أهدافها من خلال: المدرسة الصيفية وصالون تواصل وحملة نماء للمشاركة المعرفية للمحافظات. أما مدرسة نماء فهي كما يعرفونها “ساحة مفتوحة للتعلم وهي مكان للإلهام والتفكر، تهدف لخلق مبادرين مجتمعيين وصولاً لمجتمع أكثر إنسانية. وتؤمن بقيمة كل فرد وتعزز من البناء على المشترك بين الجميع، وترى أن التربية هي الحل وأن التنمية لابد أن تنبع من داخل المجتمع. تعمل “نماء” على خلق جيل من المبادرين المجتمعيين فى كافة المجالات يساهم فى تغيير واقع وطنه للأفضل من خلال “رحلة تعلم” تبدأ باكتشاف الذات، ولا تنتهي بالتعرض لخبرات متعددة ونماذج تنموية مختلفة. تساعد نماء المشاركين على اكتشاف واقع مختلف كما تشجعهم على تشكيل هذا الواقع من خلال إمدادهم بالأدوات اللازمة للعمل مع المجتمع. نماء ليست مدرسة تقليدية.. ليست مقصورة على فكر معين.. تعمل على سد الفجوة بين النظرية والتطبيق في العمل التنموي.. وتنطلق من رفع الواقع إلى الحلم بالمستقبل”، من خلال المدرسة يتعرف المشاركون على خرائط معرفية عامة في الاقتصاد والسياسة والمجتمع المدني لمصر. وذلك من خلال مجموعة من المحاضرات، وورش العمل والزيارات الميدانية لمشاريع توضح أوجه ومداخل التنمية المتعددة بمصر. يتم هذا في بيئة تعليمية تشاركية تساعد الطلبة على اكتشاف ذواتهم، واستكشاف العالم المحيط بهم ومعرفة دورهم الحقيقي المساهم في خريطة التنمية المصرية. تفتح المدرسة الآن – وحتى الخامس من ديسمبر – أبوابها لتقديم طلبات الالتحاق بالمدرسة لعام 2014.
على الرغم من الدور العظيم الذي تقوم به المبادرة في سد ثغرة تكوين “صناع التغيير” في المجتمع، إلا أن هذا الدور يظل محدودًا، يحده قصر مدة عمل المدرسة (خلال شهور الصيف من كل عام)، ويحده كون المدرسة متمركزة في العاصمة، مع أننا أحوج ما نكون إلى مثلها في عاصمة كل محافظة، بل لا أبالغ إذا قلت في كل مركز من مراكز محافظاتنا السبع والعشرين، حتى تصبح صناعة التغيير روحا تسري في الأمة المصرية فتحييها، وهذا ربما يقتضي من المدرسة أن تفكر في وسيلة لديمومة العمل طوال العام، وانتشاره إلى “الأقاليم”، وهو ما يفتضي قبل ذلك مأسسة العمل بها وهو الأمر الذي يحتاج دعما ماليا ممن يرغبون في أن يتحرك المجتمع بشكل أكبر نحو إيجابية التغيير المجتمعي.
لإدراك الوقت والمشاركة في مدرسة “نماء” 2014 طالع صفحة المبادرة على الفيسبوك:
رابط صفحة الدكتور مجدي سعيد على الفيسبوك :